باسمك ربي بدأت . ألست الذي علمني ما لم أعلم وأنت الذي أجرى بكفيّ القلم وأنت
الذي للقلم خلق وأقسم .
فيا من خلق القلم .
يا من خلق فسوى .
وقدر فهدى .
وأخرج المرعى.
أسألك أن تلهمني الكلمات التي ترفعني في ديني ودنياي ومعاشي ومعادي في حياتي
ومماتي { رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين *
واجعلني من ورثة جنة النعيم } آمين .يا واحد يا أحد ، يا فرد يا صمد ، يا من لم
يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ، ها أنا سلمت إليك قيادي ، وتبرأت من
جميع ذنبي وعنادي ، فإليك مرجعي ومعادي ، رب قدني حيث شئت فاختيارك أرضاه ولا
أءباه ، أنت ربي ، فاجعل فيك حبي أنت ربي ، فيسر إليك دربي أنت ربي ، فطهر
بفضلك قلبي أنت ربي ، فاجعل نطقي خيراً وسيري ، إليك دوماً لاأميل ولا أحيد .
يارب إن لم تستجب لي فأنا المحروم فعلاً ولكن أن ضامن الاستجابة لأنك غنيٌ عني
وعن عملي وغفور رحيم فمثلك القوي لايرد مثلي الذليل .
ربي : " إني تأملت في أسمائك الحسنى ، فوجدت أسماءك أكمل أسماء ، وصفاتك أجلَّ
صفات فأجبتها ، ثم تأملت في نفسي وسألتها : ـ
ـ من خلقك فسواك فعدلك ؟
ـ هل تعلمين من تعصين ؟
ـ هل هناك فوق وجه الأرض من صنع كصنيعك ؟ فلم أجدها إلا قائلة : ـ خلقني ربي ،
وسواني ربي وعدلني ربي ، لا إله إلا هو سبحانه وأعلم أنني أعصاه وليس هناك من
بلغ في الذنب مثلي.
ولكن : سأعود إليه .
فسألتها : ألا تستحين أن تعودي إلى من تعصين ؟
فقالت : هو ملاذي ومعاذي منه أفر وإليه أفر . فأيقنت أنها على صواب .
ورجعت إلى صفاتك سبحانك فوجدت فيها :
الرحمن ، الرحيم
اللطيف ، الخبير
العفو ، الغفور
المبدئ ـ المعيد
السميع ـ المجيب
الرؤوف ـ الودود
فرجعت وقلت كيف إذاً لا يستجيب لي ربي وله هذه الأسماء . فإن كل اسم له مسماه
ثم تلوت { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
هو الغفور الرحيم } .
وعندها أيقنت أن اليائس عطل أسماء الله من مسمياتها فأخذت على نفسي ألا آمن
مكرك ولا أيأس من عفوك وعفوك أسبق فيارب : ـ لا تخسر شيئاً لوقلت لملائكتك الآن
: أشهدكم أني قد غفرت له وهديته إلى سواء السبيل . يارب . ما لم ألهم من الدعاء
، ولم تدركه مسألتي ، وعجز عن ذكرها لساني وتعلم أن لي فيه خيراً في ديني
ودنياي فلا تحرمنا يا من خزائنه لا تنفد ، أعطني ولا تحرمني وعافني واعف عني ،
وتجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة ، يارب طهر قلبي من حبٍ ليس فيه رضاك ، واملأ
قلبي بحبك وحب الصالحين من عبادك اللهم أجعلني من الآمرين بالمعروف الناهين عن
المنكر برحمة منك يا أرحم الراحمين . آمين ، آمين ، آمين .
من أسماء الله " الرحيم "
ـ الذي اقتضت رحمته وحكمته أن يجعل ماء العينين مالحاً ليحفظ شحمها من الذوبان
.
ـ الذي جعل ماء الأذن مراً ليمنع الذباب وسائر الحشرات من الولوج فيها لصعوبة
خروجه منها ودقة إيذائه إذا بقي فيها .
ـ الذي جعل ماء الأنف لزجاً مسالكه ملتوية ليتقمع الداخل المؤذي ويطيب التنفس
وترهف حاسة الشم .
ـ الذي جعل ماء الفم حلواً رائقاً ليطيب للإنسان بما يمضغه من الطعام .
ـ الذي جعل في اللسان أجهزة دقيقة كثيرة جداً لتمييز التذوق .
ـ الذي جعل في الفم نفسه أجهزة لحسن الابتلاع واتقاء الضرر .
قلت في ابن القيم : ـ
دُفنتَ في الطين فأنبَتَ ذكرك الطين كما يعيش به التفاح والتيـن
وهكذا من سيعلي الدين في بلــد --- فإنه سوف يعلي ذكره الدين
ما بال دينك ترضى أن تدنســه --- وأن ثوبك مغسول من الدنـس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكهـا --- إن السفينة لا ترجي على اليبس
ولو قيل للمجنون ليلى ووصلها --- تريد أم الدنيا وما في طواياها
لقال غبار من تراب نعالهــا --- ألذ إلى نفسي وأشهى لبلواها
ـ { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } من الذين
يذكرون ويوجدون ويفقدون.
خمسة:
إذا ما مات ذو علـم وتقـوى --- فقد ثلمت من الإسلام ثلـمه
وموت العابـد القـوام ليـلاً --- يناجي ربه في كـل ظلـمه
وموت الحاكم العدل المـولَّى --- بحكم الأرض منقصة ونقمه
وموت فتى كثير الجود محـلٌ --- فإن بقـاؤه خصـب ونعمه
وموت الفارس الضرغام هدمٌ --- فكم شهدت له بالنصر عزمه
فحسبك خمسة يبكي عليـهم --- وباقي الناس تخفيف ورحمه
وباقي الخلق همجٌ رعــاع --- وفي إيجـادهم لله حكـمـه
أنواع الذكر :
1) ذكر الله عند ورود أمر .
2) ذكر الله عند ورود نهيه.
3) ذكر الله عز وجل في الأحوال والمناسبات.
4) ذكر الله عز وجل الذكر العددي.
5) ذكر الله على كل حال وفي كل وقت .