( الرد الجميل .. )
كتيب نادر للشيخ حمود التويجري رحمه الله ، يرد فيه على الظاهري
سليمان بن صالح الخراشي
هذا كتيب نادر للشيخ العلامة حمود التويجري – رحمه الله – طُبع عام 1392هـ ،
ولا أعلم أنه أعيد طبعه بعد ذلك ، وسبب تأليفه أن الشيخ رد على أبي تراب
الظاهري – رحمه الله – في تحليله للأغاني ، وتعرض لشيخه ابن حزم – رحمه الله -
.
وكان الموسوعي أبوعبدالرحمن الظاهري – وفقه الله – تلك السنة في ذروة فورته
الحزمية الظاهرية ! ، التي شذ بها عن العلماء وطلبة العلم في بلادنا . فأخذته
الحمية لشيخه ابن حزم ، وكتب مقالا ينتقد فيه صنيع الشيخ حمود – رحمه الله - .
فكان هذا الكتيب ردًا عليه ، وبيانًا لتعصبه لابن حزم ، الذي شذ به .
موجز الكتيب : نقول من كلام العلماء في ابن حزم ، مع
تعداد الشيخ حمود لأخطائه التي أخذوها ؛ وهي :
1- تصريحه في بعض كتبه بما يقدح في عدالته . ( قصصه مع النساء وعدم غضه لبصره
.. ) .
2- تأويله للصفات .
3- قوله الغريب في القرآن .
4- استحلاله للغناء .
5- أوهامه في الجرح والتعديل .
6- استحلاله لعشق المرأة الأجنبية !
7- توسعه في المنطق والفلسفة .
8- وقوعه في العلماء .
وقد بين الشيخ أن هدفه كبح جماح المتعصبين لابن حزم . وهذا منهج معروف عند
العلماء ، أشار إليه العلامة المعلمي في التنكيل ، وهو أن العالم إذا رأى تعصب
الناس لشخص ، وتجاوزهم الحد في ذلك ، فله أن يُذكرهم بأخطائه ، وأنه يؤخذ منه
ويُرد . ولعل هذا مأخوذ من قوله تعالى عن مريم وعيسى عليهما السلام : ( كانا
يأكلان الطعام ) ، لدفع غلو النصارى فيهما .
- ومع هذا فقد أنصف الشيخ حمود وقال ( ص 42 ) : ( إذا عُلم هذا فلستُ أسلب
الدين والخير عن ابن حزم ، كما قد يُفهم ذلك من كلام المتعصب ، بل أقول فيه دين
وخير ، وفيه مع ذلك ما يعيبه ويقدح فيه ، ولستُ أغلو فيه كما فعل أبوتراب
وصاحبه ابن عقيل ، ولستُ أجفو عنه كما أجمعوا على تضليله ) .وقال ( ص 72 ) : (
وقبل الختام : نكرر الدعاء لأبي محمد بن حزم بالعفو والمغفرة ، ونعترف له
بالفضيلة والتقدم في كل ما وافق فيه الحق ، وما أودعه في مصنفاته من الفوائد
الجليلة ، ونرجو له المسامحة عن الزلات والهفوات ) .
قلتُ : رحم الله الشيخ حمود التويجري ، فقد أنصف –
كما هي عادة أهل الديانة والتقوى - ، والحق يقال : أن أباعبدالرحمن الظاهري قد
لان بعد صلابة في سنواته الأخيرة ، وخف تعصبه ، ودار مع الحق في معظم المسائل
التي خالف فيها ابن حزم – رحمه الله - ، فرد عليه تأويلاته وجهمياته في العقيدة
، وتاب من استماع الغناء .. ، لكن بقيت معه مسألة – وإن خالف فيها ابن حزم –
إلا أنه لم يختر قول أهل السنة ، ولكن توقف ! وهي مسألة القرآن . ( وسيأتي
توضيح لها في مقال آخر إن شاء الله ) . فلعل الشيخ أباعبدالرحمن يعيد فيها
النظر ، فما عهدته إلا رجاعًا للحق ، ذا ديانة وخشية ، وصراحة فيما يعتقد ،
وحبًا للخير ، وردًا على المنحرفين ؛ كالسقاف والحداثيين وغيرهم . - أحسبه كذلك
والله حسيبه - . ولعل من اختار السير على طريق " الظاهرية " يستفيد من تجربته
الطويلة مع ابن حزم .