|
|
الحوثيون من أين و
إلى أين |
|
الدكتور مسلم محمد
جودت اليوسف |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على إمام الرحمة والملحمة رسولنا و نبينا محمد بن
عبد الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
منذ نشوء الدولة الصفوية الجديدة ، و عواصفها وفتنها تضرب كل البلاد
العربية والإسلامية من الفلبين مرورا بأفغانستان وباكستان إلى الجزيرة
والعربية ، ودولها إلى المغرب الأقصى وعموم بلاد وقرى المسلمين .
ولا أكاد أكون متوهما أو غير واقعي إذا قلت أن فتن الدولة الصفوية تحضر منذ
الأيام الأولى لنشوئها لتعم جميع بلاد المسلمين .
وها هي اليمن اليوم تتعرض لعواصف هذه الدولة عن طريق الحوثيين و أفكارهم
وشرورهم .
فمن هم ، وماذا يريدون ، وكيف يجب التعامل معهم ومع أمثالهم ممن باع نفسه
للشيطان .
الحوثيون : نسبة إلى حسين بن بدر الدين الحوثي و هو الذي كون جماعة دينية
تشربت الفكر المتطرف من الدولة الصفوية الحديثة لمحاربة وزعزعة أركان دولة
اليمن ومن ثم دول جزيرة العرب قاطبة .
ولد حسين الحوثي عام 1956 م في قرية آل الصيفي بمنطقة حيدان التابعة
لمحافظة صعدة على بعد 240 كم من عاصمة اليمن صنعاء .
التحق حسين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة التي كانت حركة
الإخوان المسلمين تديرها . ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل
منها على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون .
ومن خلال تصدير مفاهيم ما يسمى بالثورة الإسلامية قام رجالها بشراء عدد من
محدودي النظر و العلم والإيمان ، فقاموا بإنشاء منتدى الشباب المؤمن عام
1997م .
وكان أعضاء هذا التيار يدرسون الثورة الإيرانية على يد محمد بدر الدين
الحوثي ، وبسبب الانحياز الأعمى والمتطرف لحسين الحوثي إلى المذهب الجعفري
الرافضي انسحب الأخير من المنتدى وكون تحت سلطانه - وبدعم مباشر من إيران –
ما يسمى بتنظيم الشباب المؤمن .
وكان من أهم الأفكار التي تبناها هذا التنظيم :
أ- أن الأمة تحتاج إلى إمام يعلمها كل ما
تحتاج إليه وهي بالتالي لا تحتاج – بحسب أفكاره المنحرفة – إلى كتاب الله و
لا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ب- يجب أن يكون للأمة إمام أو قدوة ، وكان
الهدف من هذا الأمر أن يعين نفسه إماما أو قدوة لأتباعه و ثم اليمن عموما ،
لأن أتباعه يطلقون عليه اسم القدوة .
ت- الحملة الشديدة على صحابة رسول الله صلى
الله عليه وسلم الكرام رضوان الله عليهم و جميع ثوابت آهل السنة والجماعة
إرضاء لملالي إيران وحلمهم بالقضاء على المسلمين .
ومن أهم أفكاره المشهورة بين أنصاره : أن كل سيئة في الأمة وكل ظلم وقع
عليها وكل معاناة وقعت بالأمة المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان وعمر
بالذات هو المرتب لكل ما حصل .
وطبعا لا يخفى على احد الحقد الدفين من المجوس لقضاء أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضوان الله عليه على الدولة المجوسية إلى غير رجعة ، ومع هذا فما
زال الحالمون بالثأر للدولة المجوسية يسعون إلى تحقيق حلمهم بقتل المسلمين
و هدم دينهم إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
وها هي ملامح فتن الدولة الصفوية الجديدة تظهر في أكثر من بقعة في عالمنا
العربي و الإسلامي في ظل غياب حكام مسلمين و شعب ليس له حول أو قوة .
والمتتبع للأحداث لا يجد أي عناء في اكتشاف التواطؤ الإيراني ومحاولة زعزعة
المنطقة ككل ، وليس اليمن أو غيرها فقط ، فاليمن والعراق جزء من مخطط صفوي
كبير وضع للمنطقة ككل للقضاء على الحكم السني وعلى أهل السنة و الجماعة .
لقد استغلت الدولة الصفوية التقسيمات العرقية داخل المجتمع اليمني فوجدت
ضالتها في المجموعات الزيدية المبعثرة ، فاستطاعت المخابرات الصفوية من
اختراق هذه المجموعات ، فأدخلت عليها مبادئ و أفكار الفرقة الأثنى عشرية و
كل ما يناسب توجهها التوسعي وفق الحلم المجوسي بالسيطرة على المنقطة
وثرواتها .
أما عن الولايات المتحدة وربيبتها المدللة إسرائيل ، فإن كل الأزمات و
الصراعات التي تتخبط بها المنطقة لابد أن يكون منشأها أو المخطط لها أو
مشعلها ثالوث الشر - الولايات المتحدة و إسرائيل و إيران – وذلك تحت مظلات
مختلفة تهدف في مجملها إلى زعزعة المنطقة للسيطرة عليها و على ثرواتها .
فالذي حدث و يحدث في العراق خير دليل على ذلك إذ قام ثالوث الشر باحتلال
هذا البلد وتدمير قدراته المادية و البشرية ونهب ثرواته .
وها هو السيناريو ذاته يتكرر اليوم في اليمن – مع تعديلات تتوافق وطبيعة
البلاد و السكان – من خلال الحوثيين لزعزعة نظام الحكم في اليمن و من ثم
المملكة العربية السعودية و باقي دول الخليج العربي .
فهل سينجح ثالوث الشر في تنفيذ مخططه التخريبي في بلادنا وديننا و ثوابتنا
.
نعم وبكل أسف أن هذه المخططات و أمثالها قد تنجح إن لم يسعى الحكام إلى
تحقيق كثير من هذه النقاط وأمثالها :
أولا – المصالحة الجدية ما بين الحكام و المحكومين على أسس و مبادئ
الشريعة الإسلامية .
ثانيا – التبادل السلمي للسلطة وفق مبادئ و
أحكام الشريعة الإسلامية الحنيفة .
ثالثا – محاربة الفساد بجميع صوره و أنماطه ،
فالفساد يكاد يفتك بالمنقطة و شعوبها و أنظمتها و هو المطية الحقيقية التي
يمتطيها ثالوث الشر و من يسير بركبها .
رابعا – إعطاء العلماء حقهم في بناء هذا
الوطن و بناء شعوبه و تحصينهم من أسلحة ثالوث الشر التقليدية و غير
التقليدية .
وهذا لعموم المسلمين أما لأخوتنا في اليمن ، فنقول لحكامهم أن المعالجة
العسكرية لازمة ، ولكنها غير كافية إذ لابد من التصدي الجاد و بشكل ممنهج
لجميع خطط الروافض و ذيولهم في المنطقة و معاملتهم بالمثل .
كما يجب الوقوف مع أهل السنة و الجماعة عموما ومع أهل السنة في إيران
لانتزاع حقوقهم المغتصبة و المحافظة على كيانهم و ديانتهم من هذا الغول
الفتاك .
كما يجب الاهتمام بشكل جاد بالإعلام المرئي و المسموع التقليدي و غير
التقليدي للتصدي لخطط الروافض ، وكشفها وكشف عقائدهم الباطلة لهدم ديننا
الحنيف واستغلال آلام و آمال شعوبنا لتحقيق طموحه الاستعماري لاستعباد
العباد و نهب ثرواتهم .
في الأمس كانت العراق ، و اليوم اليمن ، و غدا نحن إن لم نصحوا من غفوتنا ،
فنعود إلى ربنا تائبين من ذنوبنا ، مطبقين لشريعته ، و أوامره و أحكامه .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .
خاص لموقع
الحملة العالمية لمقاومة العدوان
|
|
|
|
|