|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أمة محمد
صلى الله عليه وسلم تعيش في زمننا هذا أسوأ مراحلها , وهي تئن على واقع
أفرادها في كل مكان , بل أصبحت ألعوبة يلعب بها أعداءها بقراراتهم الكاذبة
, وتعدياتهم السافرة , وظلمهم الجائر بين الفينة والأخرى .
أمة الإسلام كل يوم تصاب في مقتل , وتجرح في عظيم , وقد سكنت الحضيض بعد
سيادتها للأمة قرون , وبدا لسان كل من يحمل هم هذا الدين يقول أين المسلمون
؟
وآلمني
وآلـــــم كل حر ... سؤال الدهر أين المسلمونا؟
أين أحفاد من
ملكوا هذه الدنيا قرونا ؟ أين هم ؟
أين من يصلح الأحوال , ويسيّس الأمور , ويعود بعزة الأمة إلى سابق عهدها .
أين الهمم التي تحترق من أجل أن ترى أمتها متربعة على عرش السيادة العالمية
, والقوى المنظمية , والرئاسة الدولية ؟
أين تلك المشاريع التي بها تنطلق إلى أن تكون هي المتحكمة في الاقتصاد
العالمي , والاستقرار المالي ؟
أين العقول المفكرة , والقلوب الحية , والعيون المتأملة لتنتج لنا جيلاً
مميزاً جديداً ؟
أين ملايين المسلمين ؟؟؟
أليس منهم من يستطيع أن يقدم اختراعاً , ويسهم في بناء , و يشارك في نماء ؟
أين ؟ وأين ؟ وأين ؟
وارسم بعدها آلاف الملايين من "الأينات" والموجهة إلى أمة الإسلام .
أمة الإسلام ...
ديننا ...
دين العطاء والإنتاجية والنماء .
دين التقدم والبذل والإباء .
دين التعاون والتحالف والإخاء .
ديننا ...
لا يعترف بالبطالة ولا بالركود ولا بالانهزامية .
ولا يحب الكسل ولا الفتور ولا الانطوائية .
ولا يدعو إلى السلبية والهامشية والإتكالية .
فلماذا الوقوف ؟ ... ولماذا التردد ؟... ولماذا الخوف ؟...
وأين الشجاعة والإقدام والجرأة ؟
أمة الإسلام ...
هذه دعوة لكل فرد ينتسب إليها .
ساهم ولو بالقليل لرفعة شأن أمتك .
بكلمتك – بقلمك – بوقتك – بمالك – بجهدك – بنفسك – بدعائك – بكل ما تملك .
واحذر أن تحقر ما تقدم فقطرة عطاء منك , وأخرى مني , وأخرى من أخينا الثالث
, وأخرى من الرابع , والخامس , والسادس ...الخ ترسم لنا بحراً من العطاءات
والتي لم نكن نتخيلها .
أقدم – يا رعاك الله – تحرك واجتهد فأمتك إما في الحضيض فتحتاج إلى من
ينتشلها , وإما في المقدمة فتحتاج إلى من يقودها , وليس لها والله إلا أنت
, فسر على بركة الله صادقاً معه مخلصاً له , وسترى ما تقر به عينك في دنياك
وآخرتك بإذن الله رب العالمين .
بقلم
حسين بن سعيد الحسنية