|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن
أحبه وأتبع هديه ؛ وبعد :ـ
في واحدة من غرائب الدهر كله ، وقف النصارى جميعهم على صعيد واحد يتكلمون بلسان
واحد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يكذِبون ويبترون وينقلون الضعيف
والشاذ وما لا يصح من الأقوال ، حتى جمَّعوا في كلِّ الكمال وجملة الجمال سيد
ولد آدم وخير خلق الله كلهم ما لا يجتمع في أفسق الناس ، قالوا ـ وقبحهم الله
بما قالوا ـ كان شهوانيا سفاكا للدماء . . ملكا يريد رقاب الناس وأموالهم
ونسائهم . . جبارا لم يترك قريبا ولا بعيدا .. ، سيء الخلق ليس فيه ما يحمد .
وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم قرود تتقافز على جبالٍ شم .. أقزامٌ سود
الوجوه يطاولون الجبال الراسيات الشامخات ، وهيهات هيهات .
ودارت بحديثهم آلة إعلامية ضخمة راحت تبث بذاءتهم هنا وهناك ، في شكل حوارٍ ،
ومقالٍ ، ودرسٍ يومي ، وعرضٍ سينمائي .. الخ . صوتُهم عالٍ وفي كل مكان ،
وصفُّهم ذو عدد وعتاد ، وقد راج كذبهم على نفرٍ ممن قل علمهم فخرجوا في صفهم ،
ورفعوا صليبهم ، ووقف نفرٌ آخر متهوكون لا يدرون أين يسيرون ، وعامة قومنا لا
يلتفون ، وعما يحدث منشغلون ، أو ربما يستخفون ولا يصدقون !!
والواقع الذي يراه كل ذي عينين ويسمع به ذو أذنين أن الشبهات شاعت وذاعت ودخلت
كل البيوت وفتن بها نفر من المسلمين فارتدوا ، وتثبت بها على الكفر الكافرون ،
وكثيرون جاءوا يهرعون وعن إجابة لهذه الشبهات يسألون ، فحرام على كل ذي علم أن
يستكين حتى يرد المعتدين على حرمات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والدين .
وقد قمت بحول الله وقوته أدفع عن عرض الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أطلب الأجر
من ربي ، ويقيني بأننا ستار لقدر الله ، فالله غالب على أمره ، والله ناصر عبده
، ونافذ وعده ، وهازم الأحزاب وحده ، وما نحن إلا ستار لقدر ، حظنا العمل
والأجر على العمل ، والدين منصور بنا أو بغيرنا . فاللهم لا حول ولا قوة لنا
إلا بك .
وعند التدبر في هذه الجعجعة الحادثة وُجد أن قليبها الآسن الذي تغرف منه هو
شخصٌ واحد يدعى ( زكريا بطرس ) ـ قبَّحه الله ـ ، هو الذي جمّع المتناثر في
بطون كتبهم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الإسلام والمسلمين ، هو
الذي يكذب لهم وينقلون عنه ، هو مقدمتهم وحامل لوائهم ، يرتدي ثوب الناسكين ،
ويقسم على أنه من الهداة المهتدين ، يريد الخير للناس أجمعين ، وهو آفاك أثيم ،
كذاب لئيم ، وليس بجديد أن يكون دعاة البغي متنسكين ، فهذا حالهم منذ نبتوا في
أرض الزمان ، وشهوة السلطان والتمكين عند كثيرين فوق شهوة النساء والمال
والبنين .
وفي هذا الملف ألقي الضوء على هذا الكذاب اللئيم المسمى زكريا بطرس عليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين ، أكشف للناس حاله ، وأسأل الله العظيم أن يتقبل
هذا العمل وأن يغفر به الذلة ويقيل العثرة ، ويسدد الرمية وأن يبارك في هذه
الكلمات . إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أبو جلال / محمد جلال القصاص