في مقالات العلَّامة الدكتور محمود الطناحي (٢ / ٦١٩) دافع الطناحي عن شيخه
العلَّامة محمود شاكر رحمة الله عليهما، وقال: إنه ولو أخطأ في هذا الأمر، فإن
خطأه مغمور في بحار حسناته.
ثم ساق الطناحي ثلاثة أبيات في هذا المعنى، هي:
فلما قرأتُ كلامه -رحمه الله- استحضرتُ
في ذهني شيئاً مما أحفظه في هذا المعنى الشريف، أو قريباً منه، وأضفتُ إليه بعد
ذلك بعض الإضافات، فتحصَّل لي سبعة مواضع إضافة إلى الثلاثة التي قبلها: تلك
عشرةٌ كاملة.
٤- قال أبو نواس:
أساء فزادتْهُ الإساءةُ حظوةً
حبيبٌ على ما كان منه حبيبُ
يَعُدُّ عليَّ الواشيانِ ذنوبَهُ
ومن أين للوجه الجميل ذنوبُ؟
٥- وقال إبراهيم الصابي يخاطب عضد
الدولة:
خدمتكَ مُذْ عشرون عاماً موفَّقاً
فهبْ ليَ يوماً واحداً لم أوفَّقِ
٦- وقال ابن دريد في مقصورته:
إذا بلوتَ السيفَ محموداً فلا
تذمُمْهُ يوماً أن تراهُ قد نبا
٧- ونحوه قول الشاعر، وهو منسوبٌ إلى
غير واحد:
إذا ما خليلي أسا مرةً
وقد كان في ما مضى مُجمِلا
ذكرتُ المقدَّمَ من فعلِهِ
ولم ينسِني الآخِرُ الأوَّلا
٨- وفي هذا المعنى قول الحريري في
مقاماته:
يا أخي الحامل ضيمي
دون إخواني وقومي
إن يكُنْ ساءكَ أمسي
فلقد سرَّكَ يومي
فاغتفِرْ ذاك لهذا
واطَّرحْ عذلي ولومي
٩- ولأبي فراس الحمداني:
فإن يكُ بطءٌ مرةً فلطالما
تعجَّل نحوي بالجميل وأسرعا
وإن يجفُ في بعض الأمور فإنني
لأشكره النُعمى التي كان أودعا
١٠- وقريب من ذلك قول الشاعر:
إن تجفني فلطالما واصلتني
هذا بذاك فما عليك ملامُ
ذكره الثعالبي في كتاب التمثُّل والمحاضرة
هذا صيد الخاطر، ومن نظر أو تذكَّر، وجد مثل ذلك وأكثر، والحمد لله رب العالمين