لكلمة التوحيد العظيمة شروط لا بد من تحقيقها والعمل بها فبها النجاح في
الدنيا والنجاة في الآخرة وهي سبعة شروط:
١) العلم المنافي للجهل؛ ومعناه العلم بأن الله وحده هو المستحق للعبادة،
وأنه بيده كل شيء سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }
وَعَنْ عُثمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ : قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه
وسلم: ( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
دَخَلَ الجَنَّةَ ) رواه مسلم.
٢) اليقين المنافي للشك؛ بأن يستيقن بأن هذه الكلمة حق، وما دلت عليه هو
الحق، وكل ما سواه فهو باطل. قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ
هُمُ الصَّادِقُونَ } .
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنِّى رَسُولُ الله؛ لاَ
يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ
الجَنَّةَ ) رواه مسلم.
٣) القبول المنافي للرد؛ بأن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بلا تردد، ويرد
كل ما خالفها. قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو
لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا }.
وعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِالله الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلاً ، لا أسْألُ
عَنْهُ أحَدًا بَعْدَكَ (وَفِي حَدِيثِ أبِي أسَامَةَ: غَيْرَكَ) قال: (
قُلْ آمَنْتُ بِالله، فَاسْتَقِمْ ) رواه مسلم.
٤) الانقياد المنافي للترك؛ بأن ينقاد لكل ما دلت عليه هذه الكلمة العظيمة
من الإيمان والعمل الصالح، ويترك كل ما خالفها.
قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }.
٥) الصدق المنافي للكذب؛ بأن يصدِّق بلا إله إلا الله بقلبه، ويقر بلسانه،
ويصدق ذلك بفعله.
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }.
٦) الإخلاص المنافي للشرك؛ بأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له، ويصفي
عمله من شوائب الشرك.
قال الله تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } .
٧) المحبة المنافية للبغض؛ بأن يحب كلمة التوحيد وما دلت عليه، ويحب أهلها،
ويبغض كلمة الشرك وأهلها.