|
من صيد الفوائد المبارك وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك عام 1428 سِيقت
سحابة مُثقلة إلى مواقع الإنترنت فأمطرت عليها ، واخضرت المواقع وفرح أهلها
وزوارها ، وأصابت مواقعَ الخبثاء دعاةِ الكفر فأطفأت نارهم وأشغلتهم بأنفسهم
ولا زالوا إلى الآن يعالجون آثارها ، ولا زالت إلى الآن تمطر ، وأراها تتجه
لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ثم لمحطات الفضاء الإسلامية بعد ذلك ، ولله الحمد
والمنة ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، كانت تحدثهم عن الكذاب اللئيم
زكريا بطرس الذي سب سيد الأولين والآخرين ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وكالعادة
حين اخضرت الأرض أتى زراع الشوك ليزرعوا شوكهم ، وحين بدأ ت الثمرة أتى اللصوص
ليسرقوا الثمرة ، وحرام على الزارع أن يمشي ويترك زرعه بعد أن أثمر ، وحرام على
صاحب الأرض أن يرويها ثم يتركها للمفسدين يزرعوا فيها ما لا يرضي به الله .وهذا
المقال في إطار حماية الثمرة من اللصوص .
من يومين قام الإعلامي عمرو أديب في برنامج ( القاهرة اليوم ) بعمل حملة
إعلامية مضادة على الكذاب اللئيم زكريا بطرس ـ قبحه الله ـ ، وحدث تفاعل كبير
مع هذه الحملة حتى كان بعض المتصلين من الخليج وبعضهم من المغرب العربي .
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها عمرو أديب للكذاب اللئيم زكريا بطرس
. كانت المرة الأولى حلقة عابرة ، خلت من مناقشة علمية لشبهات بطرس ، وجاء بها
ألفاظٌ وحركاتُ أصبعٍ علّق عليها بطرس وأبدى حِلْما إيذائها ، فكانت له لا عليه
. واليوم عاد عمرو أديب ثانية للتحدث عن الكذاب اللئيم زكريا بطرس في برنامجه (
القاهرة اليوم ) على عدة حلقات وبنوع من الإثارة التي تُعجب عامة الناس .
وعند التدبر فيما يحدث تجد أن هذه الحملة في صالح الكذاب اللئيم زكريا بطرس
وليست ضده . ولا أقول أن عمرو أديب متفق مع بطرس ويعمل لصالحة أو أن القناة في
جملتها تفعل هذا ، لم أقل هذا ، بل أقول أن الحملة أخطأت الهدف ورمت مع بطرس لا
عليه . أو أنها حملة من إعلامي تغيب عنه مقاصد الشريعة ، ويبدو أنه اطلاعه على
الصراع الدائر على أرض الواقع سطحي جدا ، أقول : جاء رمي برنامج القاهرة اليوم
مع بطرس لا عليه لأمرين :
ـ الأول : الحملة تحاول بوضوح شديد شَخْصَنِة
القضية ، بمعنى جعل الأمر خاص بزكريا بطرس ، بمعنى أن النصارى في جملتهم مؤدبون
وفقط زكريا بطرس هو قليل الأدب وحده دون غيره من النصارى ، أكد على هذا عمرو
أديب في بداية الحلقة الأولى وقال نصا أن 99.9% من النصارى لا يقولون بكلام
بطرس على الإسلام والمسلمين ، وتكلمت إحداهن في مداخلة لها وقالت أن النصارى
يحبون إخوانهم في الوطن ( تعني المسلمين ) وأنهم لا يحملون أي حقد في صدروهم
على المسلمين ، وضاق صدر عمرو بالمشاركات التي كانت تأخذ محورا علميا ، فقطع
مداخلة الدكتور زغلول النجار حين راح ينقض الكتاب ( المكدس ) على حد تعبيره
ويتخذ سياقا علميا في الرد على الشيطان بطرس ـ على حد تعبير الدكتور زغلول وهو
صادق قد أصاب في وصفه لبطرس ـ ، وهو رد علماء لم يتسع له صدر عمرو أديب كونه لا
يتسق مع حملته التي أعدها ، وقطع مشاركة أخرى أخذت ذات المنحى ، وضيف الحلقة
الأولى محمد سليم العوا يقول النصرانية والإسلام ديانتان متساويتان متوازيتان
!! وأن عليهما أن يسيرا سويا ضد الملحدين الذين لا يؤمنون بإله .
ألإسلام والنصرانية على ذات الطريق ؟! يسيران متاوازيان ؟!
ألا خسر وتبت يداه .
بل الدين عند الله الإسلام { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }[ آل
عمران :من الآية 19] و {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ
الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ق }[ المائدة: من الآية 17] و { لَّقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ
إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[ المائدة : 73 ]
ـ و القضية ليس شخصية ، فزكريا بطرس ظاهرةٌ وليس
شخص ، ما يتكلم به زكريا بطرس اليوم يتكلم به كل النصارى ، سواء أكان هو مصدر
الكلام أم كان غيره ، وسواء أكان هو المحرك لهم في قناته الفضائية أم كان غيره
، كلهم معه يقولون بقوله أو يفرحون بقوله ، وهو عندهم ( صوت صارخ في البريّة )
، ولا أدل على ذلك من أن الكنيسة لم تتكلم بكلمة ـ مجرد كلمة ـ ضده كما فعلت مع
غيره .وقد أقر بهذا الدكتور العوا في ذات البرنامج .
ـ الأمر الثاني : في منتهى الخطورة أن يتصدى
لبطرس الإعلاميون دون الشرعيين ، فبطرس يلبس كذبه ثوب العلمية والعقلانية
والبحث العلمي ... فهو دائما يكرر أنه فقط قارئ لكتب المسلمين ، وهو كذاب ،
وحين يتصدى له الإعلاميون والقانونيون فإنهم لا يردون عليه ، بل يشهرون أمره ،
ولذا فرح بهذا وأقام ما يشبه العرس في إحدى غرف البالتوك وراح يستهزئ ويسخر هو
ومن معه ، ويقدمون خالص التحيات لعمرو أديب ومن معه ، ويركزون على أن المسلمين
لا يستطيعون إلا تهييج العامة من وسائل الإعلام ذلك أن ليس لهم حجج شرعية يجبون
بها على شبهاته التي يتكلم بها ، يقول ـ ويكرر هذا دائما ـ ليس لهم طريق للتصدي
لي إلا عن طريق الشجب والمظاهرات وتهييج قطعانهم الهمجية أما أن يأتوا ويردوا
على شبهاتي فلا يستطيعون ، فالمعني ببطرس هم الشرعيون بجوار الإعلاميين ، نحتاج
لحملة هادئة من علمائنا وشيوخنا الكرام نرد فيها وبها على شبهات زكريا بطرس .
ونبين للناس كذبه . فهل ينشط الشرعيون قبل أن يزداد الطين بله ؟ أرجو ذلك .