"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه 
      فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدّلوا تبديلاً " 
      أبو العباس الحايلي أحد هؤلاء الرجال الذين قضوا نحبهم . 
      شاب صغير السن من أهل حائل هجر الدنيا و لذاتها و فارق أهله و أحبابه 
      و نفر إلى الجهاد في سبيل الله 
      و لم يمكث إلا فترة وجيزة - ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - 
      حتى اختاره الله تعالى و قتل في معارك فتح خوست ( 1410 أو 1411 لا أذكر ) 
      له قصة عجيبة ، و الأعجب أنه قتل و لم يسمع بتلك القصة 
      
      أبو القعقاع مجاهد من الأردن من أهل معان 
      ليلة المعركة أتاه آت في المنام و قال له أن الله سيفتح على المجاهدين و هذه 
      أسماء الشهداء 
      يقول أبو القعقاع و لم يثبت في ذهني من القائمة إلا شيئين : 
      عدد الشهداء ، و اسم (أبو العباس الحايلي ) 
      يقول صحوت من النوم و اسم أبو العباس الحايلي في رأسي 
      من هو ، لم أسمع بهذا الاسم من قبل 
      ذهب إلى مركز المجاهدين العرب ( مركز أبو الحارث في تورغر ) و سألهم 
      هل تعرفون أحداً باسم أبو العباس الحايلي 
      قالوا نعم هو مجاهد معنا من السعودية و قد ذهب لتوّه مع المجاهدين إلى 
      العملية 
      قال فقد رأيت في المنام أنه سيقتل اليوم مع عدد من إخوانه 
      
      فكان أن فتح الله على المجاهدين مدينة خوست بعد قتال عنيف و اختار الله 
      لجواره عدداً من المجاهدين العرب 
      بنفس العدد الذي أخبر عنه أبو القعقاع و كان من بينهم أبو العباس الحايلي 
      
      فكانت الشهادة أسرع إليه من البشارة . 
      
      و لقد سألت أبو القعقاع بنفسي عندما قابلته في خوست عن القصة و أعادها علي 
      بحذافيرها 
      و قال و الله لم أعرف أبو العباس و لم أقابله و لم أسمع باسمه في حياتي 
      إلا ما كان من ذلك المنام 
      
      رجع المجاهدين و بقي أبوالعباس هناك 
      تحت التراب في مكان ما بين تلك الجبال قريباً من مدينة خوست 
      لا أحد يعلم مكانه 
      و قليل من يعلم قصته 
      ربما لا أحد يزور قبره 
      أو ربما جرفته السيول أو واسته بالأرض 
      نسيه الناس ، و ربما نسيه أهله و أحبابه 
      و لكن الله يعرفه " و ما كان ربك نسياً " 
      " و اللذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم 
      سيهديهم و يصلح بالهم 
      و يدخلهم الجنّة عرّفها لهم " 
      وا حُرَّ قلباه ……أبو العباس …… ليتنا خُلِّفنا معكم 
      همام