|
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يحب المرء بصدق و
بشفافية وعندما يفكر فيمن أحبه و لا يمل من ذكر اسمه في كل لحظة فهو يذكره عدة
مرات أمام من حوله ، ويذكره مئات المرات في نفسه .
عندما ترتسم ابتسامة الرضا والسعادة على وجهه حينما يرى من أحب .
و عندما يضيق صدره حينما يغيب عنه من أحب إما لسفر أو لظروف خاصة.
كل هذه صور واضحة وحقيقية لمحبين ، لا يمكن أن تكون مزيفة لأن المشاعر
والأحاسيس لا تزيف أبداً.
صور تتجلى من خلالها كل معاني الإخلاص والوفاء والتضحية .
صور جميلة بجمال من حكت عنه ورائعة بروعة من صورت.
ولكن الصورة المحزنة والمؤلمة حينما تعلم أن من أحببت يصيح ويبكي ويتألم .
عندما تعلم أن من تحب يقاسي ألم المرض .
وعندما تعلم أن من أحب قلبك بصورته الجميلة والرائعة يقاسي المرض الذي أنهك
قوته وهدد عافيته .
عند ذلك تتألم وتبكي كثيراً ويحق لك ذلك , وتفكر كثيراً وتسهر كثيراً ولكن:
تصطدم بجدار الواقع ؛ لتعلم أنك لا تستطيع أن تفعل أي شي تجاهه , فتنظر إلى
السماء وتدعو الله سبحانه وتعالى دعوة تدوي في ظلمات الليل بأن يشفيه ويرفع عنه
مرضه.
عندها ثق تماما ً أن غداً سيكون أفضل بإذن الله .
هـــدى :~
)) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ
قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) .
نور من السنّـة :~
أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا محمد، عش ما شئت
فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فانك مجازى به، واعلم أن شرف
المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس " [ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد
و البيهقي عن جابر ]
وقفة :
قد تعجز أيدينا على أن تغير شيء من الحقيقة المؤلمة ولكن لن تعجز أعيننا على أن
تسكب الدمعة .
همسة :
ليس مهم أن يكون نهارنا ضياء ، الأهم أن ينتشر الضوء داخل قلوبنا .
توضيح : هذا المقال يحكي حال كثير من الأحبة عندما يداهم أحدهم المرض ، فقد
يكون الحبيب أم أو أب أو أخ أو أخت أو زوج أو زوجة أو صديق .