• من الفقهِ الدعوي الرشيد: فنُّ استغلالِ الفرص والأزمات ، وتوظيفُها إيجابيًا
لمصالحنا الشرعية ، فنستطيعُ إشغالَ جذوة الحب النبوي ، ونصرته عليه الصلاة
والسلام ، وحمل إرثه، من خلال تربية الأبناء على سنته، واقتفاء آثارهِ قياما
وجلوسا ، وأكلا وشرباً، وحديثا وصمتًا، وتعاملا وموقفا . ( وما آتاكم الرسولُ
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر .
• جلسةٌ مرتبة أو عابرة : في "الأربعين النووية، " أو " رياض الصالحين " أو
مختصر زاد المعاد، أو "" الشمائل المحمدية " وكلما كان الكتابُ مختصرا سهلًا ،
كان أدعى لقراءته وتفهمه . ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) سورة الكهف .
• التذكيرُ بسننه الصباحية: والمسائية ، وما سماه المحدثون " عمل اليوم والليلة
". والتأكيد على أنها بوابة الحفظ، وحلية النجاح، ومفتاح التوفيق . وصاحبها (
مثل الحي والميت ).
• ربطُ الحوارات والخصومات: بالدليلِ النبوي بعد القرآني ، لترتفع القداسةُ
النبوية في أذهانهم وتصرفاتهم، وليعلموا أن تلك رفعة ربانية لم تؤتَ لبشر ( تلك
الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) سورة البقرة .
• تزيينُ مجالس الأسرة: وموائدهم بالهدي النبوي ، وربط الطفل الناشئ بالعظمة
النبوية ، والاصطفاء الإلهي ، وأن ذلك فضل لا يضاهيه فضل ( قل إن كنتم تحبون
اللهُ فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) سورة آل عمران .
• إبرازُ قدوةٍ حقيقية :
في ظل كثرة الأبطال المدجنين ، وصناعة التافهين هذه
الأيام، اصنع لهم قدوةً في وجدانهم وسلوكهم ، ولا أجلّ من نموذج "الرسول
الأكرم" ، عليه الصلاة والسلام، فهو النموذج الأسمى ، والمثل الأعلى ..( لقد
كان لكم في رسول أسوة حسنة ) سورة الأحزاب .
• ترسيخُ قيمه الأخلاقية : والإنسانية في التعامل مع الناس ، والعمال
والحيوانات، والفقراء، وعُباب الرحمة التي كان يتدفق بها في أرجاء المعمورة،
ويصدح دائما ( من لا يَرحم لا يُرحم ) .
• قصصه المؤثرة: التي تفوق ألفَ خطبة، وألفَ كتابٍ وموعظة .. نحو : موقفه مع
الأعرابي البائل في المسجد، وقال : لا تُزرموه.. والصحابي المتحدث في الصلاة
وما نهره ولا ضربه.. واليهودي صاحب الحق والدين ، وقضى له وأحسن له .. وصلاته
بابنة زينب..ورحمته البعير.. ووقوفه دوما في نصرة الضعفاء والفقراء ( اللهم إني
أحرِّجُ حق الضعيفين ) .
• التصليةُ عليه والتسليم : فلا يكن ذكره كبقية الناس، وإنما يذكر بالصلاة
والتسليم وحسن الثناء والود ، وهو مصداق قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرَك ) فلا
يذكر الباري تعالى ، إلا ويذكر رسوله الحبيب المختار .
• القروبُ التقني العائلي : يفيضُ نسماتٍ سنيةً وأثرية، من حين لآخر ، وتُنتقَى
ألطفُ المقاطع لأفضلِ الشيوخ والدعاة، بلا إثقال أو إملال . ( وتواصوا بالحق )
سورة العصر .
• أقوالُه وحِكمُه العجيبة:
والأمثال التي اختطفت الأفئدة ، وأذهلت العوالم
بحسها ونقشها وجزالتها نحو : " الدين النصيحة "- " الحمر الموت " - " نُصرتُ
بالرعب مسيرة شهر "- " حمي الوطيس -" لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين "
وأشباهها من درر الأقوال وجمالياتها .
• حلُّ التنازع : من خلال سنته ومنهاجه الشرعي الذي خلفه لنا، وليس عبر الهوى
أو الردى والجفا ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) سورة النساء .
• التثقيفُ الأبوي :
عبر أسئلة يطرحها الأبوان أوقات الطعام والإجمام والتنزه
... ولتكن مراجعةً لما انتشر منزليًا سابقا، أو مخرجات المدارس ، أو تحضر
ساعتها ، فيقول : ماذا قال الرسول في ذلك..؟! وما هو دعاء اللباس... وفي ركوب
السيارة ... من يعرف الدعاء ...؟!
• الصناعةُ الرمزية : بحيث تغرسُ فيهم القادةَ الجُدراء ، والأبطال الأسياد ،
-بعد صناعة القدوة النبوية عليه الصلاة والسلام... - لصحابته وما فيهم من رمزية
التقى والعمل والجد وعلو الهمة .
• خزانةُ المنزل : القريبة من المائدة وصالون الجلوس، "ومصلى كورونا" ليكن فيها
مع "المصحف " الرحيق المختوم " "رياض الصالحين " وشبهها من المختصرات النافعات
( ولكن كونوا ربانيين ..) سورة آل عمران .
• مداولاتُ الأسرة وسجالُها: الشعري والثقافي والاجتماعي، والتي تحصلُ اتفاقا
في الرحلات، وساعات احتساء الشاي...! ويذكرُ والده رحمه الله، وفي نعومة الصبا،
كان يعقد مساجلات أدبية، ويقسمُ البيتَ " لفريقين متنافسين "، ولما كنت الأصغر
، يجعلوني مكملًا لهم، فكنتُ أسمع وأطرب ، واندهش وأعجب... فإذا حضر الأدب
الإسلامي ، والمدائح النبوية نرق جميعًا ، -وتهزك تعليق الوالد رحمه الله ،
والأخوان محمد وعبدالله - وحفظت منهم كثيرًا ، ولا زلتُ أحتفظُ بذكرها الرطيب،
وغصنها الخصيب..!... وذكرني حلوُ الزمان وطيبه... مجالسَ قوم يملؤون
المحاليل...
• مخزونُ الطفولة : والنقش فيها كالنقش على الحجر، ويطيف به مننٌ وملذات، لا
ينساها الأطفال ، ولا يفوتها الصغار، وترسخ معهم آمادا طويلة ..! وتلك
المساجلات كانت بمثابة المخزون الأدبي الذي نُعّمنا به قديما ولله الحمد والمنة
.
• الداعيةُ التفاعلي: فقد بات أكثر الأبناء في مواقع التواصل، فاصنع منهم صلاتٍ
تقنية ، وروابط تعرف بالمختار وسيرته وسننه، وتبثها على نطاق فسيح، لتفسحَ
الصدور، وتنشرح الأرواح ، ومن كان له فضلُ لغات، تغلغلَ في الآفاق ، وطار مع
الهواء، وضرب بالسنن الصحاح في المرامي البعاد، وشق خرائط الأقوام، بالشمائل
الملاح .( ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليلُ والنهار )، والله الموفق .