بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما
بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الأحزاب " للعلامة محمد
بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل
الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
●
أسماء الله الحسنى:
& الرقيب بمعني:
الحفيظ, والإيمان برقابة الله عز وجل يُوجب للعبد كمال مُراقبة الله تعالى
والخوف منه.
& الشهيد: هو
الحاضر الذي لا يغيب المُطلع الذي لا يخفى عليه شيء...لكن ليس حاضراً بمعنى
أنه في الأرض, بل هو في السماء على عرشه مطلع لا يخفى عليه شيء.
●
الإيمان والمؤمنون:
& زيادة الإيمان
باعتبارات باعتبار قوة اليقين وباعتبار كثرة العمل وباعتبار الإخلاص فيه
وباعتبار أن المعاملة المُتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وباعتبار
العامل نفسه
& المؤمن يزداد
إيماناً عند رؤية الآيات الكونية أو الشرعية كقوله تعالى: ﴿
وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً
﴾
& التزام أحكام
الشريعة في النكاح والطلاق من مُقتضيات الإيمان.
& محبة الله تعالى
للمؤمنين, ومحبة الملائكة لهم, تُؤخذ من الثناء عليهم والصلاة عليهم, لأن
من يحبك يُثني عليك, ومن يُبغضك يذُمكُ.
& البشرى العظيمة
للمؤمنين, وأن الله نفسه جل وعلا يُحييهم بهذه التحية, لقوله تعالى: ﴿
تحيتهم يوم يلقونه سلام
﴾
& النبي صلى الله
عليه وسلم,...الصلاة والسلام عليه من مقتضيات الإيمان, وزيادة في الإيمان.
& المؤمن يمنعه إيمانه عن الظلم, ويمنعه إيمانه عن السفه والغي.
●
التقوى:
& الأمر المُوجه
للإنسان بالتقوى لا يعني أنه غير متقٍ إذ قد يُراد به الأمر بالاستمرار على
التقوى, ويدُلّ لذلك قوله: ﴿
يا أيها النبي اتقِ الله
﴾
& بالتقوى صلاح
الأعمال, ومغفرة الذنوب.
& من اتقى الله
تعالى جعل الله تعالى له هيبة في القلوب, اتقِ الله تعالى يتقك الناس, وخاف
من الله تعالى يخفك الناس.
& كل من كان أتقى
فهو أكرم عند الله تعالى, وأرفع منزلة.
& الإنسان العاصي
ضال ضلالاً مبيناً, والإنسان المطيع فاز فوزاً عظيماً, انظر أي الطريقين
تريد ؟ والجواب: الطاعة, التي بها الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.
& العبرة بوجاهة
الإنسان عند الله تعالى لا عند الخلق....وكلما كان الإنسان أعبد لله تعالى
وأطوع له كان عند الله تعالى أوجه.
●
طالب العلم:
& العلم ليس
بالأمر الهين, العلم يحتاج إلى تعب, ولهذا قال بعض السلف: العلم لا يُنال
براحة الجسم. الذي يُريد أن يستريح لا يقول: إنه طالب علم.
& لا بد لطالب
العلم أن يكون طالب علم على سبيل الحقيقة, وسيجد أثر ذلك فيما بعد, سيجد
النتيجة والتحصيل.
& طالب العلم...قد
يشقُّ عليه في أول الأمر أن يحبس نفسه على العلم لكن إذا اعتاد حبس نفسه
على العلم صار ذلك سجية له. وطبيعة له...وجرب تجد.
ــــــــــ
●
الدعوة إلى الله عز وجل:
& لا تيأس كم قلب
لان للحق وهو من أفسق عباد الله سبحانه وتعالى.
& ليس انتصار
الإنسان بشخصه, بل انتصاره بما جاء به ودعا إليه, ولو كان على أيدي أتباعه,
ولو كان ذلك من بعد موته.
& ينبغي لطالب
العلم أن يكون له نشاط في مجتمعه, لا نسخة كتاب فقط, بمعنى أن يكون مُحركاً
لضمائر الناس ومشاعرهم وتوجيههم ويكون لديه عزيمة في إصلاح الخلق
& لا يمكن أن تجني
العسل إلا بعد ذوق شوك النحل, لا بد من تعب.
& الواجب على
المرء...أن يتق الله عز وجل في بيان الحق والعمل به, لا يقل: إن الناس
يسخرون مني...فإنه لا يزداد بهذه السخرية...إلا رفعة عند الله سبحانه
وتعالى
●
مرض القلب:
& أكثر الناس
اليوم حريصون على مداوة الأبدان...دون القلوب التي عليها مدار السعادة في
الدنيا والآخرة.
& تجد الإنسان
يمرض قلبه, وربما يصل إلى درجة الاحتضار, ولكنه لا يبالي به, فإذا أصيب
بشوكه في بدنه هرع إلى الأطباء ولو حصل في ذلك مشقة وتعب.
& مرض القلب _
والعياذ بالله _ يوجب القلق النفسي وضياع الحياة كلها والموت المعنوي.
& إذا رأيت من
نفسك أو أوقاتك ضائعة بلا فائدة فيجب عليك أن تلاحظ قلبك فإن هذا لا يكون
إلا من غفلة القلب عن ذكر الله تعالى.
& العاقل المؤمن
هو الذي يكون دائماً في نظر إلى قلبه ومرضه وصحته وسلامته وعطبه.
ــــــــــــ
& مرض القلب أخطر
من مرض البدن بكثير, والعاقل يعتني بهذا عناية أشد.
& عليك أن تنتبه
لمرض القلب وأن تبادر بمداوته, لأنه إذا تفشى المرض في القلب _ نسأل الله
العافية _ قد يموت ويُطبع عليه, فلا يُحقُّ حقاً, ولا يُبطل باطلاً.
●
الصادق:
& تجد الصادقين
تُنشر آثارهم, وتُوثر أقوالهم, ويُثنى عليهم في المجالس حتى بعد موتهم,
بخلاف أهل الكذب _ والعياذ بالله _ والنفاق, فإنهم على العكس من ذلك
& لا تظن أن
الصادق يخيب أبداً , كما يصور أحياناً للإنسان: أنه لو صدق لكان في ذلك ضرر
عليه, فليكن كاذباً أو فليكذب, فإن هذا من وسواس الشيطان
& اعلم أن الصادق
وإن كان الأمر مُراً عليه في أول مرة لكنه تكون له العاقبة في النهاية.
●
استخدام الخدم من غير المسلمين:
& مع بالغ الأسف
أن يكون لدى المؤمنين خدم من غير المسلمين, لأن معنى ذلك أن الرجل أو
المرأة يتصبح ويتمسى ينظر إلى من هو عدو الله ولرسوله وعدو له أيضاً
& لو لم يكن من
مضرة هؤلاء الخدم الكافرات إلا أن هؤلاء _ الذين يقولون: إنهم مسلمون وهم
كذلك _ تذهب عنهم الغيرة من نفوسهم وكراهة الكفار.
& بعضهم يحتضنهم
فرحاً بهم, لأن الشيطان زين لهم أنهم أنصح في العمل وأتقن وأجلد وأصبر,
وهذا من البلية والمحنة التي امتحن بها الناس في هذا الزمان.
& هؤلاء القوم
الذين يستخدمون الكافرات والكافرين...مخطئون خطأً عظيماً فادحاً
& إذا دعت الحاجة
فلتكن مسلمة من الدول المسلمة الفقيرة التي ينتفع المسلمون بما يُدفع لهذه
الخادم من الأُجرة.
ـــــــــــــ
●
اليهود:
& أهل غدر
وخيانة,...منذ كان فيهم نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا, فهم
أشد الناس غدراً ومكراً وخيانةً.
& كل القبائل
الثلاث من اليهود كلها عاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام حين قدم المدينة,
ومع ذلك نقضوا العهد: بنو قينقاع, وبنو النضير, وبنو قُريظة.
●
المنافقون:
& المنافق على
اسمه منافق, إن لم يجد فرصة سكت وصانع وداهن, وإن وجد فرصة نطق وتكلم, وهذا
دابهم.
& الحذر من
المنافقين, لأنهم لا يألون المؤمنين خبالاً, كلما وجدوا مطعناً أو مكاناً
للطعن هجموا, نسأل الله تعالى أن يعيذنا منهم.
& إرجاف المنافقين
بالمؤمنين, والإرجاف: هو أن يذكر للإنسان ما يكون به الخوف والقلق.
& المنافقون أصحاب
غدر وخيانة....وأهل جُبن وذُل وخوف ورعب....وأشدّ الناس ذُعراً.
●
الاعتزاز بالوطن:
& الاعزاز بالوطن
_حميةً للوطن_ من صفات المنافقين, لقوله سبحانه وتعالى:
﴿
يا
أهل يثرب
﴾
وقصدهم بذلك إحماء حميتهم الوطنية.
& الحديث الذي
يروى " حب الوطن من الإيمان " فإنه كذب على الرسول عليه الصلاة والسلام.
& الاعتزاز بالوطن
لكونه إسلامياً فهذا لا بأس به.
ــــــــــــ
●
الخوف والرعب:
& المخاوف تُربك
الإنسان حتى في تصوراته, لقوله:
﴿
وتظنون بالله الظنونا
﴾ فإن الإنسان المستقر لا تكون عنده ظنون مُتباينة مُتعارضة, لأنه مستقر.
& إذا وقع الخوف
في القلب فلا تسأل عن الخائف, إذ يظّن أن الشجر إنسان, فلا يتصور الأمر على
حقائقها حتى لو ناداه أحد من أصحابه ظن أنه عدو يناديه ليقتله
& الرُّعب من أشدّ
الأسلحة فتكاً للعدو.
●
ذكر الله عز وجل:
& كلّ عبادة فهي
ذكر لله عز وجل حتى دراسة العلم هي من ذكر الله,...كل ما يُقرب إلى الله
تعالى كل عبادة فهي من ذكر الله تعالى.
& الذكر حياة
للقلب, لأن الله تعالى أمر به على وجه الكثرة, فلولا الفائدة العظيمة منه
ما أمر به على سبيل الكثرة.
& نقص الذكر نقص
في الإيمان.
●
الحزن:
& ينبغي مراعاة
المؤمن بإدخال السرور عليه وانتفاء الحزن عنه, لقوله ﴿ولا
يحزن
﴾ أي: لا يدخلهن الحزن والغم مما مضي.
& الشيطان يسعى
لكل ما يحزن بني آدم كما قال تبارك وتعالى: ﴿
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا
﴾ [المجادلة:10]
& كُلُّ من حاول
إدخال الخزن على أخيه المسلم فإنه شبيه بالشيطان الذي يريد إدخال الأحزان
على المؤمنين.
ـــــــــــــ
●
الإنسان الحازم:
& الإنسان الحازم
يجعل من العادات عبادات, والإنسان الغافل يجعل من العبادات عاداتٍ.
& الإنسان العاقل
الحازم المؤمن لا يزال يذكر الله سبحانه وتعالى لأن في كل شيءٍ من مخلوقاته
آية تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى وعلى حكمته.
●
تبرج النساء:
& المرأة إذا
تبرجت فإن ذلك يعتبر جهلاً منها وسفهاً, ولهذا أُضيفت إلى الجاهلية.
& التبرج يكون
بنوع اللباس, ويكون بالطيب, ويكون بتحسين البدن بالحناء, والتحمير, وتسويد
العين بالكحل, وما يسمى...بالمكياج, وما يسمى بالمناكير.
& من أسباب عدم
التبرج إقامة الصلاة, ولا ريب في هذا, لأن الله عز وجل يقول: ﴿
وأقم
الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
﴾ [العنكبوت:45]
●
الحجاب الشرعي:
& أكثر الناس
يظنون أن الحجاب الشرعي هو أن تُغطى المرأة جميع جسدها إلا وجهها وكفيها
وهذا خطأ فالحجاب الشرعي أول وأولى ما يدحل فيه حجاب الوجه
& تأبى حكمة الله
سبحانه وتعالى أن ينهى عن ضرب المرأة برجلها لئلا يسمع خلخالها ثم يُرخص
لامرأة من أجمل النساء أن تظهر وجهها وكفيها!!
& في الحجاب كفّ
الأذى عن المرأة فيكون في ذلك كرامة لها, وإعزاز لها, ورفعة لها من أن
تؤذى.
●
متفرقات:
& البقاء في
الدنيا وإن طال فهو قليل, لقوله:
﴿
وإذا لا تمتعون إلا قليلاً
﴾
ــــــــــــ
& قوله تعالى:
﴿
سراحاً جميلاً
﴾ يعني: ليس فيه عداوة, وليس فيه بغضاء, وليس فيه حجر.
& النونية...من
أحسن ما نُظم في التوحيد وأجمعه.
& علم المخلوق
محفوف بنقصين: جهل سابق, ونسيان لاحق. أما علم الله عز وجل فإن علمه كامل,
جملة وتفصيلاً في جميع الأحوال.
& الكافر والمنافق
لا يمكن أن يكون ناصحاً للمؤمنين أبداً, ولو كان يُمكن أن يكون نُصح ما نهى
تعالى عن طاعتهم مطلقاً, لأن الناصح يُطاع.
& الذي يدعي
العصمة لغير الرسل رجل ضال كما يفعل الرافضة بأئمتهم وهذا ضلال بين, لأن
أئمتهم قد يُخطئون كما يُخطئ غيرهم.
& الصحيح من أقوال
أهل العلم رحمه الله أن من رمى بالزنا واحدة من أُمهات المؤمنين, فإنه يكون
كافراً كفراً مخرج عن الملة.
& في باب القتال
مُرجف ومُخذّل, والفرق بينهما أن المُرجف من يُخوف, والمُخذّل من يقلل
الرغبة في الخير, فالمُرجف يرهبك, وأما المُخذّل فهو يُثبط عزيمتك.
& الشحيح هو
المانع مع الحرص, والبخيل هو المانع بدون حرص.
& لا شك أن
الإنسان قد يغلب خصمه بالكلام,...والإنسان اللسن الذي عنده بيان وعند فصاحة
قد يغلب ولو كان على باطل.
& لما جاء الغرب
الخبيث القبيح المقلوب فطرة وديناً وصار يقدم النساء من أجل إثارة الفتنة
بهن...تبعه الذين يتبعون كل ناعق وصاروا يقدمون النساء على الرجال.
& ينبغي للإنسان
أن يدفع عن نفسه ما يُلام عليه به, فكل شيء تخشى أن يلومك الناس فيه فادفع
الشُّبة عن نفسك.
ـــــــــــــــ
& علي بن أبي طالب
رضي الله عنه...الأفضل أن يُقال له كما يقال لغيره من الصحابة: علي رضي
الله عنه.
& " علي رضي الله
عنه " أكمل من " علي عليه السلام ", وأكمل من " علي كرم الله وجهه ", لأن
الرضا مرتبة عظيمة.
& الكفار...أن
نذكر ما فيه تعلية شأنهم, وبيان مقدرتهم, وإلقاء الهيبة في قلوبنا منهم,
فإن هذا لا يجوز.
& ينبغي للإنسان
أن يُدخل على المؤمن ما يُقوي عزيمته ويُنشطه, سواء في الجهاد في سبيل الله
أو في غيره من الأعمال النافعة.
& السنة الكونية
فهي ما يُجريه الله تبارك وتعالى قدراً من العقوبات وغيرها, وهذه السنة لا
تتبدل ولا تتغير.
& الساعة الخاصة
التي هي موت كل إنسان, فإن من مات قامت قيامته, وقامت ساعته, لأنه انتهى
من الدنيا إلى دار الجزاء.
& القنوت: الطاعة
بدوام وذل ّ وسكون.
& كلُّ من نابذ
عباد الله تعالى وأولياءه سلّط الله عليهم.
& السؤال عن
الساعة ليس بذي فيمة كبيرة, القيمة الكبيرة ما أشار إليه النبي عليه الصلاة
والسلام حيث قال حين سأله رجل عن الساعة قال: انظر ماذا أعددت لها ؟
& تحريم
تقليد العالم إذا تبين النضُّ,...فإذا تبين لك الحقُّ فلا تقل: قال العالم
الفلاني, وقال الإمام الفلاني.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
|