انتهت القصة، وأنا متأكد أن العجب سيأخذك على هذا الرجل الضعيف، المريض،
الكبير، المبتورة يداه وقدماه، الثقيل سمعه وبصره، في تلك الأرض الخالية
النائية، الذي فقد في نهاية المطاف ابنه، الذي كان يقوم على رعايته
والاهتمام به، وهو يسجل له قصة عظيمة عنوانها ذلك الدعاء الجميل، والكلمات
المؤثرة، والتي صدرت منسابة من قِبل راضي بقضاء الله وقدره " اللَّهُمَّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَحْمَدَكَ حَمْدًا أُكَافِئُ بِهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، وَفَضَّلْتَنِي على كَثِيرٍ مِمَّنْ
خَلَقْتَ تَفْضِيلا " فيسأله الرجل: ، أَيُّ نِعْمَةٍ من الله تَحْمَدُهُ
عَلَيْهَا وهذا حالك، وَأَيُّ فَضِيلَة تَفَضَّلَ بِهَ عَلَيْكَ وهذا
واقعك، فيجيبه الشيخ المبتلى بإجابة تعيده الى الله وترى من نفق الضائقة
ذلك النور المشع في آخر المطاف فيقول: وَاللَّهِ لَوْ أَرْسَلَ السَّمَاءَ
عَلَيَّ نَارًا فَأَحْرَقَتْنِي ، وَأَمَرَ الْجِبَالَ فَدَمَّرَتْنِي ،
وَأَمَرَ الْبِحَارَ فَغَرَّقَتْنِي ، وَأَمَرَ الأَرْضَ فَبَلَعَتْنِي مَا
ازْدَدْتُ لِرَبِّي إِلا شُكْرًا ".
يا الله، أي رضى وصل إليه هذا الشيخ المبتلى؟، أي إيمان يخالط بشاشة قلبه؟،
أي صبر وجلد وجهاد هو ينعم بالعيش فيه؟.
أجزم تماماً أن اليقين بموعود الله للصابرين، وجزاءهم الذي ينتظرونه عند
ربهم، هو من أعظم ما يثبتهم على ابتلاءاتهم، ويصبرهم على آلامهم ومعاناتهم،
جعلنا الله وإياكم منهم، اللهم آمين.