صفة الغرباء

عبدالسلام بن سعيد الشمراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


- المقدمة .

- التمهيد : في عهده صلى الله عليه وسلم الأمة قوية ثم ضعفت كغيرها من الأمم بأسباب الافتراق .. " شتائم – تكفير – لعن – قتل ..... "
النصوص عنيت ببيان جانبين متقابلين :ـ
1) أن هذه الأمة ستفترق ولابد وتختلف ولها فوائد :ـ
أ) دليل واضح على صدق النبوة .
ب) أدق في تحديد سبل النجاة .
ج) هذه الأخبار المجملة والمفصلة تحمل تحذيراً شديداً من الوقوع في الفتن المهلكة.
د) سبب التوبة المتلبسين بالفتنة – فساد رأيهم حين يروّن ما تبين .
هـ) الإخبار عن هذه الأمور هو جزء من مهمة البلاغ .
2) التحذير الصريح من الفتن وأسبابها ودواعيها .

" الفرقة الناجية "

* ورد حديثها عن جمع من الصحابة .
* ذكر في معظمها الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف وفي بعضها ذكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية .
- أحاديث الفرقة الناجية :ـ
عن أبي هريرة " افترقت اليهود .... الحديث " .
- " اليهود ثلاث فرق نجت من النار .....
- من الناجين " السواد الأعظم "....
وهم " من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي – من لم يحار في دين الله ومن لم يكفر أحداً من أهل التوحيد غفر له " .
- "الاسلام وجماعتهم " ورد في حديث .
- موقف علي بن أبي طالب من " رأس الجالوت – والأسقفان .
- قول على " وأشرها الداعية إلينا – آل البيت – أية ذلك يشتمون أبا بكر .

1- عدد الفرق في هذه الأمة :
* أرجحها "ثلاث وسبعون" .
2- ما هي الفرق الهالكة :ـ
- أقدم من تكلم فيها " يوسف بن أسباط ، ابن المبارك حيث قالا " أصول البدعة أربعة " الرروافض – الخوارج _ القدرية – المرجئة .
وبعضهم " أضاف اثنتين " الجبرية – الجهمية " .
وآخرون أضافو " المعتزلة – المشبهة – النجارية " .
- اعتراضات عليهم :ـ
1) التكلف في عد الفرق .
2) الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد فترة زمنية لظهور هذه الفرق فقد يستمر ظهورها ، وأكبر مثال " الفرق الجديدة " القادينية , البهائية , القومية" .
3) مخالفة الصحابة في ذلك فلم يسألوا عن الهالكين بل سألوا عن واحدة فقط وهي الناجية وهذا هو الفقه .
3- هل هذه الفرق كافرة :ـ
* الجدل طويل بين مكفر اعتماداً على كونها في النار وما بين مضلل ومفسق.
" والحق أن الحديث لا دلة فيه على التكفير " .
يقول ابن تيمية رحمه الله " وكذلك سائر الثنتين والسبعين فرقة من كان منهم منافقاً فهو كافر في الباطن ومن لم يكن منافقاً بل كان مؤمناً بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافراً في الباطن وإن أخطأ في التأويل ، كائناً من كان خطؤه ... إلى أن قال : ومن قال أن الثنتين وسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفراً ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة واجماع الصحابة رضوان الله عليهم .

4- الكلام في إسلام هذه الفرق أو كفرها يتحدد في جانبين :ـ
الجانب الأول : على المستوى الفردي :
ففي كل فرقة ما فيها وإن كانوا في الناجية أقل والمؤمنون أكثر .
الجانب الثاني : على المستوى الجماعي :
فتفكك المسألة بين :
* عقائد ومناهج وأصول .
* زعامات وقيادات .
* أتباع ومريدين .
- تحديد الفرقة الناجية وأحوالها :ـ
* وكل يدعي وصلاً بليلى .
* ليس من الضروري أن تمتلك الناجية دليلاً يقينياً بأنها الناجية .
* هي فرقة من البشر يعتريها من القوة والضعف ما يختلف من زمان لزمان . وكذلك الخلل والنقص والسقطات . وهفوات نزعات اختلافات ومشاحنات سنة الله في عباده. " ولن تجد لسنة الله تبديلا " .
* تمييزها لا يتم إلا بجهد . الخلوص والتجرد والاجتهاد . فله بإذنه التوفيق والإتباع .
الفرقة الناجية هي الجماعة والسواد الأعظم وما كان عليه الصحابة .

1- انها الجماعة 2- ما أنا عليه واصحابي .
3- السواد الأعظم . 4- المستحقه " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق"
5- ورد وصف نقيضها " يتجاري الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه .
6- ورد وصف النقيض بأن في قلوبهم زيغ .
ومعنى الجماعة الواردة :
* هم الصحابة . * هم أهل العلم * ما وافق الحق
* السواد الأعظم المجتمعون على إمام يحكم بالكتاب والسنة . ويجانب الهوى والبدعة وينصر الحق وأهله .

- خصائص الفرقة الناجية :ـ

1- الاستجابة الكاملة للوحي وعدم التقديم بين يديه . ولقد كان الصحابة أعظم من غيرهم انتفاعاً بالدليل والوحي وتسليما له لأسباب :
1) نزاهة قلوبهم وخلوها من كل ميل أو هوى غير ما جاءت به .
2) معاصرتهم لوقت التشريع ونزول الوحي ومصاحبتهم للرسول في جميع أحواله.
3) كانت تنزل في كثير من الأحيان لأسباب تتعلق بهم بصورة فردية أو جماعية.
4) ولا يبذلون جهداً في تمييز صحيح الفصل وسقيمه ولا غيرها من القواعد والضوابط .

من صفاتهم :

2) التأثر الوجداني العميق بالوحي والإيمان .
* بالله وأسمائه وصفاته – رجاء ما عنده من الثواب والجنة – التعلق بالآخرة – التأثر الكبير حتى حين الالتهاء بالمباحات " حنظلة " – العلم بالقدر
أي يومي من الموت آفر ...........
العزوف عن الدنيا . والإقبال على الآخرة . وهذه المعاني هي المقصود بالعلم فإن فقدت فلا حاجة للعلم .
" اختلاس العلم ليس باختلاس النص إنما باختلاس العمل " " زياد بن السيد يستغرب كيف يختلس العلم والقرآن بيننا خيره عليه الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويشترط ارتباط هذه الوجدانية بالوحي حتى لا يقع المسلم في مزلقين :ـ
1) الرهبانية المبتدعة وترك الأمر والنهي .
2) إعجاب بالنفس .
3) صياغة الحياة العملية " الفردية والجماعية – على مقتضى الوحي .
" العبادة - السلوك – الاستقامة – الإحسان – الصلة – الجود – الإيثار – حسن الخلق – الجهاد – الدعوة – الأمر - النهي – الصبر- الثبات – الجرأة في الحق – الترفع عن سفاسف الأمور ,, وبين هذه الأمور وبين القلب وحالته علاقة لا تتخلف " الا وإن في الجسد .... " .

الفرقة الناجية وأهل الحديث وأهل السنة والجماعة

أهل الحديث :ـ
سلكوا محجة الصالحين – اتبعوا آثار السلف الماضين – ودمغوا أهل البدع المخالفين للسنة – وأثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار – وتنعموا بالبؤس في الاسفار مع مساكنة العلم والأخبار ، وقد رفضوا الإلحاد – والبدع والأهواء والآراء والزيغ " الحاكم النيسابوري".
ويطلق هذا اللفظ مقابل :ـ
1) أهل الكلام " الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ..." .
2) مقابل أهل الرأي ممن يقدمون آراءهم على الحديث .
إذا ليس المقصود " أهل اختصاص الحديث إنما أهل الدليل" فهو أوسع .
وإذا أطلقناه الاصطلاح على فئه معينة يؤدي :ـ
أولاً : أن يكون غيرها من الفرق الهالكة ولو كان موافقاً لها في المنهج .
ثانياً : أن الخير والفضل قد قل في الأمة بعد القرون الثلاثة وتفرق حتى غر وجود الأفراد المستحرفين للصفات الفردية . فالخير في الأمة ولكن لا يخلو من دخن.
* أهل السنة والجماعة :ـ
" طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه السالم من الشهوات والشبهات .
وأهل السنة : هم أهل الإسلام والتوحيد ، السالمين من البدع وأهل الكلام وهو مرادف لأهل الحديث بشكله الواسع لا التخصص + العروف .

* غربه الفرقة الناجية :ـ

- هي واحدة في 73 وكفى بها غربة .
- وحشة في الدنيا بالتفرد, وأنس في الآخرة إذا ذهب كل عبد إلى ما كان بعيد .
- القابضون على الجمر .
ولهذه الغربة أسباب عديدة منها :ـ
1) كثرة الأقاويل والمعتقدات والآراء المخالفة للكتاب والسنة . وَكثرة الدعاة إلى تلك الآراء والمعتقدات – فيلتبس الحق بالباطل ، والسنة بالبدعة .
2) اتباع الهوى وانتشار المعصية للمذاهب والآراء .
3) قلت الأنصاف بين الناس وضعف الخوف من الله .
4) التفاف علماء السوء حول السلطان الذين يزينون له الباطل ويضيقون على أهل السنة, وكذلك إذا كانت الدولة لأهل الالحاد والعلمانيين .

" الطائفة المنصورة وغربتها "
- استمرارها إلى قيام الساعة .
" بالشام – بيت المقدس أكنافه .
- خصائص الطائفة المنصورة .
1- أنها على الحق . ومن جوانبه البارزة .
أ – الاستقامة في الاعتقاد ومجانبة البدع .
ب- الاستقام في الهدى والسلوك .
ج- الاستقام على الجهاد بالنفس والمال الأمر والنهي إقامة الحجة على العالمين .
د – الاستقام في الحرص على توفير أسباب النصر المادية والمعنوية واستجماع المقومات التي يستنزل المؤمنون بها نصر الله .


2- أنها قائمة بأمر الله : ويعني ذلك :
أ – أنهم تميزوا عن سائر الناس بحمل راية الدعوة .
ب- قائمون بمهمة الأمر والنهي .
جـ- قائمون بواجب الجهاد .
3- أنها المجددة للأمة أمر دينها .
4- أنها ظاهرة إلى قيام الساعة, والظهور له معان :ـ
أ- الوضوح والبيان وعدم الاستتار فهم بارزون مستعلون .
ب- ثباتهم على ما هم عليه من الحق والدين والاستقامة .
ج – الغلبة .
ربط الحديث بالواقع :ـ
أ- الحديث أصل عام ثابت لا ينتهي إلا بفيض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة .
ب- الظهور والانتصار أمر سني وليس يعني الغلبة المطلقة " فقد يكون جزئي – وكذلك كان الأنبياء .
ج- النصر والرفعة على بعض الأعداء دون بعض وهم كثير من بدع ويهود ونصارى .... " .
5) أنها صابرة مصابرة :ـ
وفي ذلك آثار .
* من هي الطائفة المنصورة .
" أهل الحديث – أهل العلم .
* مكان الطائفة المنصورة وزمانها :ـ
الزمان " إلى قيام الساعة – المكان ورد "الشام – القدس – دمشق" .
- حديث " الإيمان بأرز إلى بين السجدين " .
- فضل الجزيرة وأن الشيطان يئس من العبادة فيها .
- وفضل أهل اليمن .

غربة الطائفة المنصورة :ـ

* يعيش غربة الإسلام .
* يغشي غربة الفرقة الناجية .
* غربتها الخاصة " الجهاد " وهي غربة وطنية .
والغربة تختلف من زمان لزمان ومكان لمكان . وذلك لأسباب :ـ
1) مدى قوة هذه الطائفة وظهورها .
2) مدى قوة أعدائها ومناوئيها .
3) مدى بعد الناس عن الهدى والسنة وجهلهم وانحرافهم .
بين الغرباء والفرقة الناجية والطائفة المنصورة
الغرباء " الصالحون إذا فسد الناس "
1) المسلمون بين الكفار.
2) الملتزمون بالشرع بين المسلمين .
3) الداعون إلى ذلك بين سائر المتبعين للسنة .
الطائفة المنصورة :
" الفرارون بدينهم يوم القيامة مع عيسى ابن مريم .
غريبة بين الكفار - بين المسلمين – بين الطائفة الناجية .
غربة عامة للمسلمين – وغربة خاصة للناجية – وأخص للمنصورة .

الخاتمة

جميل المصري " حاضر العالم الإسلامي " :-
1- أهمية العالم الإسلامي .
2- سقوط الخلافة العثمانية .
3- من وعد بلفور إلى آخر البحث .
4- جامعة الدول العربية .
5- فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار .
6- مراحل العمل لإقامة الدولة الصهيونية .
7- اتفاقيات كامب ديفيد .