إليكمُ هديتي (الجزءُ التاسع)

إليكمُ هديتي (الجزءُ التاسع)

عبدالله محمد الطوالة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمدُ لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده اللذين اصطفى .. أمَّا بعدُ:
فإنَّ النَّصيحةَ أيها الكرام: سُنةٌ ثابتةٌ من سنن الأنبياء، وسمةٌ بارزةٌ من سمات الحكماء، وهديةٌ راقيةٌ يتبادلها العقلاء .. فوائدها كثيرة، ومنافعها غزيرة؛ والحاجةُ إليها جدُّ كبيرة، ولذا فقد حصرَ النبي صلى الله عليه وسلم الدينَ كلهُ فيها فقال: "الدينُ النصيحة" .. وجاء فيها الكثيرُ من الأحاديث الصحيحة، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ أخيه" .. و"لَا يُؤْمِنُ أحدُكم، حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لِنفسِهِ" .. و"ما استرعى اللهُ عبداً رعيةً فلم يُحِطها بنُصحِه إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة" ..
ولئن كانَ الجميعُ بحاجةٍ ماسِّةٍ لها، فإن القليلَ من يبذلها .. والأقلُ من يُتقنُها .. وأقلُ القليلِ من يتقبلُها ويُحسِنُ الاستفادةَ منها ..
وبعدُ يا أحبتي .. إليكمُ هديتي
نصائحٌ جمعتها .. وبعضها ابدعتها
وبعضها عدَّلتُها ... لفكرةٍ فضلتها
وحين كثرُ جمعها .. إزدانَ لي توزيعها
فقسمتها متتبِّعاً ... كلَّ ثلاثينَ معاً
وبلغ عددُ الأقسام ... عشرٌ على التمام
فالله ربي أسأله ... بفضله أن يقبله
وأن تكونَ نافعة ... قارِئها وسامِعَه
والحمدُ والسَّلامُ ... بِدءً واختتامُ

إليكمُ هديتي (الجزءُ التاسع)

241 - كنْ مُتهيَّئاً سلفاً بكلمةٍ طيِّبةٍ, وردِ فعلٍ جميلٍ حينَ يُفاجئكَ أحدهمْ بسلوكٍ سيئٍ .. تأمَّل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: 53] ..

242 - ارتقِ بهمتك، فإنَّ عظيمَ الهمةٍ لا يُفكًرُ بملءِ وقتهِ بالحسنات فقطْ .. بلْ وبأنْ لا تتوقفَ حسنَاتهُ من بعدَ موته .. وفي الحديث الصحيح: "إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له" ..

243 - ليكُن لك في الأسواق عِبرةٌ .. فهيَ مثلُ الحياةِ .. تتجولُ فيها بحريةٍ .. تأخذُ ما يروقُ لك من المعروضات .. لكن في النهاية لا تنس أنك ستدفعُ ثمن كُلَّ ما أخذته ..

244 - ازرع جميلاً ولو في غير موضعهِ .. فلن يضيعَ جميلٌ أينما وضعا
إنَّ الجميلَ وإن طالَ الزمانُ به .. فليس يحصدهُ إلا الذي رزعا

245 - قبلَ أن تردَّ على من يستفزك .. فكِّر قليلاً .. فإن كنتُ ستخسرُ الموقفَ، فاحرص أن لا تخسرَ أخلاقك أيضاً .. وإذا دعتك نفسُك للغضب .. فادعها أنت للهدوء .. تأمَّل: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]

246 - تعلَّمْ الادِّخارَ، ولوْ كانَ راتبُكَ بالّكادِ يكّفِيكَ .. فسيكونُ لهُ أبلغُ الأثرِ في تحسين دخلِك وترشيدِ إنفاقِك ..

247 - ليسَ هناك ما يمنعُك أنْ تفعلَ شيئاً رائعاً ومميزاً سوى نفسِكَ وقناعاتك .. والقناعاتُ هي مواقفُ وتجاربُ سابقة تحولت إلى مُسلَّماتٍ وقواعدَ داخليةٍ تؤثرُ في قراراتنا .. فغير قناعاتك .. تتغيرُ حياتك ومُنجزاتك ..

248 - اسْتخْدِمْ سُرْعةَ بديهَتكَ, وقوةَ تعبيرك, وبقيَّةَ مهاراتك فِي تسْلِيةِ الغيْرِ ونفعِهم، لا في إيذائِهم وتنفيرهم ..

249 - تعوَّدْ أنْ تترُك كلَّ شيْءٍ بعْدَك في حالٍ أفْضلَ مِمَّا وجدْتهُ عليهِ .. وأنْ لا تُغادرَ المكانَ إلّا بعدَ أنْ تُرتِبَهُ قدرَ الإمكان ..

250 - (يا ابن آدم، بِعْ دُنياك بآخرتِك تربحهُما جميعاً .. ولا تبعْ آخرتِك بدنياك فتخسرهما جميعاً) .. الحسن البصري

251 - ابتسم قبلَ أنْ ترُدَ على الهاتِف وتَحدَّث بِودِّ وهُدوء .. وبصوتٍ يملؤُه الحماسَ والترحابَ .. وتأكدْ أنْ مُحدِثك سيشعُر بكلِّ ذلك ..

252 - تنبه: فالمشكلاتُ الصغيرةُ يسهُلُ عِلاجُها .. لكنْ يصعُبُ اكتشافُها .. بينما المشكلاتُ الكبيرة يسهُلُ اكتشافُها .. لكنْ يصعُبُ عِلاجُها ..

253 - (ارضَ بما قسمَ اللهُ تكنْ أغنى النَّاسِ، واجتنبْ محارمَ اللهِ تكنْ أورعَ النَّاسِ، وأدِّ ما فرضَ اللهُ تكنْ أعبدَ النَّاسِ) .. ابن مسعود رضي الله عنه ..

254 - جاهد أنْ تُقلِلَ منْ (سرقةِ) الآخرينَ لوقتك، وذلك بعدم الاسترسالِ مع لصوصِ الوقتِ, كالشبكة الإلكترونيةِ, والأحاديثِ الجانبيةِ, والنومِ الطويل ... ونحوها ..

255 - (منْ اعتادَ التسْبيحَ قبلَ نومهِ .. أُعطيَ نشاطاً في قضاءِ أمورهِ .. وقوةً في عبادتهِ) .. ابن تيمية

256 - كتابةُ أهدافِك على الورق: يُذكركَ دوماً بها، ويزيدُك تركيزاً عليها، ويُحفزك أكثرَ على تنفيذها، ويرفعُ من احتمال تحقيقها بنسبةٍ كبيرة ..

257 - إياك والحكمَ على نوايا الناس، فعلاوةً على أنهُ من الظنِّ السيءِّ، فإنَّ فيه تزكيةً غيرُ مُباشرةٍ للنفس، تأمَّل: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32] ..

258 - لا تتحرج من كثرة السؤالِ لكي تتعلَّم، فإنما دواءُ الجهلِ السؤال، وخيرٌ لك أن تسألَ مرتينِ وثلاثاً من أن تُخطئَ مرةً ..

259 - كُن مُصراً على بلوغ هدفك، فالإصرارُ هو الجسرُ الموصلُ (بإذن الله) لما قد يظنهُ المتشائمون مُستحيلاً ..

260 - إذا أردت أن تكونَ ردودُ أفعالك صحيحةً وسليمة، فذكِّر نفسك دائماً أنَّ كلَّ ما يمرُّ بك من مواقفَ وأحداث، إنما هو اختبارٌ وابتلاء .. تأمَّل جيداً: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35] ..

261 - شلالُ الماءِ على قوته .. ليس إلا مجموعةً من قطرات الماءِ تسقطُ معاً .. فما أجملَ التعاون .. إنْ التعاونَ قوةٌ علويةٌ ... تبني المحالَ وتبدعُ الأشياءَ .. فمن عاشَ احداثَ الحياةِ وقاسها ... يجِدُ التَّعاونَ قوةً ونماءَ ..

262 - إذا كنت لا تستطيعُ إغلاقَ أفواهِ الناسِ عن قولِ الكلامِ المؤذي .. فإنَّ بإمكانك أن تُغلقَ أذنيكَ عن سماعِه .. تأمَّل: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] ..

263 - أظهر فقركَ لله تعالى، فكلما افتقرتَ إليهِ جلَّ وعلا, أغناك عن غيره .. تأمَّل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15] ..

264 - إذا اردت أن تُضاعِفَ استفادتك من القراءةِ، فقمْ ببعض الأنشطةِ المساعدةِ .. (ميزْ المهمَّ بخطوطٍ أو ألوانِ، رقمْ الأفكارَ، لخص أهمَّ النقاط، علق على بعض الآراء، اكتب ملاحظة .. الخ) ..

265 - لا تبخل بالنصيحة بحجةِ أنها لن تُسمع .. فالبذرةُ الطيبةُ لن تُعدمَ أرضَاً خِصبةَ ..

266 - تعوَّد (بإصرار) أن تُسجلَ أفكارك الجديدةَ في مذكرةٍ صغيرة، أو في هاتفك الجوال أو بأي وسيلةٍ مُناسبةٍ تحفظها من النسيان ..

267 - (بقدر ما يصْغُرُ الذنبُ عندكَ يعظُمُ عندَ اللهِ .. وبقدرِ ما يعظُمُ عندكَ يصغُرُ عندَ اللهِ) .. ابن القيم

268 - إذا أسدَّاك أحدهمْ صنِيعًا .. فأرسل لهُ رِسالةً (منمَّقة) تُعبِّرُ له فِيها عنْ شُكْرِك وامتنانِك ..

269 - حتى وإن كنتَ على حقٍّ، فليسَ من اللائقِ أن يكونَ صوتك حاداً ومُرتفعاً ..

270 - مهْما انتظرتَ فلنْ تتوفَّرَ لك كلُّ الظروفِ المثاليةِ .. فابدأَ وانطلقْ على بركة الله، وستتوفَّرُ البقيةٌ أثناء سيرك بإذن الله ..


عبدالله محمد الطوالة