|
على صوت النافذة الصاخبة صحوت ..
فلما قمت لإغلاقها ، مادت بي الأرض ، فأدركت أنه الزلزال !.
وأننا نقف بين فكَّي المنيَّة ..
فاعتصمت بالعبودية لله جلَّ وعلا ..
ورحت أردد شهادة التوحيد ؛
توحيد الألوهية ، وتوحيد الرسالة ..
نجوم المجرّات كلها هباءات في ملكوت الله القدير ..
فما الأرض ؟!
وما بيتنا الصغير الصغير ؟!
هرعت إلى الشارع أرود لأهلي الطريق ، فتوقفت الزلزلة .
لكن لم يتوقف التضرع والابتهال لمن له الملك و الأمر ..
بعد صلاة الفجر ، نزلت السكينة نعاساً يغشانا أَمَنَةً من الله تعالى ..
فله الحمد وله الشكر ..
من بين البساتين المجاورة لحينا ، لمحت قوس السماء غِبَّ المطر .
كيف اجتمعت رهبة الزلزال في الأرض ، وهيبة الجمال في السماء ؟!
كالتقاء الظلمة والنور ، لتشكيل الأصيل ..
والتقاء الشمس والمطر ، لرسم قوس السماء ..
تلتقي أفراحُنا و أحزاننا منسجمةً في لوح القدر !..
في يوم الزلزال الغريب ، استغرق الفكر في سبحات التوحيد ، وأسلم القلب
ناصيته لربه القدير الودود ..
في يوم الزلزال الغريب ، بلغت القلوب الحناجر ، ولكن يد الإيمان أمسكت
القلوب المزلزَلة ..
فيا رب :
لك وحدك القلب ، وحب القلب ، وسجود القلب ..
فسامحني يا إلهي ، على الأنين .. فهو صوت ضعف الطين ، وانكسار العبد
المسكين ..
ويا مولانا :
إن عافيتك هي أوسع لنا ..
فمتّعنا يا ربنا بالعافية ، وزيّنها بالعفو ، يوم لقاء وجهك الكريم ..
اللهم ارحم شهداء الزلزال ، وعوضهم عن حياتهم الدنيا بالخلود في قصور
الفردوس الأعلى ..
واجمعنا بهم في مجلس الحبيب الأعظم ، صلى الله عليه وسلم ..
ويا ربنا :
أنزل السكينة على المصابين بأحبابهم ، وعلى المشردين من بيوتهم ..
وفرج كرباتهم ، واشف جراحهم ، وأجزل لهم الأجر على الرضا والتسليم والصبر
..
لا إله إلا أنت ..
آمين ..