إن الناظر لحال الأمة المحمدية يرى الأحداث مزروعة في جسدها بشكل جعل البعض
يستبعد معها النصر ويخلد إلى اليأس. وفي المقابل نجد أن هناك صنف من
المسلمين يؤملون ويعلمون لتغيير حال الأمة ونقلها من دركات الذل والهوان
والضعف والاستبداد إلى درجات العزة والرفعة والسمو والعلو .
والله تبارك وتعالى قد جعل للنصر والرفعة أسباباً وأمر بتحصيلها والاعتناء
بها. ومن هذه الأسباب:
١) الإيمان بالله تعالى وتعلق القلوب بعلام الغيوب كما أمر بذلك سبحانه في
قوله: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وقوله : { وَكَانَ حَقًّا
عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }.
١٤) السرية في القول و العمل المتعلق بمحاربة العدو ورد أخبار ذلك إلى ولاة
الأمور وعدم أنشر الأخبار المتعلقة بالحرب لقوله تعالى: { وَإِذَا جَاءهُمْ
أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }.