|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وكفى, والصلاةُ والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبهِ ومن
اقتفى .. أما بعد: فمن أرادَ أن يتبينَ أهمية الدعوةِ إلى الله تعالى,
ويعرفَ فضلها، فليتأمَّل قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ
دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ} [فُصِّلَت:33] .. ليتضحَ له أنه لا أحدَ أحسنَ من الداعي
إلى الله تعالى قولاً، ولا أزكى منه عملاً، ولا أنبلَ غايةً ولا أشرفَ
مقصِداً .. كيف لا, وقد أخذَ بأعظم أسبابِ الفلاحِ والخيريةِ في الدنيا
والآخرة: كما قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104] .. وتجنَّبَ
أعظمَ أسبابِ الهلاكِ والخسارةِ, كما قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1
- 3] .. وغنِمَ من الأجور والحسناتِ ما لا يوصفُ عِظماً وكثْرة، ففي
البخاري ومسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ:
«وَاللهِ لَأَنْ يُهْدَيَ بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ
النَّعَمِ» .. ثم هي أجورٌ جاريةٌ مُستمرةٌ, لا تنقطعُ ولا تتوقف، ففي صحيح
مُسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى
هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» .. لكأنهُ بذلك يعيشُ أعماراً
مديدةً .. أو لكأنهُ يعملُ في الوقت الواحد أعمالاً عديدةً .. وإذا تأمَّلت
بقية الآيةِ الكريمة: {وَعَمِلَ صَالِحًا}، رأيتَ فيها إشارةً لطيفةً إلى
أنَّ الداعيةَ الموفق هو من يكونُ لِسانُ حالهِ أبلغُ من لسانِ مقاله، ومن
يكونُ قدوةً حسنةً للمدعوين، يدعوهم ويعلِّمُهم بعمله قبل قوله .. كما أنَّ
في ختام الآيةِ الكريمة: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، فيها
إشارةٌ أخرى إلى أنَّ الداعيةَ ينبغي أنَّ يتحلَّى بأعظم ما يُحببُ الناسَ
فيهِ وفي دعوته، وهو أن يتواضعَ لهم, وأن يعتبرَ نفسهُ واحداً منهم،
تأمَّل: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...} [آل عمران :
159] ..
وما لم يكن الداعيةُ مُستشعراً لعِظم مسؤوليته، مُتحمِّلاً لثِقل أمانته،
شديدَ الإيمان والقناعةِ بأهمية دورهِ ورسالته، يملكُ رغبةً صادقةً في
خِدمة دينهِ, وتبليغِ دعوته، دقيقاً في اتباع هدي رسوله وقدوته، حريصاً على
هدايةِ النَّاسِ ونفعِهم، مُوطِناً نفسهُ على الصبر وتحمُلِ الأذى،
ومواصلةِ البذل والعطاء .. حكيماً بصيراً، يضعُ الأمور في نصابها، ويختار
لكل حالٍ ما يناسبها .. رحيماً حليماً، هيناً ليناً، يبشرُ ولا يُنفر،
وييسرُ ولا يُعسر .. ثمَّ هو كذلك مُتقِناً لمهارات الإلقاء والخطابة،
ماهِراً في أساليب التحضيرِ والكتابة، يتفاعلُ مع كلِّ موضوعٍ من مواضيعه,
ويستوعِبهُ بكُلَّ دقائقهِ وفُروعهِ، وينغمِسُ فيهِ بعقله وقلبهِ
وكُلِّيتِه، ويُعطيهِ كلَّ ما يلزمُ من جُهده ووقتهِ وطاقتهِ .. وإلَّا فلا
يمكنُ لهُ أن ينجحَ بالشكل المأمول ..
ومن تأمَّلَ حال النبيِّ الكريمِ صلى الله عليه وسلم في الدعوة، وجدَ أنه
النَّموذجَ الأمثلَ في كل ذلك، فقد كان عليه الصلاة والسلامُ عالماً بكُلِّ
ما يدعو إليه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108] ..
وكان صلى الله عليه وسلم قدوةً حسنةً، ونموذجاً مثالياً يطبق ما يدعو إليه:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وقال تعالى:
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ..
وكان صلى الله عليه وسلم على قناعةٍ وإيمان تامٍّ بأهمية ما يدعو إليه,
وبضرورةِ تبليغهِ للناس البلاغَ المبين: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا
الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19]، {يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] ..
وكان صلى الله عليه وسلم شديدَ الحرصِ على هداية الناس: {لَقَدْ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] ..
وكان صلى الله عليه وسلم مُنهمِكاً في الدعوة بكُلِّيته، باذلاً فيها كل ما
في وسعه وطاقته: تأمَّل: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}
[فاطر: 8]، {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6]..
وكان صلى الله عليه وسلم حكيماً في دعوته، يضعُ الأمورَ في نصابها، ويختارُ
لكل حالٍ الأوفقَ والأنسبَ لها .. قال تعالى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى
إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء: 39]، وقال تعالى: {ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ
ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125] ..
وكان صلى الله عليه وسلم بليغاً في إيصال دعوته، فصيحاً حسنَ البيان، كما
قال تعالى: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء:
63]، وقال تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
[النور: 54] .. أي البلاغ الواضح, القوي المؤثر، الذي يصلُ إلى العقول
فيقنعها، وإلى القلوب فيلينها، وفي البخاري ومسلم، قال صلى الله عليه وسلم
عن نفسه: "بُعثتُ بجوامع الكلم" ..
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً في دعوته، هيناً ليناً، رفيقاً شفيقاً،
يُبشرُ ولا يُنفر، يُيسرُ ولا يُعسر .. كما قال عنه ربهُ تبارك وتعالى:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، وقال عليه
الصلاة والسلام: "بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلَا
تُعَسِّرُوا" ..
وكان صلى الله عليه وسلم حليماً صبوراً، متأنياً لا يستعجل، قال تعالى:
{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا
تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: 35] وقال جلَّ وعلا: {فَاصْبِرْ صَبْرًا
جَمِيلًا} [المعارج: 5] وقال عزَّ وجلَّ: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
[السجدة: 24] ..
ومن ثمَّ فلا عجبَ أن يكونَ لدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم كلُّ ذلك
التأثيرُ العجيبُ في القلوبِ والعقولِ معاً ..
وإنَّ مما يلفتُ الانتباه (ويثيرُ العجب)، أنَّ كُلُّ من يُعاني أمراً ما
معاناةٍ شديدة، (كمن يكون لديه مُشكِلةً يعاني منها كثيراً)، فإنك تراهُ
يعبِّرُ عن معاناته بطريقةٍ قويةٍ مؤثرة، ويصفُ حالهُ بانفعالٍ وحرارة،
وبذلك يستحوذُ على اهتمام السامِعِ ويلفت انتباهِه، ويجعلهُ يتفاعلُ معهُ،
ويشعرُ بمعاناته ..
رغم أنك إذا تأمَّلتَ كلامَهُ, وجدتهُ كلاماً عادياً لا مِيزةَ فيه ..
لكنهُ أمتلكَ ذلك التأثيرَ القويَّ لأنه يحمِلُ همّاً مُقلِقاً، ويُعاني
ألماً مؤرِّقا، ولأنه مُستوعِبٌ لجميع تفاصيلَ وجزئياتِ المشكلة، مما يجعلُ
كلامهُ يخرجُ حاراً قوياً، واضحاً جلياً, ومن ثمَّ يقعُ موقِعهُ, ويؤثرُ
تأثيراً قوياً في كلِّ من يسمعُه .. تماماً كما قيل في المثل: النَّائحةُ
الثَّكلى ليست كالنَّائِحة المستأجَرة .. والمثل الآخر: ما يخرجُ من القلب
يصلُ إلى القلب، أمَّا ما يخرجُ من اللسان فلا يتجاوزُ الآذان ..
وهكذا سيكونُ حالُ الداعيةِ المسدَّدِ، متى ما توفرت فيه المرتكزاتُ
الأساسيةُ لنجاح الداعية:
وأولها: أن يكونَ صادقاً في توجهه، مهتماً
لرسالته، مستشعراً لمسؤولية .. راغباً في خِدمة دينهِ، متفانياً في تبليغِ
دعوته، سخياً بكُلَّ ما في وسعهِ من جُهدٍ وعِلمٍ ووقت، حريصاً على هداية
الناسِ ونفعِهم، وإيصالِ النُّصحِ والخيرِ لهم ..
وثانياً: أن يكونَ قدوة حسنةً ومثالًا صالحاً
لمن يدعوهم .. لِسانُ حالهِ أبلغُ من لسانِ مقاله .. يدعو ويعلِّمُ بعمله
قبل قوله .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا
تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ} ..
وثالثاً: أن يكونَ شديدَ الإيمان والاقتناعِ
بأهميةِ ما يدعو إليه، مؤمناً بضرورته، مُدركاً لعظم حاجةِ الناسِ
لتعلُّمِه ومعرفتِه ..
ورابعاً: أن يكونَ عالماً بكل ما يدعو إليه،
مُلمّاً بكُلِّ جُزئياتهِ وفُروعهِ ودقائقه ..
وخامساً: أن يكونَ فصيحاً طلق اللسان، بليغاً
حسنَ البيان، مُتقناً لمهارات الالقاءِ والخطابة، ماهراً في أساليب
التحضيرِ والكتابة ..
وسادساً: أن يكونَ رحيماً حكيماً، يضعُ
الأمور في نصابها، ويختارُ لكل حالٍ الأوفقَ والأنسبَ لها، وأن يكونَ
شفيقاً رفيقاً، هيناً ليناً، يُيسرُ ولا يعسر، ويبشرُ ولا ينفر ..
وسابعاً: أن يكونَ موطِنَاً نفسهُ على الصبر
وتحمُلِ الأذى في سبيل ذلك ..
وعندها سيبارك الله فيه وفي دعوته، وسيشعرُ بتوفيق اللهِ ولطفهِ واعانته،
فيزدادُ حماسه، وتقوى إرادتهُ، وينجلي الخوفُ والتردُّدُ، ليحل محله
الجرأةَ والإصرار .. وإذا بالكلماتِ تخرجُ من القلبِ حارةً مُعبِّرة، قويةً
مؤثِّرة .. حتى ولو لم تكن مُنمَّقةً مُحبَّرة .. لكنها تصِلُ بإذن الله
لهدفها بسهولةٍ ظاهِرة .. ذلك أنَّ النَّائحةُ الثَّكلى ليست كالنَّائِحة
المستأجَرة .. وأنَّ ما يخرجُ من القلب يصلُ إلى القلب، أمَّا ما يخرجُ من
اللسان فلا يتجاوزُ الآذان ..
ومن ثمَّ فلا يطولُ به الحال والمران, حتى يصلَ إلى مرحلة الجودةِ والاتقان
.. ثم الابداعُ والتميز .. وليس الأمرُ خاصٌ بالأفذاذ والعباقرة، أو أصحاب
المهاراتِ المبهرة .. فسنةُ الله التي لا تتخلف، أنَّ كلَّ من جدَّ وجد،
ومن صبرَ ظفر، ومن واصلَ وصل .. ومصداقُ ذلك في كتاب الله جلَّ وعلا:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ
اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] ..
وأختم هذا الباب بما قاله الدكتور عبدالله المصلح الأمين العام لهيئة
الاعجاز العلمي: حدث في أثناء انعقاد المؤتمر السعودي الطبي الثامن، أن
انتحى بي أحد أكبر علماء الأجنة وهو البروفسور مارشال جونسون وقال: صدقني
يا دكتور لو كانت هذه الحقائق التي قدمتموها عندنا لأقمنا الدنيا ثم لم
نقعدها، كيف يكون عندكم كل هذه الدلالات على صدق نبيكم وتسكتون .. وقال
الأستاذ زغلولُ النجار عن د. إيرفنج الأستاذ بجامعة تنسي الأمريكية، أنه
وقفَ مُنذُ سنواتٍ مخاطبًا جمعًا من المسلمين في مدينة (جلاسجو) ببريطانيا
فقال لهم: "إنكم لن تستطيعوا أن تنافسوا الدول الكبرى عِلميًا، أو تِقنيًا،
أو اقتِصاديًا، أو سياسيًا، أو عسكريًا، ولكنكم تستطيعون أن تجعلوا تلك
الدول تجثوا على ركبها أمامكم بالإسلام .. أفيقوا أيها المسلمون من غفلتكم،
واعرفوا قيمةَ هذا النور الذي معكم، تعلموا الإسلام جيداً وطبقوه، واحملوه
لغيركم من البشر تُفتَحُ أمَامَكُم الدنيا، ويَدِينُ لكم العالمُ أجمَع ..
أعطوني أربعينَ شابًا يُحسِنُونَ فَهمَ هذا الدين فَهمًا عَمِيقًا،
ويُطَبِقُونَهُ في حَياتِهم تَطبِيقًا دَقِيقًا، ويُحسِنُونُ عَرضَهُ على
الناسِ عَرضَاً رَفِيقاً وأنا أفتحُ بهمُ الأمريكتين ..
إذن فعوامل نجاح الدعوة ثلاث: الفهم العميقُ، والتطبيقُ الدقيق، والعرضُ
الرفيق ..
فيا أيها الموفق: اشحذ الهمَّة، وقوي العزيمة، وجهز أدواتك، وحدِّد أهدافك،
ونظِّم أوقاتك، وركز تنجز، واستعن بالله ولا تعجز، وسِر على بركة الله
وانطلِق، وامضي قدماً إلى حيثُ تستحِق .. وهيا لتكُون، أفضلَ ما يمكنُك أن
تكون .. {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] ..
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 180-
182]