|
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق
الهاشمي
(١٣٥٧ - ١٤٤٧ هـ)
اسمه ونسبه :
هو فضيلة الشيخ المُسند، والواعظ والمدرس والمؤذن بالمسجد الحرام سابقًا،
وصاحب الإختصاص بصحيح البخاري.
الشيخ أبو خالد عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي (نسبة لأحد أجداده)
العُمري.
وقد ارتحل آباؤه إلى الهند أيام محمد بن القاسم الثَّقَفي، وتسمى قبيلته
هناك قبيلة الشيوخ حتى اليوم. وبينه وبين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي
اللهُ عنه ثلاث وأربعون جدًّا في سلسلة النسب المدوَّن عندهم».
مولده ونشأته :
وُلد في بها ولبور في الهند سنة 1357هـ،كما وجده مؤرخًا بخط جدّه.
بدأ تعليمه على يد جده الشيخ الصالح المعمر عبد الواحد رحمه الله ، فقرأ
عليه القرآن الكريم كاملًا، ومبادئ العلوم بالفارسية: كلستان، وبوستان،
وكريما للسعدي الشيرازي، وتعلم الخط والكتابة.
التحق بعد ذلك بإحدى المدارس الحكومية، ثم انضم لمدرسة دار الحديث المحمدية
ببلدة جلال بور، وتعلم على يد الشيخ سلطان محمود -أكبر تلامذة والده- ومكث
فيها أربع سنوات، إلى أن لحقت أسرة والده إلى مهاجَره في مكة المكرمة، حيث
استقر بدعوة من الملك عبد العزيز رحمه الله .
دراسته العلمية :
كانت بداية حياته التعليمة على يد جده /الشيخ عبد الواحد رحمه الله ثم
التحق بإحدى المدارس الحكومية، ثم التحق بمدرسة دار الحديث المحمدية ببلدة
جلال بور وتعلم على يد الشيخ سلطان محمود وهو أكبر تلامذة والده ومكث فيها
أربع سنوات حتى تم ترحيل أسرة والده إلى الحجاز حيث كان والده بمكة
المكرمة.
وفي مكة أدخله والده مدرسة لتحفيظ القرآن، وبعد تخرجه منها التحق بمدرسة
دار الحديث في دار الأرقم في أصل الصفا، ثم أكمل تعليمه على يد والده في
المسجد الحرام، حيث صار قارئ درسه، وقرأ عليه الكثير، إلى أن توفي والده
سنة 1392هـ رحمه الله تعالى.
وحصّل شهادة العالمية في العلوم العربية والإسلامية سنة 1405هـ في لاهور.
كما حصل شهادة الفضيلة من جامعة رياض العلوم بدلهي.
شيوخه :
أكثر ما لازم المترجم واستفاد من والده، وأتاحت له منزلة والده في بلاده ثم
في الحجاز؛ مع مقامه في مكة: أن يلتقي بعدد كبير من كبار العلماء، فاستفاد
من مجالستهم أيضًا.
فمن مشايخه في العلم سوى أبيه:
الشيخ سلطان محمود، أكبر تلامذة والده، قرأ عليه في بلده، وأجازه.
الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، قرأ عليه قطعة كبيرة من البداية والنهاية.
والتقى وجالس المشايخ الأعلام:
أحمد شاكر.
محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
عبد الله بن حميد.
محمد تقي الدين الهلالي.
عبد الله الخليفي.
حماد الأنصاري.
عبد العزيز بن باز.
محمد ناصر الدين الألباني.
بل أدرك بعض مجالس مشايخ أبيه وكبار العلماء من أقرانه، مثل:
الشيخ ثناء الله الأمرتسري.
إبراهيم سيالكوتي.
عبد الحق الملتاني.
عبد التواب القدير آبادي.
عبد الله الروبري.
عثمان العظيم آبادي.
عبد الجبار كاندهلوي.
عبد الرحمن الإفريقي.
عبد العزيز بن محمد الرياستي.
إسماعيل الغزنوي.
داود الغزنوي.
محمد جوناكهري.
وليس له إجازة من أحد منهم.
الأساتذة الذين قرأ عليهم:
يقول الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي ( رحمه الله) : ومن أساتذتي
الذين قرأت عليهم فقط:
1- الشيخ تقي الدين الهلالي. قرأت عليه حديثا واحدا من سنن الترمذي في دار
سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وبحضور الشيخ فتح محمد. مرة في
مدينة فاس في المغرب.
2- الشيخ عبد الرزاق حمزة قرأت عليه مجلدين أو ثلاثة من البداية والنهاية.
3- الشيخ أحمد شاكر. قرأت عليه حديثا واحدا من سنن الترمذي.
4- الشيخ ناصر الدين ألباني. قرأت عليه عدة أحاديث في المدينة المنورة.
ومن المشايخ الذين حصل لي بهم اللقاء والرؤية فقط :
1- الشيخ ثناء الله أمرتسري من مشايخ الوالد زرته وحضرت محاضرته مرتين.
2- الشيخ إبراهيم سيالكوتي. زرته وحضرت محاضرته.
3- عبد التواب قديرا آبادي الملقب ببقية السلف زرته وحضرت محاضرته الأخيرة.
وهو من مشايخ الوالد رحمه الله .
4- الشيخ أبو محمد عبد الحق ملتاني والد أستاذي قدم إلى الوالد وخطب يوم
الجمعة وصليت خلفه وحضرت محاضرته. وحضرت جنازته وهو من كبار تلامذة الشيخ
نذير حسين.
5- الشيخ عبد الله روبري.
6- الشيخ عبد الجبار غزنوي.
7- إسماعيل غزنوي.
8- داؤود غزنوي.
9- الشيخ عثمان العظيم آبا دي تلميذ السيد نذير حسين والد الشيخ يحي عثمان
رحمه الله.
أعماله :
تعيّن المترجم مدرّسًا في المسجد الحرام في حياة والده، وبقي مدرسًا
وواعظًا عدة سنوات، كما درّس وقتًا في مدرسة دار المهاجرين.
وتفرغ الشيخ لأموره الخاصة، في حياة بسيطة، مستعينًا براتبه التقاعدي،
وما أجراه له في حياته تلميذ أبيه البار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
رحمه الله ، وتفرغ للتأليف وخدمة مؤلفات أبيه الكثيرة، وقصده المشايخ وطلبة
العلم في السنوات الأخيرة للسماع عليه، وصار من أعيان من يُرحل إليه في
ذلك؛ لجودة مسموعاته، وصبره وجَلَده على الإقراء، وختم إقراء أمّات كتب
الحديث مرارًا، ومنها مسند الإمام أحمد عدة مرات، وسنن البيهقي الكبرى،
رحمه الله وجزاه خير الجزاء.
ولشيخنا اهتمام بالقصص والغرائب والطرائف في تراجم المحدثين ويُكثر من
إيراد ما يحفظ منها في تعليقاته.
كما عمل مؤذنًا في المسجد الحرام مده خمسة عشر عامًا قبل ذلك.
إمامته في المسجد الحرام :
ذكر لي شيخنا عبد الوكيل بن عبد الحق رحمه الله، أنه أمّ المصلين في المسجد
الحرام في صلاة العصر عندما تأخر إمام المسجد الحرام الشيخ عبد الله
الخليفي فكلفه شيخ المؤذنين آنذاك الشيخ يعقوب شاكر فتقدم وأمّ المصلين
نيابةً عنه وكان ذلك في فترة السبعينات الهجرية «أيام عمله مؤذنًا بالمسجد
الحرام». أ.هـ. من كتاب أئمة المسجد الحرام، عبد الله آل علاف الغامدي.
مصنفاته :
تقدم أن شيخنا عنده عناية خاصة بصحيح البخاري، وسمعته مرة يقول:أتحدى أحدًا
يباريني في البخاري!
وسمعت شيخنا أبا عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وشيخنا عبد الله بن حمود
التويجري يثنيان على معرفة المترجم ومعلوماته في الصحيح.
وكثير من مصنفات شيخنا هي فوائد تحقيقاته وأبحاثه في البخاري، فمن مصنفاته:
1- عناية الباري في ضبط مواضع أسماء الرجال في صحيح البخاري.
2- مفتاح القاري في عد أسماء الكتب والأبواب، والرواة، والمعلقات،
والمتابعات من صحيح البخاري.
3- عناية الوهاب لمن أخرج لهم البخاري أو أستشهد به أو له ذكر من الأصحاب.
4- إنعام الباري في معجم أحاديث شيوخ البخاري.
5- مسند القزويني، هذب فيه سنن ابن ماجه ورتبه على المسانيد.
6- الحطة في معجم أحاديث الشيوخ الأئمة الستة.
7- البحر الزاخر فيما روى الإمام البخاري في جامعه من شيخه بواسطة شيخه
الآخر.
8- فتح الواحد فيما روى الإمام البخاري في جامعه عن شيخين في حديث واحد.
9- التعداد فيمن خضب لحيته من الصحابة وأئمة الحديث بالحناء والكتم والصفرة
والسواد.
10- أربعون أثرًا للسعادة من عمل بهن خرج من ذنوبه كيوم الولادة.
11- البطشة الكبرى في غزوة بدر الكبرى.
12- تحقيق الأحاديث المنسوبة إلى الإمام الذهلي في البخاري وأسئلة
والأجوبة.
13- دعاء المضطرين من البشر ومناجاتهم في وقت السحر.
14- يا أهل الفرش لذوا بأسماء ذي العرش.
15- القول الصحيح فيما فات من ابن عدي، وابن عساكر، وابن منده، والصاغاني،
وما زادوا في كتبهم من أسماء المشائخ الإمام البخاري في جامعه الصحيح.
16- بدائع المنن في أسامي شيوخ الشيخ وأصحاب السنن.
17- مختصر عناية الباري.
18- أقوال المحدثين وجمهور الفقهاء على أن يغسل الزوج زوجته بعد موتها.
وقام شيخنا بتحقيق خلق أفعال العباد للبخاري، وعدد من رسائل وكتب والده،
طُبع بعضها في حياته ولعل أبناءه يسعون في طبعها بدعم بعض الجهات القادرة
والباذلة والمهتمة بنشر علمه ،
وقد ترك مكتبة ضخمة تحتوي بعضاً من كتب والده رحمه الله، لعلها تجد مكاناً
يليق بها بين مكتبات الحرم أو الجامعات تفيد العلم والعلماء وطلبة العلم .
أبناؤه :
رزق الله شيخنا تسعة أولاد: ثلاثة من الذكور، وستة من الإناث، وفقهم الله
وذريتهم لطاعته.
وابنه الأكبر هو الأخ في الله الأستاذ خالد، قرأ عددًا من كتب الحديث على
والده، وتخرج من قسم اللغة والأدب في جامعة أم القرى، ويعمل مدرسًا، وفقه
الله تعالى.
وفاته :
مرض شيخنا في سنوات عُمره الأخيرة وتم دخوله مدينة الملك عبدالله الطبية
بمكة
نسأل الله أن يجعل ما أصابه تكفيراً للسيئات ورفعة للدرجات وكان يتمثل
أبياتا في آخر حياته :
قَربَ الرحيلُ إلى ديارِ الآخرةْ
فاجعلْ إلهي خَيرَ عُمري آخِره
فَلئِن رحمتَ فأنتَ أكرمُ راحمٍ
وبِحار جُودِك يا إلهي زاخرة
آنِسْ مَبِيتي في القبورِ ووَحْدتي
وارْحَمْ عظامي حين تَبْقى ناخِرة
توفي رحمه الله يوم الإثنين الثاني من شهر ربيع الأول من عام ١٤٤٧ هـ في
مكة المكرمة ، وصُلي عليه بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء ٣ /٣ / ١٤٤٧ هـ ،
ودفن في مقبرة المعلاة .
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
وكتب
عبدالله بن أحمد آل علاّف الغامدي
٣/٣ / ١٤٤٧ ه