كلاً منا يريد أن يظهر بأجمل صورة أمام من حوله وأمام نفسه .
قد نقدر ونعتز بمن يظهر لنا محاسننا ويتجنب ذكر عيوبنا .
وإن كان ذلك نوع من الجهل القاتل الجهل المميت الجهل الذي سيسقطنا في
الهاوية .
هاوية الكبر والاطمئنان بأننا في صورة ليست كاملة ولكنها رائعة با لنسبة
لنا .
لنصل لشعور أننا أفضل من كثير ممن حولنا شكلاً وخلقاً وعلماً ومكانةً .
هذا الشعور يجعلنا نقف في أماكننا التي رضينا بها دون التفكير في التقدم
خطوة للأمام .
هو شعور قد نعيشه ويبعث الكسل والخمول لنا .
وإذا تمكن منا هذا الشعور سيكون دعوة للإنحدار ودعوة لتحطيم صورتنا أمام
الناس .
فالوقت يمر وكل ثانية يجب أن تستغل لتطوير قدراتنا وزيادة ثقافتنا لأن
العالم يتطور بسرعة مذهلة .
وإن كان لدينا الكثير من العيوب التي نحاول أن نخفيها ، لكن لنثق أن هذه
العيوب قد تكون قوة دافعة ، لتحركنا ، لتقودنا . لنكون أعلام و شخصيات
متميزة .
هذه الحالة تجعلنا نحاول الكثير والكثير لتطوير أنفسنا حتى نرتقي لمكانة
عالية .
هذه الحالة تجعلنا نشعر بأننا أقزام أمام شخصيات عظيمة.
شخصية كشخصية الرسول الكريم معلم البشرية وهادي الأمة محمد صلى الله عليه
وسلم .
شخصيات عظيمة كشخصيات الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان
ليوم الدين .
شخصيات كشخصيات شيوخنا الأجلاء وعلمائنا الفضلاء .
وبالتالي لايجد الكبر مدخلاً لنفوسنا الضعيفة .
ومع ذلك قد تكون هذه العيوب وبالاً على أناس .
كونت بداخلهم عقدة النقص فنظرتهم لأنفسهم نظرة قاتمة يرون أنفسهم بلا قيمة
دينية أو خلقية .
هذه العقدة أصابتهم بالخوف والهلع وتجنب أي موقف اجتماعي قد يظهر هذا العيب
.
وعند هذه الحالة قد يضيعون على أنفسهم الكثير والكثير من الفرص التي قد
تكون طريقاً لنجاحهم وسلم لتميزهم .
وخوفاً من كلام أناس ونظرات آخرين .
وعند ها يكون الشخص قد رسم نهايته بنفسه .
نحن بين حالتين ؛ أناس يرون عيوبهم ويضخمونها ويجعلونها حاجزاً عظيماً
وعائقاً قوياً أمام كل أمنية في حياتهم .
وآخرين لا يرون عيوبهم ويزدادون كبراً يوماً بعد يوم .
وعلينا أن نكون في الوسط لا إفراط و لا تفريط .
لنحاول أن نعمل موازنة لشخصيتنا نحن وبمساعدة من نحب لنرى عيوبنا وأخطائنا
حتى نقوم أخطائنا ونجعل كل عيب دافع لنا للتميز .
يارب ميزنا بالقناعة وميزنا بالطاعة وميزنا بلزوم الجماعة وميزنا يوم العرض
الأكبر بالرضى والرضوان واعالي الجنان يارحمان .
هـــدى :
قال الله تعالى ( والعصر* إن الانسان لفي خسر* الا الذين ءامنوا وعملوا
الصالحات وتواصوابالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر .
نور من السنة :
عن عبدالله بن مسعودرضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (
أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) رواه الترميذي وقال حديث :
حسن .
من الأدب :
والذي نفسه بغير جمال *** لايرى في الوجود شيء جميلاً
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
تويتر : @ABADABOOD
A.Badabood@gmail.com