|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
توضيح هذه الكذبة وغيرها من الكذبات التي
اعتاد عليها أهل الإفساد ؛ لتشويه الالتزام بشرع الله ، وبالعلماء والمستقيمين
من أهل هذه البلاد ، أنهم يتلقطون أخطاء الجهال ، فيُعممونها على العلماء وطلبة
العلم والأخيار ، متجاهلين أن العلماء هم أول من تصدى لها وأنكرها ، وناصح
أهلها ، وبين لهم خطأهم . وهذا من الاصطياد في الماء العكر . وليس العجب من
كذبهم ؛ لأن كذب الحاقد أمرٌ مفروغٌ منه ، ولكن العجب أن يسمع لهم بعض الطيبين
، فيصدقوا كذباتهم ، والله يقول : ( وفيكم سماعون لهم ) .
أمثلة :
1- تراهم دائمًا إذا ما أرادوا ذم الأخيار ، رددوا قصة الإخوان الذين اختلفوا
مع الملك عبدالعزيز – رحم الله الجميع - ، متجاهلين أن العلماء هم أول من تصدى
لهم ، وناصحهم ، وحذر منهم !
2- ومثلها : يرددون حادثة جهيمان ! والعلماء هم أول من أنكر عليه وتصدى لهم .
3- ومثلها : ترديدهم لحادثة من أنكر تعليم البنات ( خشية أن يكون كالتعليم في
الدول الأخرى المبتلاة بالاستعمار ) ، فبين لهم العلماء ووضحوا شرعية هذا الأمر
بضوابطه . وتوضيحه في (
هذا الرابط ) .
وأهل الإفساد لا يرضيهم أن يتصدى العلماء وطلبة العلم للجهلة ؛ لأنهم يريدون
تشويه ( الجميع ) ! بل لو كانوا صادقين مع أنفسهم لقالوا : نريد تشويه
الاستقامة على شرع الله ؛ لأنها تعارض أهواءنا وشهواتنا ، ولهذا نلجأ للتلبيس
على الناس بطمس جهود العلماء ، والتركيز على أهل الجهل ، مع تعميم حالهم ؛
للتشويه والصد – كما سبق - .
ومن هذا : ماقام به فريق الطائشين في " طاش " –
وهو مسلسل يقف وراءه أهل مكر وتخطيط ، يطرحون من خلاله فكرهم بواسطة المهرجَين
- ، حيث ادعى هؤلاء – ومعهم بدرية البشر في كتابها الأخير عن طاش - أن أهل
الاستقامة قد حرموا " البرقية " أول دخولها المملكة !! متجاهلين أن من حرمها
هم فئة من الجهال ( بغض النظر عن نيتهم الطيبة ) ، أما العلماء فقد تصدوا لهم ،
وأنكروا فعلهم ، وأصدروا بيانًا بهذا ، لن يفرح برؤيته أهل الإفساد . وهذا نصه
من مصدر مقبول منهم ، وهو كتاب " عند الصباح حمد القوم السرى " ، للأستاذ
عبدالعزيز التويجري ، الذي نشر صورته أيضًا . ( ص 145-150 ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبداللطيف ، وسعد بن حمد بن
عتيق ، وسليمان بن سحمان ، وعبدالله بن عبدالعزيز العنقري ، وعمر بن سليم ،
وصالح بن عبدالعزيز ، وعبدالعزيز بن عبداللطيف ، وعمر بن عبداللطيف ، وعبدالله
بن حسن ، وعبدالرحمن بن عبداللطيف ، ومحمد بن إبراهيم ، ومحمد بن عبدالله ، إلى
من يراه من كافة الإخوان ، وفقهم الله لما يُحبه ويرضاه ، وجعلنا وإياهم ممن
اتبع هداه ، آمين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ذلك : أشرفنا على
بعض مكاتيب الإمام عبدالعزيز ، وفقه الله وحفظه ، إلى بعض الإخوان ، ورأينا
فيها بعض الكلام على مسألة " الأتيال " ( التلغراف ) وأجناسها ، وكأنه مشكل
عليكم توقفنا العام الفائت عن الجزم بالتحليل ، وظننتم أن عندنا أمرًا قد
كتمناه عنكم ، وهذا ظن ما ينبغي منكم بنا ، نحن إخوانكم ، لأن الواجب عليكم أن
لا تظنوا أننا نتوقف عن شيئ قد ظهر لنا حكمه مراعاة لوجه خدمة الناس ، فنعوذ
بالله أن نكون كذلك ، وإنما توقفنا اتباعًا لأمر الله ، وما جاء في سنة رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله سبحانه : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم
الكذب هذا حلال وهذا حرام اتفتروا على الله الكذب ) ، ونحن ما نقول ولا نعمل ،
إن شاء الله ، إلا بما ظهر لنا من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف ، رضي
الناس أم غضبوا ، وعند العلماء عادة مشهورة ، وهي أن العلماء إذا توقفوا في شيئ
واختلفوا فيه فلا يُعاب على فاعله ولا يعاتب على تاركه إلا بدليل شرعي ،
فأما مسألة " الأتيال " وأجناسها فلا والله ، ونبرأ
إلى الله ، أن يكون قد ظهر لنا فيها أمر محرم من كتاب الله أو من سنة رسوله أو
من أقوال العلماء ، أو من أهل الخبرة ممن نثق به ، فنقول : من تكلم في مسألة
الأتيال بتحريم ، أو عاب على الإمام بسببها والحالة هذه ، فقد أخطأ وارتكب
معصية ، وخالف أمر الشريعة . هذا الذي ندين
الله به ، وهو الحق ، ونبرأ إلى الله من غير ذلك . هذا الذي عندنا ( ومن أحسن
فلنفسه ومن أساء فعليها ) ، نرجو الله أن يُلهمنا وإياكم رشدنا ، ويُعيذنا من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، والله على ما نقول وكيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل
، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين " .
تعليق
1- الاندهاش من المخترعات الحديثة التي لم
يعرفها بنو آدم إلا في هذا العصر أمر فطريٌ في الإنسان ، الذي من طبعه الجبلي
استنكار كل جديد وغريب ، إلى أن يتعرف عليه ، فيُصدر حكمه عليه . ولاعلاقة له
بدين أو مكان الإنسان . ( ولنتذكر قصة موسى عليه السلام مع العصا التي انقلبت
إلى ثعبان كيف ولى مدبرًا ) ، وعندي الكثير من الأخبار عن اندهاش الناس في
المجتمعات الغربية – نفسها - لما شاهدوا بعض المخترعات ، ومثلها عن الدول
العربية ، سأنشره قريبًا إن شاء الله . فمن المؤسف أن يأتي إنسان في هذه السنين
– بعد أن ألفَ الجميع المخترعات وعايشوها – ليضحك من تصرفات الأولين ، ويسخر
منهم ، وأظنه لو عاش عصرهم لفعل أعظم من فعلهم ! ولهذا :
2- ما
أجمل ما قاله محمد جلال كشك – رحمه الله – مدافعًا عن الإخوان الذين سخرت منهم
بدرية وزوجها ، قال : " وهذا الرفض للمخترعات قبل فهم سرها ، يدل على عقلية
أكثر علمية ، وأكثر احترامًا للنفس ، من المتخلف الذي يتعاطى هذه المخترعات دون
أي انفعال ، رغم مخالفتها لكل قوانين عالمه ، وجهله المطلق بفكرتها تمامًا ،
كتعامل القردة مع الآلات ، إن الخوف من المجهول هو أول درجات العلم .. الخ
ماقال " . ( السعوديون والحل الإسلامي ، ص 588 ) .
3- في مقابلة جريدة شمس مع بدرية البشر المهاجرة وزوجها
من بلاد التوحيد ! سألها الصحفي : " حصلتِ على
الماجستير من جامعة الملك سعود في (الرياض) والدكتوراة من الجامعة اللبنانية،في
( بيروت ) ..ما الفارق الذي لفت نظرك بين الجامعتين والعاصمتين؟
" .
أجابت : " منحتني بيروت شاطئها أتريض عنده حين حرمتني الرياض من أسواقها إن
خالفت شريعة وضع العباءة على الرأس وليس الكتف ، ويطردني مطاوعتها منها " !!
قلتُ : مسكينة أنتِ يا بدرية !
لبنان التعيس .. الذي يئن تحت وطأة الحروب ، والتفجيرات ، والنزاعات ،
والاغتيالات ، والأحزاب ، والاقتصاد المنهار ، والحال السيئ الذي لايتمناه
المرء لمن يُحب .. كل هذا نسيتيه ؛ لأجل أنكِ تمددتِ على شاطئ البحر بدون عباءة
!! ما أحقر أمانيكم !
ومادام هذا مستوى تفكيركِ فإني أقترح عليكِ وزوجكِ – بعد أن انسلختما من بلاد
التوحيد – أن تنسلخا – أيضًا – من جنسيتكما ، وتهدوها إحدى العوائل اللبنانية
البائسة التي تحلم بمثل هذه الجنسية ؛ لتعيش حياة الفضيلة والعز ، بعد أن زهد
فيها مرتاضو الشواطئ !
أصلح الله حالكِ وزوجكِ .. وكفانا شر أهل الإفساد بما شاء .. والله الموفق .