|
أربعةٌ :
الأولى :
أطال النفس الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل في التحدث عن بني إسرائيل . . . من
هم ؟
وأبان بما لا يدع مجالا للشك أن بني إسرائيل هم اليهود والبروتستانت (
الإنجيليين ) مستندا إلى أن اليهود حين سباهم النصارى وحَمَلوهم إلى أوروبا
عبيدا اعتنقوا النصرانية ثم حرفوها ، وقد كان ( مارتن لوثر ) ذا جذور يهودية
[1]. والبروتستانت هم أقل الطوائف بغضا للنصارى ، وهم أكثرها إيمانا بالعهد
القديم[2] ، بل هم من ينصرون النصارى على أرض الواقع بدوافع إيمانية .
والمقصود أن بني إسرائيل هم اليهود والإنجيلين من النصارى ( أمريكا وبريطانيا
واستراليا ) الذين يقاتلون في العراق وأفغانستان وفلسطين اليوم . . . أو قل
الذين يتولون قتال المسلمين اليوم .
الثانية :
في محكم التنزيل : " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ
لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4}
فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي
بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5}
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ
لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ
لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}
والنفير هو عدة الحرب ، وهم اليوم ولا شك أكثر نفيرا ، وهم اليوم علو علوا
كبيرا في الأرض .
ــ و ( إن قارئ أسفار التوراة -لاسيما أنبياء عهد السبي وما بعده- يجد بوضوح
تام أنها تشتمل على نبوءات عن اليهود في آخر الزمان ، وأن لهم بقية يكون لها
اجتماع ومملكة أخرى في فلسطين ، وأن الله سوف يسلط عليهم غضبه بواسطة أمة قديرة
تجتمع عليهم من أطراف الأرض) كما يقرر الدكتور سفر الحوالي في كتابه ( يوم
الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب ؟) ص 7 وما بعدها .
الثالثة :
وإن فتن آخر الزمان ستكون ببيت المقدس وأجوار بيت المقدس ، هكذا يتكلم النصارى
، وهكذا يتكلم اليهود ، وهكذا يتكلم المسلمون[3] .
والرابعة :
أن العلمانية شدت رحالها ، وأن الصراع اليوم على خلفيات دينية واضحة ، يشهد
لذلك اليهود بعلمهم ذي الخطين الأزرقين ، وخريطة إسرائيل الكبرى على الكنيست
الإسرائيلي ، وبوش الصليبي المتعصب ، وحملات التنصير المنتشرة كالجراد في كل
بقاع العالم الإسلامي ، وتشهد هذه الصحوة المباركة في الأمة الإسلامية .
لا تكاد تخطئ عين كل متابع أنها بدأت . فها هم بنو إسرائيل على ذات الأوصاف
التي تكلمت عنها نبوءات ( الكتاب المقدس ) ـ رجسة خراب ــ ، وعلى الذات الأوصاف
الذي تكلم عنها القرآن الكريم ــ أكثر نفيرا وعلو علوا كبيرا ــ ، وها هو
الصراع بدأ شرقي نهر الأردن ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، وعلى يد ( أمّة
قديرة اجتمعت عليهم من أطراف الأرض ) .
وهاهي الأمة الإسلامية تنفض يدها من العلمانيين . . . القوميين بعد أن خانوا
وهانوا وأبدوا للأعادي الِّلينا . . . بعد أن أضاعوا شعوبهم فلم يبقوا دنيا ولا
دينا .
وقد نفدت كل الحيل ورمى القوم بكل سهامهم ، ولم تنكسر شوكة المسلمين بل شبَّت
واشتدت ، ولكن لا زالت الصورة مُغَبَّشَةٌ ، لا زالت النخبة تتكلم من منطلقات
دنيوية تبحث عن ( السلام) بمفهوم القوم ، وتنادي بتحرير الأوطان بحدودها
المستحدثة على يد ( سايكس ــ بيكو ) ، ونحتاج لتنقية الأذهان من رواسب الجاهلية
. لتنطلق الأمة مؤمنة بربها ، تبحث عن تعبيد الناس لله . . . تنطلق وهي تحمل
لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وتنادي في الناس اعبدوا الله ما لكم من إله
غيره . عندها سنردد جميعا " ألا إن نصر الله قريب " .
فليت الهمم تنشط لتصحيح المفاهيم ، وحشد الجماهير ، فإن نصر الله لا يتنزل إلا
على المؤمنين .
-------------------------------------------
[1] تجد ذلك في عدد من مقالات الشيخ في مجلة البيان ، وفي ثنايا كتابه القيم (
حمى سنة 2000) ، وهو حق يدعمه تاريخ اليهود فقد كان ( بولس ــ شاؤول ) يهوديا
تولى تعذيب المؤمنين بالمسيح عليه السلام ثم بين عشية وضحاها وفي قصة يشكك في
صحتها الأصدقاء قبل الأعداء أصبح رسولا من عند ( رب المجد يسوع ) ، ورفع
المسيح عليه السلام لدرجة الألوهية ومارس هو مهام الرسول كاملة . ومن يتدبر في
قصة بن السوداء يجده سار على ذات الطريق بذات الألفاظ . . . أراد رفع علي بن
أبي طالب لدرجة الإله ، وأخذ هو يتحدث للناس بما يستحق هذا ( الإله ) وما يجب
عليهم نحوه ، وقد بقيت آثار لأقواله في أرباب التشيع إلى اليوم . [ انظر ترجمة
بن سبأ في البداية والنهاية : وفيات عام 38 هـ ] .
[2] كتاب النصارى الذي في أيديهم اليوم يتكون من قسمين : العهد القديم والعهد
الجديد ، العهد القديم يتكون من عدة أجزاء : الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى
عليه السلام ، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا ، و الأسفار
التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة . ، و أسفار الشعر
والحكمة ، والأسفار النبوية ، واسفار الأبوكريفا ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق
النصارى لا اليهود على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم ، وتسمى أيضا
الكتب والناموس ، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا .
و العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى
ثمانية من المحررين ، بعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح ، وبعضهم غامض لا
يعرف له تاريخ إلى اليوم ، وكذا كثير من كتبة العهد القديم . راجع إن شئت ـ هل
العهد الجديد كلمة الله ؟! ، وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ
محمود السقار .
[3] انظر رسالة إلى الطائفة المنصورة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ( ملحق
مجلة البيان العدد 200 ) .