|
جلس الطفل الصغير ذو الثمانية أعوام إلى أمه وقال لها : أمي , أريد أن أصوم
رمضان كله هذا العام بمشيئة الله .
نظرت الأم إلى طفلها ذي الجسم النحيل , وقالت له في شفقة وحنو : بارك الله فيك
يا بني , ولكنك ما زلت صغيراً على صوم رمضان كله , يكفيك بعض الأيام أو الساعات
منه حتى تكبر , فأنت ما زلت صغيراً , والجو هذا العام شديد الحرارة ,وفجأة نظر
الطفل إلى أمه وقال : يا أمي أصبر على حرارة الشمس في الدنيا ولا أصبر على حر
نار جهنم يوم القيامة .
انحدرت دمعة صغيرة من عيني الأم , وأخذت طفلها بين أحضانها , وقالت : وقانا
الله جميعا يا بني عذاب النار .
ثم ضمته أكثر إلى صدرها وقالت : يا بني : أنت لم تبلغ الحلم ولم يجر عليك القلم
, ولن تحاسب الآن , فرد الطفل في براءة : ولم يا أمي ؟ .
قالت : لأنك ما زلت صغيراً , فرد الطفل , أمي إنني حينما أراك تشعلين التنور
تبدأين برمي صغار الحطب فيه .
عندها انحدرت دمعة كبيرة من عيني الأم , وقالت لقد كبرت يا بني , فصم ما استطعت
أعانك الله على الصيام والقيام , وطاعة الملك العلام .