|
|
قف ... أنت محاسب
! |
|
عبدالله بن محمد بادابود |
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان مخلوق ضعيف البنية ليس بمقدوره تصريف الأمور إلا بالاستعانة بالله - عز
وجل - في كل وقت وحين ثم الاستعانة بقدراته وبمن حوله .
وتظل هناك صور واضحة وجلية لرجال أقوياء نعم فقوة الإرادة وتطويع النفس لما هو
حق وعدم إتباع هوى النفس قوة عظيمة وجبارة .
هي قدرة موجودة لدينا جميعا ولكن بتفاوت واضح وجلي .
هناك من يتبع النفس لنداء الحق ورسول الفضيلة وميزان العدل فهو فائز بإذن الله
في الدارين .
وهناك من أتبع نفسه هواها ولم يكبح جماح شهواته وملذاته وغرق في بحر المعصية
وظلمة الخطيئة ووحشة السيئة .. فهو خاسر وذليل في دنياه و آخرته إن لم يتدارك
نفسه بتوبة لله الغفور الرحيم .
ويظل هناك أناس بين الصنف الأول والصنف الثاني مابين قوة وضعف وعزيمة و إحباط
وطاعة ومعصية تارة يقف ويفكر ويروع نفسه ويذكرها بالله فيحطم كبريائها وطغيانها
.
وتارة يتبعها وينطلق تلبية لداعي الشيطان في داخله .
هذا الصنف ندعو الله عز وجل أن يقوي عزيمته ليعلوا جانب القوة على جانب الضعف
أمام نفسه وشهواته وملذاته .
ونظل نتأمل ونتفكر ونحاول أن نصنف أنفسنا مع العظماء أو دون ذلك .
وتظل الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار وعمل ، أما الحساب يوم القيامة حيث لا
ينفع الندم .
وفي لحظة / دمعة من العين سقطت .
عندما نجد أنفسنا نتخبط في المعاصي .
اعمل ما شئت وتكلم بما شئت وأحبب من شئت وكن عبداً لهوى نفسك الأمارة بالسوء .
ولكن تذكر : أنت محاسب لا محالة .
فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل .
أنت يا من تخشى الناس ، تخشى أن يطلعوا على خفاياك ، أين أنت من الله عالم السر
و أخفى ؟ !
يا من عصيت الله بنعمه عليك ، اتق الله .
كفى ظلماً وعدواناً ، كفى عشقاً وهياماً .
كفي كذباً وخداعاً ، كفى لهواً وضياعاً .
واعلمي يا نفس ، أنك ستندمي أشد الندم ، وتتمني العودة ولو لثانية واحدة لهذه
الدنيا الفانية، لا للسلام على الأم الحنونة ولا لتقبيل راس الأب العزيز .
ولكن لسجدة أو تسبيحة أو صدقة أو ذكر لله أو إماطة أذى أو رد سلام أو فعل خير .
ستندمي أشد الندم على كذبة أو غيبة أو نميمة أو تجسس أو أكل مال أناس ظلماً
وعدواناً
أو تكبراً أو لهواً ولعباً أو نظراً محرماً ولذة زائلة .
وتستمر الحياة وباب التوبة مفتوح مالم تغرغر الروح .
فهل من مشمر ؟؟!!
عبدالله بن محمد بادابود
22/7/1423 هــ
|
|
|
|
|