|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده اللذين اصطفى .. أمَّا بعدُ:
فإنَّ النَّصيحةَ أيها الكرام: سُنةٌ ثابتةٌ من سنن الأنبياء، وسمةٌ بارزةٌ
من سمات الحكماء، وهديةٌ راقيةٌ يتبادلها العقلاء .. فوائدها كثيرة،
ومنافعها غزيرة؛ والحاجةُ إليها جدُّ كبيرة، ولذا فقد حصرَ النبي صلى الله
عليه وسلم الدينَ كلهُ فيها فقال: "الدينُ النصيحة" .. وجاء فيها الكثيرُ
من الأحاديث الصحيحة، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ أخيه" ..
و"لَا يُؤْمِنُ أحدُكم، حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لِنفسِهِ" .. و"ما
استرعى اللهُ عبداً رعيةً فلم يُحِطها بنُصحِه إلا حرَّمَ اللهُ عليه
الجنَّة" ..
ولئن كانَ الجميعُ بحاجةٍ ماسِّةٍ لها، فإن القليلَ من يبذلها .. والأقلُ
من يُتقنُها .. وأقلُ القليلِ من يتقبلُها ويُحسِنُ الاستفادةَ منها ..
وبعدُ يا أحبتي .. إليكمُ هديتي
نصائحٌ جمعتها .. وبعضها ابدعتها
وبعضها عدَّلتُها ... لفكرةٍ فضلتها
وحين كثرُ جمعها .. إزدانَ لي توزيعها
فقسمتها متتبِّعاً ... كلَّ ثلاثينَ معاً
وبلغ عددُ الأقسام ... عشرٌ على التمام
فالله ربي أسأله ... بفضله أن يقبله
وأن تكونَ نافعة ... قارِئها وسامِعَه
والحمدُ والسَّلامُ ... بِدءً واختتامُ
إليكمُ هديتي (الجزءُ السابع)
181 - بقدر إخلاصِك وعطاءِك لوجه اللهِ، تتيسرُ أمورك .. والعكس بالعكس
تأمَّل: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10] ..
182 - تفاءَل دائماً: فالشمسُ تغربُ في جهةٍ لتُشرقَ في الجهةِ الأُخرى ..
والبِذرةُ تَسقُطُ إلى الأرضِ لتَخْرُجَ نبتةً أُخرى .. والماءُ يتبخرُ
ويصعَدُ, ليَنزِلَ غَيثاً وَرواءً .. فـ{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ
بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [النور: 11] ..
183 - عندما تُغيرُ طريقةَ تفكيرك .. فإنك بذلك تكونُ قد غيرتَ عالمك كُله
.. وفي التنزيل الحكيم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11] ..
184 - (العاقلُ من يعرفُ قيمةَ وقتهِ، وأنه إن أضاعهُ ضاعت عليه مصالحه،
فجميعُ المصالحِ إنما تنشأُ من الوقت، ووقتُ الإنسانِ هو عمرهُ في الحقيقة،
فما كانَ منهُ للهِ وبالله فهو حياتهُ وعمرهُ، وغيرُ ذلك فليسَ محسوباً من
حياته) .. أبن القيم
185 - تنبه إلى الفرق بين نوعين من الخوف .. خوفٌ يمنعكَ من الإقدام ..
وخوفٌ يدفعُكَ للإتقان .. الأول سلبيٌّ مُدمِّر .. والثاني إيجابٌّي
مُعمِّر ..
186 - مهما كان الذنبُ أو الخطأُ غريباً بالنسبة لك، فاحذر أن تسخرَ من
فاعِله، فمن عابَ أخاهُ بذنبٍ لم يمت حتى يفعلهُ .. وفي الحديث الحسن: "لا
تُظهرِ الشَّماتةَ لأخيكَ فيرحمَهُ اللَّهُ ويبتليَكَ" ..
187 - اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها .. واعمل للآخرة بقدر بقائك فيها ..
وأفعل الخيرَ مهما صغرُ في عينك، فلا تدري أيةُ حسنةٍ ستدخِلُك الجنة ..
188 - تعلَّم مُصادقة الكتب، فالكتابُ جليسٌ رحبٌ لا يَملُّ مِنك .. ورفيقٌ
دائمٌ لا يَحتجِبُ عنك .. ومُعلِّمٌ مُتواضِعٌ لا يتكبرُ عليك ..
189 - قللْ منْ الوقت الذي تقضيهِ أمامَ الشاشات لأقصى ما تستطيع، وعاتبْ
نفسك كثيراً إذا أطلتَ المكوثَ، وإن استطعت أن (تُؤدِبها) بالصدقة أو صلاةِ
النافلة فافعل ..
190 - (ليكُنْ بينَك وبينَ اللهِ خبيئةُ عملٍ صالحٍ تلزمُها بشكلٍ يومي ..
وتهتمَ بإخفائِها أشدَّ منْ إخفاءِك لفجَراتِك) .. ميمونة
191 - إنَّ مِنْ أرقى درجات الذوق: أنْ يسْتمِعَ الانسانُ لـكلِّ رأيٍّ
يُطرحُ عليه ويحترمهُ .. حتى ولو لمْ يقتنِع به أو يستفيدَ منه ..
192 - كُنْ على يقينٍ أنّ الذي ستركَ وأنت في أوحالِ المعصيةِ .. لن يفضحكَ
وأنتَ في أحضان التوبةِ .. فلا تتردد في العودَةِ إلى الله مهْما عظُمتْ
جِنايتُك ..
193 - (كن جريئاً) فما من إنجازٍ يتحققُ إلا ويتطلبُ نوعاً من الشجاعة،
والجرأةِ في اتخاذ القرار ..
194 – تنبه: فنصيبكَ منْ المجدِ بقدر نصيبكَ منْ القرآنِ، ففي محكم
التنزيل: {ق وَالْقُرْآنِ (الْمَجِيدِ)}، وقال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ
مَجِيدٌ} [البروج: 21] ..
195 - قدْ لا تكونُ مسئولاً (دائماً) عمَّا يحدثُ لك .. لكنَّك المسئولَ
(دائماً) عمَّا تُحدثهُ منْ ردودِ أفعالٍ .. فتحكم في ردود أفعالِك لتغنمَ
وتسلم ..
196 - للطوارئ .. أخْفِي مائتي ريال في شنطة العدةِ بالصندوق الخلفي
لسيارتِك أو في مكانٍ آخرَ مُناسب ..
197 - قرِّر من اليوم أن تكونَ إيجابياً مُبادراً .. فهذا نِصفُ المشوارِ
نحو التَّميزِ والنَّجاحِ ..
198 - (يا ابن آدم: أيٌّ شيءٍ يعزُ عليك من دينك .. إذا هانت عليك صلاتُك
.. وهي أولُ ما تُسألُ عنهُ يومَ القيامة) .. الحسن البصري
199 - ابحث (بجد) عن مكامِن الروعةِ في نفسك .. وتيقن بحقٍّ أنك بعدُ لم
تُخرج مِعشارَ ما تملك ..
200 - (يا بُنيَّ إذا صلَّيتَ فصلِّ صلاةَ مُودِّعٍ، لا يظُنُّ أنه يعودُ
إليها أبدًا) .. معاذ بن جبل رضي الله عنه ..
201 - من ينظر إلى أخطاء الآخرينَ كما ينظرُ إلى الجريح المتألمِ .. فسوفَ
يتعاطفُ معهم بدلاً من أن يثورَ عليهم ..
202 - أَقْلِلْ كلامكَ واستعِذْ من شرهِ ~ إنَّ البلاءَ ببعضهِ مقرونُ
وأحفظْ لِسانكَ واحترِزْ من غيهِ ~ حتى يكونَ كأنهُ مسجُونُ
203 - إذا أردت أن تُسعدَ أمَّك فتحدث إليها .. وإذا أردت أن تُسعدَ أباك
فاستمع إليه ..
204 - (دافِعْ الخطرةَ، فإنْ لمْ تفعلْ صارتْ شهوةً، فإنْ لمْ تدافعها
صارتْ عزيمةً، فإنْ لمْ تدافعها صارتْ فِعلاً، فإنْ لمْ تدافعهُ صارَ عادةً
يصعبُ تركُها) .. ابن القيم
205 - احمي أطفالك منْ الألعاب الإلكترونيةْ (قدر المستطاعْ), فهناك
دراساتٌ كثيرةٌ تؤكدُ فداحةَ ضررِها على عقلِ وبصرِ وجسدِ وسلوكِ وأعصابِ
الطفلِ المدمنِ ..
206 - تيقن أنك لن تكسِبَ القلوبَ بمثل اللينِ والرحمة، تأمَّل: {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] ..
207 - {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات: 49] .. {كَأَمْثَالِ
اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: 23] .. الأشياءُ المكنونةُ أكثرُ
جاذبيةً لعدم ابتذالها .. وهكذا المرأة تزدادُ جاذبيتها كلما تستَّرت أكثر
..
208 - قمْ بإنشاء ملفٍ الكتروني وسمهِ (أجملَ ما قرأتُ)، ضعْ فيهِ أجملَ ما
يمرُّ بِك منْ رسائلَ وقصصٍ ومقالاتٍ .. ونصائح وتجارب .. وعُدْ إليهِ منْ
حينٍ لآخرَ ..
209 - دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلةٌ لهُ .. إِنَّ الحياةَ دقائِقٌ وثواني
والناسُ غادٍ في الحياة ورائِحٌ .. ما بينَ ربحانٍ بها أو خسْرانِ
فارفع لنفسِكَ بعدَ مَوتِكَ ذِكرَها .. فالذِّكرُ للإنسَانِ عُمرٌ ثَانِ
210 - الخوفُ من خوض تجارُبِ الحياة، والرَّهبةِ من الفشل، سببهُ نقصُ
التجربةِ لا نقصُ المقدرةِ .. و(90%) من مخاوفنا مجردُ أوهامٍ وتخيلات، لا
وجود لها إلا في عقولنا فقط .. ولذا فلن تهزمَ الخوفَ والإحجام إلا إذا
تحليتَ بالشجاعة والإقدام ..
عبدالله محمد الطوالة