|
استاء كثيرون من تصريح الدكتور غازي
القصيبي - هداه الله - أن قراره الأخير
" لا رجعة فيه " !!
وكأنه قرآن مُنزل ، ومعلومٌ أن الذي لا يُتعقبُ حكمُه هو الله - عز وجل - ؛ كما
قال سبحانه : ( والله يحكمُ لا مُعقب لحكمه ) ، قال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله
- : ( فهذه الأحكام التي يحكم الله فيها ، توجد في غاية الحكمة والإتقان ، لا
خلل فيها ولا نقص ، بل هي مبنية على القسط والعدل والحمد ، فلا يتعقبها أحد ،
ولا سبيل إلى القدح فيها ، بخلاف حكم غيره ، فإنه قد يوافق الصواب ، وقد لا
يوافقه ) . وقد قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب مقولته الشهيرة لأبي موسى
الأشعري - رضي الله عنهما - : ( ولا يمنعنك قضاءٌ قضيتَ فيه اليوم ، فراجعتَ
فيه رأيك ، فهديتَ فيه إلى رشدك ، أن تُراجع فيه الحق ، فإن الحق قديمٌ لا
يُبطله شيئ ، ومراجعة الحق خيرٌ من التمادي في الباطل ) . فكان الأولى بالدكتور
غازي أن لا يفوه بتلك الكلمة ، وأن يُراجع الحق ، بعد أن بين له الناصحون مضار
قراره مقابل مايراه من مصالح ، وأعطوه البدائل الكثيرة : تجدها على
(
هذا الرابط
) .
فما حاله - هداه الله - مع هذا القرار الخاطئ الذي يرمي بفتيات المسلمين بين
الرجال والعمالة الوافدة الساعات الطوال لدفع مفسدة بيع الرجال للمستلزمات
النسائية إلا كحال من يُعالج " مزكومًا " بقطع رأسه ! ومن المتقرر عند العقلاء
بعد العلماء أن المفسدة الكبرى تُدفع قبل الصغرى .
وأذكّر الدكتور والقراء - هنا - بأقوال مهمة لمن وحد الله على يديه هذه البلاد
: الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ، تنبه إلى رأيه الذي اختط السير عليه في مثل
هذه القضايا التي تتعلق بالمرأة المسلمة في بلاده :
قال - رحمه الله - :
( أما التمدنُ الذي فيه حفظُ ديننا وأعراضنا وشرفنا ؛ فمرحبًا به وأهلا ، وأما
التمدنُ الذي يؤذينا في ديننا وأعراضنا ؛ فوالله لن نرضخ له ، ولن نعمل به ،
ولو قُطّعتْ مـنّـا الرقاب
) .
( أثر الدعوة السلفية في توحيد المملكة العربية السعودية ، للدكتور حمود
الرحيلي ، ص 67 ) .
* * * * * * * * * * * * * *
وقال - رحمه الله - في خطابٍ له
بأحد مواسم الحج :
( إنني رجلٌ سلَفيٌ ، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة
)
( إن أكثر ما يُهمني هو المحافظة على كلمةِ التوحيد ،
ثم على محارمِ المسلمين
)
( المصحف والسيف ، ص 135 )
* * * * * * * * * * * * * *
وقال - رحمه الله - :
( أنا خادمٌ لأهل العلم ، والله بحوله وقوته إن شاء الله لأمضي كلّ ما قالوا
وأُحبُ من أحبوا ، وأُبغضُ من أبغضوا ، وأُمضي أمرهم
على نفسي وعيالي
) .
( لسُراة الليل هتف الصباح ، ص 402 ) .
* * * * * * * * * * * * * *
أسأل الله الهداية والتوفيق للدكتور غازي ، وأن
يستعمله الله في طاعته ، ويجعله ممن ينقادون لنُصح الناصحين ، ويختم لنا وله
بعمل صالح .
وأن يوفق ولاة الأمور من أبناء عبدالعزيز للسير على ما سار عليه والدهم - رحمه
الله - وما رضيه لهم
والله الموفق .