|
مدخل :
في حياتنا أناس مروا علينا لفترة بسيطة وكان لهم تأثير علينا و أناس عاشوا معنا
كثيراً ولم يتركوا أثر ، لن أطيل في التقديم ، فالمقال يحكي الحال .
-
عجزت أن جمع الكلمات و أصوغ العبارات .
فالكلمة والعبارة للقلب رسول وترتيبها وصياغتها له أصول .
لتكون العبارات واضحة والكلمات مؤثرة .
لتلامس القلوب وتوصل للعقل المطلوب .
و أجمل المقال عندما يتحدث عن الحال .
فالأحداث من حولنا التي تحصل لنا أو لغيرنا ، تعتبر بيئة خصبة للكتابة .
وعندما يكون المقال عن أناس نعرفهم وتربطنا بهم علاقات إنسانية أخوية يكون وقع
الكتابة أقوى .
لأننا نتحدث عن أناس نعرف بعض الجوانب من حياتهم وليس لنا أن نعرف كل الجوانب .
ومن باب نحسبهم والله حسيبهم , ومن باب ذكر الخير لتحفيز الغير , ومن باب من لم
يشكر الناس لم يشكر الله .
كانت هذه المقالة شكر وتقدير .
عسى الله أن يكتب بها التأثير والتغيير .
أوجه فيها العبارة للشباب من أبناء وإخوة وأصحاب .
الهدف : رفعة الدين
والطريق : إتباع سيرة سيد المرسلين .
صور كثيرة في حياتنا نراها ، منها المظلم والقاتم ومنها الجميل والرائع .
نسطرها على صفحات التاريخ ذكرى وتذكير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وكان لما
حوله بصير .
قد يكون لأناس من حولنا أثر في حياتنا وتأثير .
وقد يكون تصرف أو قول لأحدهم سبب لنا في التغيير .
فكلها أسباب من مسبب الأسباب ومرسل السحاب وخالق خلقه من تراب فهل عرفتم المعنى
يا أحباب!
ومن سأتحدث عنه شاب نحسبه من الصالحين ونظن به الخير أن يكون من المتقين .
للقران حافظ ولصلواته محافظ .
في حلقات العلم منتظم , وفي طلبه للعلم ملتزم .
عرفته في مدرستي كطالب عرفته في صفه مؤدب وليس مشاغب فكم من الطلاب سبب لنا
المتاعب تلو المتاعب .
فالطالب المؤدب معروف .
والطالب المحترم بالأخلاق موصوف .
إن تكلمت عن التخصص في مادتي كان من أحسن طلبتي .
هو يا سادة نبراس للنجباء ورمز للأدباء .
كانت له مواقف مع مادة الكيمياء خط الملخص للطلاب وحتى هذه اللحظة يستفيد منه
الشباب - وهو ملخص أعددناه للطلاب تسهيلاً لهم وكان طالبي مع مجموعه من الطلاب
رتبوه ونسقوه وحتى هذه اللحظة الطلاب تحصل لهم الاستفادة منه - ..
فهذا الجهد لا يحصى ولا يعد والجزاء يا بني من الكريم الذي هو بكل شيء عليم .
ومع جماعة الكيمياء ( تعتبر من الأنشطة اللا صفية في المدرسة ) تميز مع
المتميزين من إخوانه الطلاب .
فكان الإبداع والإمتاع والإقناع .
سواءً على صعيد الجماعة , أو الحفل الختامي للمدرسة تضافرت الجهود فكان الحفل
فوق المعهود
فشكراً للأبناء فقد كانوا اللبنة الأولى للبناء .
في البيئة التعليمية يا أحبة لابد أن تواجه الكثير من المواقف المفرحة وأيضاً
المؤلمة .
وتلامس سمعك العديد من الكلمات التي قد تكون سبب في تغير أو سبب في اجتهاد .
قد تلامس أذنيك كلمة تحفزك على فعل الخير .
قد تلامس أذنيك كلمة تجعلك تمد يدك للغير .
قد تلامس أذنيك كلمة تعبر عن حال الشباب بين طائع وعاصي ومؤدب ومشاغب وقد تحكي
حال أسرة ضعيفة مادياً ولديها العديد من المشاكل الاجتماعية .
أعتدت أن اسأل الطلاب عن القرآن وكم يحفظون منه ؛ لأن أهل القرآن هم أهل الله
وخاصته نحبهم ونتقرب إلى الله بحبهم .
وعندما سألت ابني وطالبي الأديب الأريب النجيب أخبرني أن المتبقي فقط أجزاء
قليلة ليختم .
ويعد من الحفظة فسعدت بذلك وانشرح قلبي لذلك .
في زمان غلب على الشباب اللعب واللهو والانشغال بكل ما هو سيء وغير نافع - إلا
من رحم الله –و لازال في الأمة الخير الكثير .
ولازلت أذكر الفضل لأهل الفضل الشيخ محمود راغب - حفظه الله - من دولة مصر
شيخنا ومعلمنا , والشيخ مصطفى الباز من دولة مصر شيخنا ومعلمنا كانوا يشجعونني
على الحفظ والحضور الدائم للمقرأة ولكن ظروف العمل والانشغال جعلتني كالسلحفاة
في الحفظ والحضور .
وبعد فترة اخبرني طالبي بأنه قد ختم القران , ومع أن عدد الأجزاء المتبقي لي
كان اقل منه ولكن شتان .
مع أن الإنسان خلق عجولاً فقد كنت في الحفظ كسولاً .
وكان هذا الخبر سبب بعد الله في زيادة الاجتهاد والانشغال بالقرآن حتى ختمت
بفضل الكريم المنان .
فكان سلوك طالب وفعله ومنهجيته درس تربوي لمدرسه فكم من طالب فاق معلمه .
فسطرت هذه المقالة شكراً لله أولاً ثم لشيوخي وطالبي النجيب .
همسة ..
أهمس في أذنيك يا ابني الغالي بالثبات والاستمرار على فعل الخير وتقديم الخير
والسعي لطلب العلم دائماً ، فالعلم بحر غزير لا ساحل له ، يحتاج لبذل الجهد
والوقت والمال فلا تبخل على العلم فالعلم لا يبخل أبداً .
لمسة وفاء :
سطرت هذه المقالة شكر وتقدير للشاب والإبن فيصل بالطيف وفقه الله لكل خير .
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com