إن سيرة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ، أوسع وأعمق وأجل من أن يحيط
بها عالم ، مهما علا قدره فيعالم المعرفة والفكر والبيان ..
إنها معمار ضخم جميل مدهش !
فلا تملك أية عدسة أن تسلط الضوء إلا على جانب محدود من هذا البناء ..
ولقد تنبه إلى هذا سيدنا الحسين رضي الله عنه ، فقال :
( لن يؤدّيَ القائلُ - وإن أطنبَ - في صفةِ الرسول ، من جميع جزءاً ) ..
والذي أراه أن الأدنى إلى الكمال ، هو القيام ببحث منهجي مؤسسي موضوعي ،
يكون ثمرته :
( موسوعة تحليلية للسيرة النبوية ) ..
ويقوم بهذا البحث معا ، عدد كبير من العلماء المتميزين في علوم شتى :
مصطلح الحديث ، والتفسير ، والتاريخ ، واللغة ، والأدب ، والمقاصد ، وعلم
النفس ، والاجتماع ، و ......
كي تشمل الموسوعة إضاءات لجوانب الحياة النبوية كافة :
التعبدية ، والاجتماعية ، والتربوية ، والاقتصادية ، والحضارية ، والإدارية
و .....
حيث تجمع نصوص التربية النبوية ، والسيرة الصحيحة ، من القرآن الكريم ،
والحديث الشريف ، والسنن ،والتراجم ، والسير ..
وبذا يتحقق أمران لابد من تضافرهما في منهج البحث العلمي ، وهما :
1 - الاستقراء الموضوعي المتثبت الواسع ، الذي يهبنا رؤية شاملة كاشفة
ومقارنة .
2- والاستنباط الموضعي المتخصص ، الذي يهبنا رؤية تحليلية متعمقة دقيقة ..
أما آنية البيان الفني الجمالي ، التي ستضم هذه السيرة المنشودة ، فهي لا
غنى عنها لأي مؤلف يطرقأبواب الحضارة والجمال ، فضلا عن باب الرسول الأعظم
..
صلى الله عليه وسلم ..
لو أملكُ كل الأقلام ِ
لوصفتُ رسول الإسلام ِ
صلاة ربي وسلامه عليه . ...