التعليق على كذبة جديدة للحلبي !!

بسم الله الرحمن الرحيم

التعليق على كذبة جديدة للحلبي !!


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فإنني في شغل عن تتبع ترهات وكذبات كثيرٍ من الكتبة ومشايخهم ! ، لكنني أجد نفسي مضطراً للرد على بعضهم خشية وقوع شبهة بعضهم في قلوب السلفيين .
وأحرص – أحياناً – على الرد على بعض الرؤوس منهم لتجلية حقيقتها وبيان حالها لمن خفي حالهم عليه .
وإننا لنجد أثر " إرجائهم " على واقعهم واضحاً جليّاً فهم ينتقلون من معصية إلى أختها فمن ( سرقة ) ! إلى ( كذب ) ! إلى ( ظلم ) ! إلى ( افتراء ) ! إلى ( حسد ) ! إلى ( غيبة ) ! … الخ هذا عدا عن ( بدعتهم الإرجائيَّة ) ! ، وإذا أردت أن ترى واقع قاعدتهم " لا يضر مع الإيمان معصية " ! فانظر إلى حالهم وواقعهم .

قال هذا ( القائل ) - وهو الحلبي في التعليق على " حكم تارك الصلاة " - :
[[ ( 1 ) ومن عجبٍ أن بعض ( المتعالمين ) الذين كانوا ( يربطون ) أنفسهم بسماحة الشيخ ابن عثيمين ، بل يعدونه ( الواسطة ) بينهم وبين الله ( !! ) : لمَّا عاين هذا الكلام ( وغيره ) مما يخالف هواه ، ويناقض مبتغاه : بدأ يطعن في سماحة الشيخ ، ويغمز به ، بل ادَّعى في بعض ( عنكبوتياته ) أن كلام الشيخ ابن عثيمين – في ( مسألة ما ) - قد فرَّق المسلمين في العالم !! ( 1 ) .
فمثل هذا الصنف من الناس – الذين لا يجدي فيهم ( إحسان ) ، ولا يصلح معهم ( عيش ) ، يجب كسر ( عتبتهم ) الواهنة ، وهدم أبراجهم المتهاوية !! .
( 1 ) فإن أنكر نسبة هذا القول إليه !! فهل هو موافق له – واقعاً - ، أم مخالفه حكماً - ؟ !! ]]
انتهى
و ( 1 ) الأولى هامش الصفحة ( 15 ) و ( 1 ) الثانية : هامش على الهامش !!
أما ما في كلامه من سب وشتم فأقول كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في رده على ( الإخنائي ) ! : " ما في هذا الكلام من السب والشتم ليس هو علماً يستحق الجواب عليه ، ويمكن الإنسان أن يقابله بأضعاف ذلك ويكون صادقاً لا يكون كاذباً مثله ! ، ويتبيَّن أنه من أجهل الناس ! وأسوئهم فهماً ! وأقلهم علماً ! وأنه إلى التفيهم ! والتعليم ! أحوج منه إلى خروجه عن الصراط المستقيم ، وهو إلى التعزير ! والتأديب ! والتقويم ! أحوج منه إلى أن يقفو ما ليس له به علم ، ويقول على الله ما لا يعلم ، وقد قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } الآية [ الأعراف / 33 ] . " الرد على الإخنائي " ( ص 505 ) .

والرد على هذا ( القائل ) من وجوه كثيرة - وفيها بيان حقيقة هذا القائل - :
1. هذا ( القائل ) ممن ( صار يربط ) نفسه بالشيخ ابن عثيمين – أخيراً - ظلما وزراً ، ويوهِم ( الصغار ) من أتباعه أنه على علاقة بالشيخ وأنه مهتم بعلمه وكتبه وأشرطته ! - بل صار يقول " شيخنا " ! و " سماحة الشيخ " ! - وهذا خلاف الواقع والصحيح .

والذي ينظر في كتب هذا ( القائل ) القديمة لا يرى التعظيم والتبجيل للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – بل كان على العكس من ذلك يلمز بالشيخ ويسكت عن الطعن فيه !

فهل ينسى هذا ( القائل ) نقاشي معه في مسألة العمل وعلاقته بالإيمان في بيته ! لما قال أحد ( أصحابه ) : إن الشيخ ابن عثيمين وضع ! قاعدة أن العمل جزء من الإيمان من كيسه ليتوصل بها إلى تكفير تارك الصلاة !! ؟؟ فمن الذي دافع عن الشيخ ووقف في وجهه أنا أم هو ؟
وهل نسي هذا ( القائل ) لما لمز بالشيخ – رحمه الله – عندما انتقد – رحمه الله – " صحيح الجامع " ! ؟

2. وقوله إنني أعد الشيخ ابن عثيمين ( واسطة ) بيني وبين الله من ( قائمة كذباته ) الكثيرة التي يصعب حصرها وتعدادها !

وقد قلتُ له وكان معه ( صاحب له ) : إنني أقول بقول إسحاق بن راهويه : جعلت الإمام أحمد حجة بيني وبين الله ، وقد قلت – أنا - : إنني أجعل الشيخ ابن عثيمين في مسائل العقيدة التي وقع فيها اختلاف حجة بيني وبين الله .

ولم تعجبهم هذه الكلمة ، وكان هذا المجلس قبل فتوى اللجنة الدائمة ، وأرادوا أن أقول بقولٍ من عند نفسي ليتوصلوا به إلى الطعن فيَّ ! وهم ممن يخشى ( الجهر ) بالطعن في مثل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - .
وعندما أصررتُ عليها وقلتُ لهم إنه لا ينبغي أن تزعجكم هذه الكلمة وأنتم تزعمون أن الشيخ إمام ؟

وعندما اشتد النقاش اختار هذا ( القائل ) أحدَ الحضور ليكون حكَماً بيني وبينهما ! وكان هذا الحكَم من اختياره هو وكان هو الشيخ ( رضوان ) فقال له هذا القائل : أنت في صدرك كتاب الله – وهو شيخ أولادي وهو من حفظة كتاب الله ومن طلبة العلم – فاحكم بيني وبين أبي طارق .

فقال هذا الأخ الشيخ – وفقه الله - : إنني أراها كلمة صحيحة وفي مكانها وهي كلمة سلفية !

فغضب هذا ( القائل ) وطعن في الشيخِ الحكَم بقوله : ( هذه صوفية ) ! و ( أنت صوفي ) !!

فقلتُ له – ساخراً - : وهل يكون سلفيّاً إذا حكم لك ؟؟ أنت رضيتَه حكَما فاقبل حُكمه ، فأبى وظل يكرر الكلمة أكثر من مرة في المجلس نفسه .

وفي هذا ( المجلس ) أشياء عليهم وعلى عقيدتهم ، أتمنى أن تظهر للناس ، وهذا ( القائل ) في المجلس نفسه قال عن قولي " إن الإيمان : اعتقاد وقول وعمل ، وأن الكفر : يكون بالاعتقاد وبالقول والعمل " : إنه تكفير ! أو يؤدي إلى التكفير !!

وكيف سيحكم ( من تلبس بالإرجاء ) يرى أن الإيمان : اعتقاد وقول فقط ، والكفر : كفر القلب - فقط - : أنني سلفي ؟ وهل هذا يعقل أن يحكم ( مرجئ ) على عقيدة ( سلفي ) أنها سلفيَّة ؟ والحمد لله أن كلامهم واعتقادهم مدون مسموع ، وقد حكم علماء اللجنة بل علماء العالم السلفيين على اعتقادهم بما يليق بهم ، وقالوا بما كنتُ أقوله عنهم منذ أقل من ربع قرن !!

فهل هؤلاء يعظمون الشيخ ابن عثيمين ويحبونه ؟ إنها المصلحة التي يدورن معها حيث وُجدت ، ولو لم يكن وراء الشيخ الألباني ( خبزٌ ) و ( مال ) ما رأيتَ هؤلاء يذكرونه ولا يعظمونه .

3. أما قوله إنني قلت عن كلام الشيخ ابن عثيمين إنه فرَّق المسلمين في العالم : فهو من كذباته أيضاً – وللأسف - ، وأتمنى أن يباهلني على هذا القول منه ، أو يطلِّق امرأته إن لم أكن قلتُه !

وكلامي الذي يشير إليه هو في تعليق الشيخ ابن عثيمين الذي افتراه هذا ( القائل ) على الشيخ ابن عثيمين من أنه " ساءته فتوى اللجنة الدائمة فيه ، وأنه " قد فرح بها الثوريون والتكفيريون " !!

وإنني لا أزال أقول إن الشيخ لم يقل مثل هذا الكلام ولا قريباً منه ، وكيف يقوله الشيخ وهم قد نقلوا عنه أنه لم يقرأ الكتابيْن اللذين حكمت عليهما اللجنة الدائمة ! والشيخ – رحمه الله – لا يرضى أن يعقب على فتوى لشيخٍ واحد يخالفه ، فكيف يعقِّب – وفي آخر حياته – على فتوى أربعة من العلماء من علماء اللجنة الدائمة ! ؟ وكيف ينتصر الشيخ – رحمه الله – لكاتبٍ لا يعرِف عقيدته ! ولكتابيْن لم يقرأْهما ! ؟ وفي أقصى حالات النقد من الشيخ – رحمه الله – إن صحَّ عنه – فهو متوجِّه لوقت خروجها لا لما فيها من البيان والعلم ! وهل يمكن للشيخ – رحمه الله – أن يتعقب العلماء في رد " البتر " و " التحريف " و " سلوك المذهب المزري " وهو لا يعرف الكتابيْن المنتقَديْن ! ؟ وإن هذا ( القائل ) لم يأتِ ببينة على كلامه ، وأما هو فمجروح : إذِ استتيب من الإرجاء مرتين ! ولم يتب ! ، وحَكم عليه أهلُ العلم والفضل أنه ( يحرِّف ) و ( يبتر ) عدا عن ( سرقاته ) و ( كذباته ) فمثل هذا لا تقبل شهادته حتى عند ( الرافضة ) – فيما أظن ! - .

وعندي من الشهود ما يكفي لبيان كذبه وأن الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – سئل عن قول هذا ( القائل ) فأنكره وكذَّبه ! بل قال : لو رأيت توقيعي وخطي على مثل هذا : فلا تصدِّق ! وهذا هو الظن به ، لذا فلا بيِّنة مع هذا الناقل عنه لا في شريط ولا في كتاب حقيقي أو مزوَّر ! .

ومَن كذَب على الشيوخ : عبد العزيز و صالح و محمد بن حسن آل الشيخ والألباني وغيرهم فلا عجب أن يكذب على الشيخ ابن عثيمين .

وقد بيَّن الشيخ صالح آل الشيخ كذبه في مقال نشره أخونا " سليمان الخراشي " وقد ذكر اثنان طلبة العلم من تلامذة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ أن هذا ( القائل ) يكذب ويدلِّس !

وقد أشاع هذا ( القائل ) هذه المقولة عني في الأردن وغيرها ، ولما طلب منه بعض الشباب المقال الذي كتبتُه في " الإنترنت " أحالهم على ( غيره ) ! فلما اتصلوا بالثاني ( أنكر ) أن يكون قد قرأ هذا لي !!

فبان كذبه – له ولغيره - قديماً لكنه " يكذب ويتحرى الكذب ولا يزال يكذب " !

وأنا أتحداه أن يأتي بالمقال المزعوم ، وأنا – بحمد الله – أكتب باسمي الصريح والمقالات كلها محفوظة وخاصة أن له ( عيوناً ) يزودونه بالأخبار أولاً بأول .

4. وكيف أوافق على مقولة منكرة أنزِّه الشيخَ ابن عثيمين – رحمه الله – عن قولها ، ثم تأكد لي – ولله الحمد – صدق ظنني ، وكذب غيري !

5. والحمد لله أنه ليس لك في ذمتي ( إحسان ) ! ومقدمتك لكتابي لم تكن مني إلا لأنني التزمت بوعدي معك ، وكانت سبباً لتأخر انتشار الكتاب لا كما تزعم ويزعم غيرك هنا ، وسأحذفها من الطبعة القادمة – إن شاء الله – وأضع بدلا منها " فتوى اللجنة الدائمة " !

6. وأما كسر ( عتبتي ! ) : فلا أنت ولا أمثالك يستطيع فعل هذا ! قال تعالى : { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [ الأنبياء / 18 ] .

وإني لا أزال متعجباً من الذين يتاجرون بالدين ، ولا يستطيع أحدهم أن ينشر مذهبه ومنهجه إلا بكذب وتحريف وبتر واتهام للآخرين ، وما هذا إلا لإفلاسه من الحجة والبيان ، ومن نشر منهجه وعقيدته بهذه الأشياء فحريٌّ بها أن تزول وتضمحل ، قال تعالى : { … كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ } [ الرعد / 17 ] ، وقال تعالى : { مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } [ آل عمران: / 179 ] .

وإني لأعجب من هذا الرجل وأقول : متى سيتقي الله تعالى ؟ ومن سيكف لسانه عن الدعاة والعلماء ؟ ومتى سيترك الكذب والسرقة والتقوُّل والظلم ؟ ألا يكفيه شهداء الله في أرضه وحكمهم عليه ؟ ألا يكفيه نصيحة العلماء له بترك ما هو فيه ؟ وهل سينفعه المطبلون له في قبره ؟ وهل سينفعونه على الصراط ؟ ألا يخشى من مطالبة الناس له بحقوقهم ؟

وإني لأجزم أنه يعلم من نفسه أنه على غير هدى لا في اعتقاد ولا في سلوك ، فلعله أن يترك ما هو فيه ويرجع إلى ربه تعالى بصدر سليم وقلب نظيف ، ومن تاب : تاب الله عليه .

والله الهادي

كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي
أبو طارق