وَميضٌ :
كُلٌّ يَدَّعِيْ وَصْلاً بِلَيْلى
وَلَيْلى لا تُقِرُّ لَهمْ بِذاكا
[/ دعوى الإصلاحِ عريضة ، و جُلُّ براهينها مريضة \]
كَلِمةٌ عابرَةٌ قُلتها في محادثَةٍ ...
تِلْكَ تَبُوحُ بـ :
أنَّ دَعْوى الإصْلاحِ تلقَّفَها كثيرونَ ، فَهيَ مَمْدَحةٌ و مَحْمدةٌ ، و
ادِّعاءُ الكمالاتِ غريزةٌ في الخلْقِ كُلِّهِ ..
فَحينَ يأتي شخصٌ و يدَّعي الإصلاحَ ، في أيِّ شيءٍ يَمُسُّ واقعَ البَشَرِ
، و خاصةً ما يكونُ محلَّ أنظارِهم ، كـ : الديني ، الاجتماعي ، السياسي ،
المعرفي ، فهُنا الدَّعْوى عريضةٌ ..
تِلكَ دَعْوى نادى بِها منادٍ في نادٍ ، فأسْمَعَ و أوْعَى ..
عِنْدَ نُزولِ دَعْواهُ في ميدانِ العَرْضِ ، فإنَّا لا نقبلْ منه إلا
ببراهينَ الدعوى ..
و دعاوي الصِّدْقِ يُؤْتَى لها بِبراهينَ صِحاح ، تَشْهَدُ بِمَشْهَدِ
الصِدْقِ ، و صاحبُ الدَّعوى ذِهْ واثقُ الخُطَى ، ثابتُ المقامِ ..
و دَعْوى الكَذِبِ ضَعيفةُ الورود ، هزيلةُ البُنيان ، لا يُقْبِلُ
مُدَّعِيْها بوجهِ المأنوسِ ، و لا يَقْبَلُ بمجلسِ اٌثباتِ ، حَيْثُ
براهينُ الدَّعوى جُلُّها مريضة ، لأنه لم يَفْقَه و يُدرِكْ حقيقةَ دعواه
.
هذهِ حِكايةُ شِكايةِ لِنكايةِ الدَّعْوى في زمنٍ هو بَحرٌ تموجُ بِهِ
تِلْكَ الدعاوي ..
و لا زِلْنا في مِمْرَضةِ العقولِ و الفِكرِ ..