|
بسم الله الرحمن الرحيم
من فضلك أعد النظر هذا المساء في سجلات تاريخك وأيام نصرك وتحديات زمانك
وخذ من هذه اللحظات وقوداً يثير روحك لمستقبل الأيام .
لا تنشغل في يوم عاشوراً بهموم صيامه وألم جوعه وعطشه بل اقرأ فيه أولاً
نصر الفكرة والمشروع والهدف الكبير !
اقرأ في سجلاته لمن تكون الغلبة في النهاية للأفكار الوهمية والتصورات
الخاطئة أم للوحي بما فيه من مفاهيم ناهضة وأفكار حية ومباهج للروح !
فرح نبيك صلى الله عليه وسلم وسُر للدرجة التي احتفى فيها بهذا اليوم فصامه
وأمر الناس بصيامه في رسالة مفادها : احتفلوا بمباهج النصر ومواقف البطولة
وأيام الفرح وأبعثوا الفأل من فراش نومه ، وأقيموا الأمل من سكون الليل إلى
مساحات الأفراح ! إياكم واليأس والتشاؤم شيعوها في مقابر الموتى وادفنوا
فيها كل لحظة عاثرة من تاريخكم وأياكم وبعث الأحزان !!
يا قرّاء حرفي هذا المساء : لا تدفنوا عاشوراء في صورة صوم بارد عن معناه .
صوموا يومه وفي أذهانكم وأرواحكم صورة ذلك النصر الكبير في حالك الظلام .
تفاءلوا ، افرحوا ، سروا ! هذا نصرنا قبل الآف السنين ونصرنا القادم أوشك
على الوصول .
من مباهج هذا اليوم أنه يخفف أحمال ظهوركم من أوزار عام مضى ويدعوكم
لاستقبال عامكم الجديد بكل فأل وأمل .
د / مشعل عبد العزيز الفلاحي
مساء ليلة عاشوراء ١٤٣٨/١/٩