الحمد لله رب العالمين ، ونصلي ونسلم على خير المرسلين وسيد الأولين والآخرين ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
فهذه نقاط إلى إخواننا وآبائنا السائقين تشتمل على بعض الأمور المهمة ، نسأل
الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ..
1/ أخي السائق : ما أنت فيه من السعي لطلب الرزق الحلال نعمة عظيمة ، فقد أمر
الله تعالى بتحري الحلال والسعي لتحصيله فقال : { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ } [طه : 81] ، فاستشعر هذه النعمة ، واشكر الله عليها يزدك من
خيره وفضله .
2/ كان من هدي نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم إذا بدأ في الركوب أن يقول : ((بسم الله)) . ثم
يقول إذا ركب :((الحمد لله { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا
إلى ربنا لمنقلبون } الحمد لله الحمد لله الحمد لله ، الله أكبر الله أكبر الله
أكبر ، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) [أبو
داود].
3/ كثير من السائقين _أصلحهم الله – يعلقون صوراً فاضحة يستحي الكريم منها !
أتعلم – أخي- أنَّ هذه الصور إذا تسببت في إثارة غريزة أحد وأشبعها بحرام فلك
مثل وزره ، ومن نظر إليها كذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:((من دعا إلى ضلالة كان عليه من
الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) [صحيح مسلم] . فكم من
الناس أضلهم متخذ هذه الصور ؟
4/ لا شكَّ أنَّ الغناء محرم ويجب على الإنسان أن ينزه نفسه عنه ، قال صلى الله عليه وسلم :((في
هذه الأمة خسف ومسخ وقذف)) . فقال رجل : ومتى ذاك ؟ قال : ((إذا ظهرت القَيْناتُ
والمعازف ،وشربت الخمور)) [الترمذي] . الخسف : أن تبلع الأرض بعض أجزائها بمن
فيها ، والمسخ : تحويل الصورة ، والقذف : الرمي بالحجارة ، والقينات : المغنيات
، والمعازف : آلات العزف الموسيقية .
والأفضل لإخواننا السائقين أن يستبدلوا أشرطة الغناء بأشرطة القرآن الكريم ،
والمحاضرات الإسلامية الهادفة . هل تعلم –أخي- أنَّ أي راكب استفاد من الشريط
النافع عندك لك مثل أجره ؟ وأنَّ المحاضِر إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فصلى الناس عليه لك
مثل أجورهم ؟ والعكس بالعكس فيما يتعلق بأشرطة الغناء .
5/ مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما هو فيه جائز ، ولكن مدحه بالدُّفِ وآلات العزف ، وبكلام فيه
غلوٌّ لا يجوز .
6/ بعض السائقين يُعلِّق حذاء طفل في سيارته ، أو حبات (الكمون) الأسود ، أو
صورة عينٍ ؛ للوقاية من العين . وهذا شرك بالله ؛ لقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم :((من عَلَّق
تميمةً فقد أشرك)) [مسند أحمد] . والواجب أن يتوكل الإنسان على الله ، ويتخذ
الأسباب المشروعة ، كأذكار الصباح والمساء التي تجدها في كتيب (حصن المسلم) .
ولا يفوتنا أن نشير إلى خطأ من يتخذ حجراً إذا ركبت معه امرأة بمفردها .. فماذا
يغني الحجر عن القدر ؟ فهذه وثنيات ينبغي للمسلم أن يربأ بنفسه عنها .
كما تجدر الإشارة إلى أن تعليق صور بعض المشايخ للوقاية من العين وللحفظ نوع من
الشرك كما في الحديث السابق .
7/ الصلاة عماد الدين ، فالسائق الحريص على دينه هو الذي يحافظ عليها في
المساجد ولو أدى ذلك إلى تأخره أو خروجه من (النمرة) . فإن أبى أن يصلي في
المسجد فلا أقل من أدائها قبل أن يخرج وقتها . قال الله تعالى: { فَأَقِيمُواْ
الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا
مَّوْقُوتًا} [النساء: 103] .
8/
أفضل القربات عند الله : حسن الخلق . قال صلى الله عليه وسلم :((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة
الصائم القائم)) [أبو داود] . والملاحظ أنَّ كثيراً من السائقين ضيق الخلق ،
بذيء اللسان . فالواجب أن نتحلى بالصبر والأخلاق الحسنة في معاملة الناس ؛ ومن
بدأنا بسوء عفونا عنه لله تعالى :{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى
اللَّهِ} [الشورى:40] .
9/
من السلوك غير الحضاري : التسابق الذي نراه بين بعض السائقين ، والتهور في
القيادة ، والتحدث بالجوال أثناء القيادة . وهذا ما سبب كثيراً من الحوادث
المرورية . فالتقيُّد بقوانين المرور والحفاظ على سلامتك وسلامة الركَّاب أمر
متعيِّن .
10/
الأمانة خلق حميد ، يجب أن يتعامل به السائق مع صاحب المركبة ؛ لئلا يكون في
ذمتك مظلمة لأحد أمام الله تعالى . فكن صادقاً معه في تعاملك فهو أبرك لرزقك .
11/
التلاعب بأعراض المسلمين من المحرمات التي تدل على خِسَّةِ أصحابها ، وليعلم :
أنَّ من تلاعب بأعراض المسلمين فسيُقيَّض له من يتلاعب بعرضه .
12/
من أهمِّ الواجبات : غض البصر . قال
تعالى :{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور:30] .
والسائق تعرض له كثير من الفتن في طريقه ، وخير سبيل للوقاية منها : غض البصر .
13/
العبارات الخليعة التي تُكتب على مؤخرة الحافلات أمر منكر وبذيء ، فعلى المسلم
أن لا يفعل ما يقدح في مروءته .
14/
ليحرص إخواننا السائقون على استثمار وقت انتظارهم في (النمرة) بما يعود عليهم
بالنفع ، فأكثِر – أخانا الحبيب- من الاستغفار ، ومن ذكر الله ، والتلاوة ،
والاستماع للأشرطة النافعة أو لإذاعة الفرقان القرآنية على الـ FM .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المُبشرين الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله ، وأولئك هم أولوا الألباب ، وصلِِّّ اللهم
وسلم على نبينا وسيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .