|
كلنا كنا نحب أناس ومازلنا نكن لهم حباً عظيماً وتقديراُ جليلاً .
كنا نتابع خطواتهم ونتابع أسلوب حديثهم وطريقة لباسهم و كل ما يتعلق بهم هم دون
سواهم ، هم دون غيرهم .
كنا نشتاق لرؤيتهم ونستمتع بالجلوس معهم .
وفي تلك الأيام كنا نصب جل اهتمامنا على محاكاتهم ونفرح بتقليدهم تقليدا صحيحاُ
دون النظر لعواقب التقليد .
كنا نطمح أن نكون مثلهم ، في كل شيء المظهر العام و الحركة و طريقة الكلام و كل
شيء كل شيء .
نستطيع أن نقول أن هؤلاء كانوا قدوة لنا نحن .
ولكن ما أجملها من قدوة عندما نقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وما أجملها من لحظات حين نرى نظرات الإعجاب من الشخص الذي أحببناه .
من الجميل أن نقتدي بغيرنا بشرط صلاح أعمالهم وأقوالهم .
عليك أن تكون لك شخصيتك المميزة دون أن تكون ممثلاً بارعاً لمن حولك .
قال أحدهم " عندما يتفق اثنان في كل شيء فأحدهما زائد لا ضرورة له " .
لا ضير من الإعجاب بشخص ناجح مع الحذر من الحسد و لا ضير من جعل هذا الشخص قدوة
لنا ولكن بحدود .
وتصنع شخصية خاصة بك أنت .
مع الإستفادة من خبرات السابقين وأخذ الدروس والعظات للسير في هذه الحياة إلى
أن يكتب الله ولكل أجل كتاب .
لنحاول تحديد خط سير لشخصيتنا نحن .
وفي الجهة المقابلة هناك أمانة عظيمة على كل من سيكون قدوة لغيره .
وعندما أتحدث عن هؤلاء بمزيد من التحديد .
أتكلم عن الأب فهو محل نظرات ومتابعة من أبنائه .
وأتكلم عن المعلم أو بمعنى أصح المربي فهو قدوة لطلابه .
أتكلم عن إمام المسجد فهو قدوة لمن حوله .
أتكلم عن كل من كبر سنه فهو قدوة لجيل قادم يتطلع للسمو والرفعة والسؤدد .
وأقول لهم :
اتقوا الله وقوموا بحساب أنفسكم وزنوا حركاتكم وكلماتكم فهي محل نظر ومتابعة من
غيركم .
أنتم الآن تحت المجهر وما أعظمة من مجهر حينما يراد منه الإقتداء وتخيل كل عمل
حسن قمت به
وقام بمحاكاته شخص آخر فهو أجر وثواب لك .
ولننتظر جيل واع ومثقف إذا كنتم أنتم مقدرين للمسؤولية .
ونحن ننتظر
هـــــدى :~
قال تعالى : ( واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) .
نور من السنـــــة :~
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تكن إمعه إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت )
رواه الترمذي
إشراقة :
يقول أنجيلو : ما من تعيس أكثر من الذي
يتوق ليكون شخصاً آخر مختلفاً عن شخصه جسداً وعقلاً .
همسة :
أنت قدوة ، إذاً أنت مسؤول .
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
23/7/1423 هــ