|
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان هو ذلك المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولاقوه , هو ذلك المخلوق
الذي ميزه الله عز وجل بالعقل عن سائر المخلوقات ؛ هذا العقل ليميز به
الخبيث من الطيب ، فبالعقل نسلك الطرق الميسرة
للوصول للغايات الحميدة و به أيضاً نستطيع أن نختار كل ما هو طيب ومفيد لنا
ولمجتمعنا .
وعندما يختار الفرد منا كل ما هو سيء , وعندما ينزلق في براثين الرذيلة ,
وعندما يتصرف بعواطفه دون النظر لمنطق العقل , عندها ستكون حياته بلا قيمة
وبلا هدف فما الفرق حينها بينه وبين سائر المخلوقات , عندها سيتعرض للكثير
من المشكلات , عندها قد يسبب الكثير من الألم والهم والحزن لمن حوله ,
عندها قد تفقد أسرة أحد أفرادها , أو قد تكون
نهاية أسرة بأكملها , عندها قد يتسبب لإنسان بالشلل أو بالعجز وقد يتسبب في
الكثير من
الكوارث .
كل ذلك بسب عدم القدرة على تحمل المسؤولية وبسب الاستهتار وقد
يكون بسب الجهل وصغر السن .
وفي جميع الحالات يكون هذا الفرد هو المسؤول عن كل ما يحدث من
أضرار لنفسه أو لغيره .
- إنني أتكلم عن فئة ليست بالقليلة في مجتمعنا للأسف الشديد إنني أتكلم
عن :
السائقين المنحرفين
نعم , يوجد أناس منحرفين أخلاقياً لا نرضى بحالهم ونحاول تقويمهم
وفي المقابل هناك أناس منحرفين ومتغطرسين في قيادتهم للسيارة
دون التفكير في من حولهم .
** تبدأ الرغبة في القيادة لدى هؤلاء محاكاة لمن هم في سنهم من
أصدقائهم.
** وتصبح قيادة السيارة لديهم غاية دون الإستيعاب الكامل لفكرة
أن السيارة وسيلة لقضاء حوائج الإنسان ليعيش سعيد فمتى ما
كانت سبب في تعاسته فليست بالمهمة حينئذ.
** وعندئذ ستكون هناك الكثير من المآسي والكثير من الحوادث والكثير
الإعاقات لهذا القائد أو لغيره .
** أناس في المستشفيات يصدرون الكثير من الآهات والآهات.
** وأناس خلف القضبان يذرفون الدمعات تلو الدمعات .
** وأناس لا يزالون في الميدان بكامل صحتهم وبكامل قواهم العقلية .
** يجوبون الشوارع بسرعة جنونية دون مبالاة .
** أقول لهؤلاء ، اتقوا الله في أنفسكم أولاً ثم اتقوا الله في أبنائكم وفي
من حولكم .
** و لا تكونوا معول هدم لأعز ما يملكه أي مجتمع إنه الإنسان.
** ولنا أن ننظر إلى قيادة السيارة بشيء من التعقل فربما التفكير
في الوصول لمكان معين بسرعة عالية و لمدة لا تتجاوز بضع دقائق
يكون سبب في إعاقة دائمة .
** وقفة : ( من خيالي )..
أحيانا قد يشكي الطريق وقد يبكي فهو يبكي الأشلاء المتطايرة على جنباته
ويئن كل لحظة , عندها سنقول أن الجماد تحس بما لا نحس به..
• * همسة
يقال قديما ( القيادة ...فن....ذوق...أخلاق )..
ونقول حديثا ( القيادة...غاية...تهور..إعاقة )..
** أسأل الله العلي القدير أن يمن علينا وعليكم بالصحة والعافية
وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين .
** تمنياتي للجميع بدوام التوفيق والنجاح .
عبد الله بن محمد بادابود
الاثنين 15/3/1423 هـــ