مسألة الحفظ و الفهم من المسائل المهمة في سلك الطلب ..
و لا بد للطالب من مراعاتهما رعاية تحفظ مقامهما ، و شأنهما
و ذلك من خلال أمور :
الأول : الوقت المناسب لهما :
الحفظ أغلب ما يكون الاشتغال به في زمن الصبا ( و أعني : الإكثار من المحفوظ
) .
و الفهم أغلب وقته هو حال الكبر لتفتح الذهن .
و لا يعني ذلك أن الفهم يُغفل في حال الصغر .
و لا أن الحفظ يهمل في سن الكبر .
لا ، و إنما المراد هو إعمال كل سن بما يكون الإقبال عليه أكثر كما مر تقريره
.
الثاني : ما يُعمل في كلا منهما .
أغلب ما يكون الاشتغال بالمحفوظ في أمور :
أحدها : النصوص الشرعية التعبدية .
ثانيها : ما يكثر الاستدلال به و الاحتجاج من العلم .
ثالثها : التعاريف و الضوابط .
و الجامع لهذين هو أغلب علم الغاية .
و أغلب ما يكون الفهم في أمورٍ تحتاج إلى تبصر و تعقل فهذه لا تحتاج إلى حفظ
أكثر من احتياجها إلى الفهم و التدبر .
الثالث : الفهم هو تفتيق للذهن و إعمال لوظيفته فلا يجوز للطال أن يغفله أو
يهمله .
و هو صعب في أوله لكنه مع الإدمان و الدربة يسهل .
و الحفظ هو تكرار لمحفوظ فلا ينفع صاحبه إلا في جزيئة صغيرة .
هذا إذا لم يكن ثمة فهم يصاحبه .
فإن صاحبه فهم فهو من أحسن ما يكون .
هذه خاطرة سنحت في البال .