|
بسم الله الرحمن الرحيم
يعاتب بعضنا البعض لا بأس , يخبر أحدنا الآخر بخطئه أمرٌ مطلوب , نتحاور
حتى نصل إلى درجة يمكن أن نلتقي عندها فهذه سنة إلهية سنها الله على عباده
, يسوق كل منا أدلته وبراهينه الدالة على صدق حجته ما المانع من ذلك ؟ كل
تلك الأساليب وغيرها تنبئ عن حراك صحي نحن في أمس الحاجة إليه , فكم تولد
من أفكار إبداعية , وحلول إيجابية من نقاش حار تسوده روح الأخوة , وكم نتج
من علم ومعرفة كان مصدرها اختلاف في وجهة النظر اختلاف لا يفسد للمتحاورين
قضيتهم , وكم برز من متحدث , وظهر من صاحب حرف كانت أولى خطواته في مجال
الحديث أمام الناس هو ذلك الموقف الذي جمعه بمتحاور آخر أبدعا جميعاً في أن
يبيّن كل منهم حجته وموقفه .
إلَا أن من المؤسف أن تنقلب حواراتنا واختلافاتنا إلى تصفية للحسابات ,
ونشر للغسيل , وانتصاراً للأنفس , نعم هذا ما نلاحظه ونعايش أحداثه في
وقتنا هذا , حتى أصبحنا أمة يتناحر أفرادها بدلاً من أن يتحاوروا ,
ويتلاعنوا بدلاً من أن يتعاونوا , وتخلّفوا بدلاً من أن يختلفوا , فسكنا
القاع مع عشقنا للقمة , وارتضينا الدون مع حبنا للسمو , فأصبحنا أمة سَهُلَ
على العدو أن يفعل بها ما يشاء , والله المستعان
حسين سعيد
الحسنية