|
نعم لن أبكي الشيخ بن جبرين رحمه الله , وإن كان بفقده خسرنا عالما قلَّ نظيره
في هذا الزمن !
لن أبكي بن جبرين , و إن كان فقده مصيبة كبرى!
لن أبكي بن جبرين, و إن كان له في سويداء القلب مكانة تليق بأمثاله من الأئمة!
بل سأقول:
إنا لله وإنا له راجعون , اللهم آجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها .
وسأقول أيضا :
إذا مات منا سيد قام سيد ... قؤول لما قال الكرام فعول
لن أبكيه لعدة أسباب :
الأول :
لأني أرجو لشيخنا ما هو خير له من بقاءه بيننا , فمن كان له مثل عمل و عبادة و
جهاد بن جبرين , و جلده و صبره في نشر العلم , فإنه يُرجى له أن يكون من
الأبرار ,( و ما عند الله خير للأبرار )
الثاني : لعلمي الأكيد بأن الله لن يضيع
دينه , فقد مات من هو خير من شيخنا رحمه الله , أعني محمد صلى الله عليه و سلم
و أصحابه ,و مع ذلك حفظ الله هذا الدين العظيم .
الثالث : لأني سأحاول أن يكون حزني على
فقد الشيخ إيجابيا , و ذلك بالوقوف على سيرة هذا العلم , و الخروج بأهم الصفات
التي جعلت من هذا الرجل رمزا , ليس في العلم و العمل فقط , و إنما في الثبات و
القوة في الحق , و كذلك عدم التلون و تغيير المواقف.
الرابع : لأفسد فرحة أعداء الشيخ و
شانئيه الذين رقصوا طربا لموته , و لأعلمهم بأن الشيخ لم يمت , بل هو باق فينا
و بيننا بعلمه و مواقفه التي ستذكي فينا الحماسة و الإصرار على السير على
طريقته , و لأقول لهم : على رسلكم! , لا تسرفوا في الفرح , فإن بن جبرين ليس
شخصا يموت بانتهاء أجله , بل هو مدرسة باقية ما بقى المصدر الذي استقى منه
منهجه .
لن أبكي بن جبرين , بل سأحاول أن أفعل مثل ما فعل هو بعد فقده لمشايخه و أقرانه
( بن إبراهيم , بن باز , بن عثيمين , و غيرهم ) , حيث لم يجلس الشيخ باكيا
حزينا , بل مضى يغذ السير على نهج أولئك و من سبقهم من أتباع محمد صلى الله
عليه و سلم , و راح يقدم ما يستطيع لخدمة هذا الدين الخالد .
لن أبكي بن جبرين , لأني احسب انه لو قُدِّر له لأحب بدلا عن ذلك أن أدعو له
بالرحمة و المغفرة, في صلاة خاشعة أو ساعة سحر أو يوم جمعة .
لن أرثي بن جبرين , لأني و غيري أعجز من أن نوفيه حقه.
اللهم ارحم شيخنا بن جبرين و اخلفه في عقبه في الغابرين و اجمعنا به في جنتك
جنة النعيم ... آمين