|
دار كدح ونصب وسقم .
إن أضحكت ساعة أبكت أيام .
لا راحة فيها ، لا سعادة ، لا كمال .
كل شيء ناقص !
نحلم بأمر ونحاول الوصول إليه بشتى الطرق ولكن لا نحصل عليه فيتملكنا الغضب لا
بل ما هو أشد منه انه الحزن والحسرة .
نبكي وكم هي المرات التي أبكتنا فيها هذه الدنيا.
وكم بكينا من داخلنا وتألمنا .
لم تنظر إلينا هذه الشمطاء إلا بنظرات إغراء واستدراج .
إنها الدنيا من تعلق بها أضحى في المرتبة الدنيا ولم يسمو بنفسه إلى أعلى
المراتب .
هذه الدنيا لها خصائص (( فانية - دار شقاء - دار مرض- دار هرم - دار عجز ))
الصحة لا تدوم والمناصب لا تدوم أيضاً .
كل شيء لا يدوم لا يدوم .
العمر لا يدوم .
بالأمس كنا نركض ، نمرح ، نضحك .
اليوم صرنا في الاتجاه المغاير لكل ذلك .
نزع تاج الصحة : مرض .
الضحك : بكاء إن لم يكن ظاهري فهو في باطننا .
السعادة : حزن .
ماذا جرى .. ؟
ماذا حصل ... ؟
باختصار إنها الدنيا لا يدوم فيها شيء أبداً .
عندما يستند الإنسان على صحته وشبابه وقوته ، فجأة يجد نفسه مستند على جدار هش
، قابل للسقوط في أي لحظه لماذا ..؟
لأننا في هذه الدار .....(( الدنيا )) .
اطرقوا أبواب المستشفيات انظروا إلى تلك الأجسام المعتلة والوجوه الشاحبة و
انظروا إلى أنفسكم وقولوا الحمد لله الذي عافنا مما ابتلاهم فيه وفضلنا على
كثير من عباده تفضيلاً .
تأملوا فيمن حولكم بنظرات فاحصة ، هل ترون إلا مريض مبتلى أو حزين أو مهموم أو
مكلوم ؟
لا تتعجبوا إنــها الدنيا .
لا سعادة في المال ولا سعادة في الصحة ولا سعادة في الجاه ، لأنها أمور زائلة
لا محالة .
السعادة الحقيقية في الإيمان بالله وبقضائه وقدره .
الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار .
إلى كل مريض إلى كل مبتلى إلى كل حزين دعونا نقول .
رضينا ربنا .. رضينا ربنا .. رضينا ربنا
هــــــــــدى :~
قال تعالى : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
نور من السنة :~
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح
بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء “ حديث صحيح رواه غير واحد .
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com