هو أعظم المحرمات وأكبر الكبائر وأشد الموبقات وهو ضد التوحيد وبه قد يخرج
المسلم من الإسلام فعلى المسلم أن يعرف حقيقة الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم
توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه ، وتقبل منه جميع أعماله.
١) الشرك هو : جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته. وذلك بأن يدعو مع
الله غيره، أو يصرف له شيئاً من أنواع العبادة، كالذبح والنذر، والخوف
والرجاء والمحبة وغيرها.
٢)خطورته :
- هو تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية، فمن أشرك مع الله أحدًا فقد
شبهه به، وهذا أعظم الظلم، قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
- لا يغفر لمن لم يتب منه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
- حرَّم الله الجنة على المشرك، وأنه خالد مخلد في نار جهنم، قال تعالى:
{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.
- المشرك حلالُ الدم والمال، قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ
كُلَّ مَرْصَدٍ}.
- أنَّه أكبرُ الكبائر، عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله
عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال - ألا وقول
الزور»، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت . متفق عليه.
٣) الشرك نوعان:
الأول: أكبر يُخرج من الملة، ويخلَّدُ صاحبُهُ في النار، إذا مات ولم يتب
منه، وهو صرفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله، كدعاء غير الله.
٤) الثاني: أصغر لا يخرج من الملة؛ لكنه ينقص التوحيد، وهو وسيلة إلى الشرك
الأكبر .
٥) الشرك الأصغر قسمان :
الأول : شرك ظاهر على اللسان والجوارح وهو: ألفاظ وأفعال، فالألفاظ كالحلف
بغير الله من غير قصد مساواة المحلوف به بالله، عن عبدالله بن عمر قال قال
صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ).
٦) الثاني: شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات، كالرياء والسمعة، كأن
يعمل عملًا مما يتقرب به إلى الله؛ يريد به ثناء الناس عليه {فَمَنْ كَانَ
يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
٧) بين الشرك الأكبر والأصغر فروق منها :
- الشرك الأكبر: يُخرج من الملة، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه
ينقص التوحيد.
- الشرك الأكبرُ يخلَّدُ صاحبه في النار، والشرك الأصغر لا يُخلَّد صاحبُه
فيها إن دَخَلها.
- الشركُ الأكبرُ يحبطُ جميعَ الأعمال، والشركُ الأصغرُ لا يُحبِطُ جميع
الأعمال، وإنما يُحبِطُ الرياءُ والعملُ لأجل الدنيا العملَ الذي خالطاه
فقط.
- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال، والشرك الأصغر لا يبيحهما.
١٤٣٦/٥/١٨هـ