حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد،وضبط عبارة (كل عام وأنتم بخير)

سعد بن ضيدان السبيعي

 
قال السيوطي في "وصول الأماني بأصول التهاني" من الحاوي للفتاوى (1/128) :
(قال القمولي في "الجواهر" لم أر لأصحابنا كلاماً في التهئنة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله لناس ، ورأيت ـ فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري ـ أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا ؟
فأجاب : بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك ، قال : والذي أراه أنه مبـــــــــــاح ، ليس بسنة ، ولا بدعة ، انتهى،ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج ، ولم يزد عليه )أ.هـ

أقول فالتهنئة بالعام الهجري الجديد لم يأت فيها حديثا مرفوعا عن نبينا عليه الصلاة والسلام ،وذلك لأن أول من أرخ بالتاريخ الهجري هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه. أقول ومالك رحمه الله اتخاذ العام الهجري من شهر ربيع الأول خلافاً للجمهور!!

ولم يؤثر عن السلف رحمهم الله ،وهى من قبيل العادات والأمر في ذلك واسع ، والأولى إن هنأك أحد فأجبه والا فلا.

قال الإمام أحمد رحمه الله (في التهنئة بالعيد): لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه فمن فعله فله قدوه ومن تركه له قدوه .نقله عنه شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (24/253)

وأما ضبط عبارة (كل عام وأنتم بخير )

في معجم المناهي اللفظية لشيخ بكر شفاه الله (495) :
( كُلُّ عام وأنتم بخير): هو لحن لايتأدى به المعنى المراد من إنشاء الدعاء للمخاطب ، وإنما يتأدى به الدعاء إذا فتحت اللام من (كلَ) ظرف زمان لإضافتها إلى زمان منصوب نعت لخير ....وهذا شبيه بقوله تعالى (كلَّ يوم هو في شأن)
لذا فعلى الداعي به عدم اللحن) أ.هـ

والله أعلم.


كتبه وأملاه/
الفقير إلى عفو ربه ومولاه
سعد بن ضيدان السبيعي
عضو الدعوة بوزارة الشئون الاسلامية
3/4/1424هـ
s-subaei@hotmail.com