من قراءاتي عن
الشيعة ( 2 ) ابن القيم والخلفاء الراشدون
سليمان بن صالح الخراشي
قال الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد
(2/214-215) :
( فائدة : السر – والله أعلم – في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه
وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان ، أن عليا لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن
يقول المبطلون : إنه مَلك ورث ملكه أهل بيته ، فصان الله منصب رسالته ونبوته عن
هذه الشبهة . وتأمل قول هرقل لأبي سفيان : هل كان في آبائه من ملك ؟ قال : لا ،
فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت: رجل يطلب ملك آبائه.
فصان الله منصبه العلي من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته .
وهذا – والله أعلم – هو السر في كونه لم يورث هو والأنبياء؛ قطعا لهذه الشبهة،
لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم ؛ كما يفعله
الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته، فصانهم الله عن ذلك ومنعهم
من توريث ورثتهم شيئا من المال ، لئلا يتطرق التهمة إلى حجج الله ورسله ، فلا
يبقى في نبوتهم ورسالتهم شبهة أصلا .
ولا يقال : فقد وليها علي وأهل بيته ، لأن الأمر لما سبق أنها ليست بملك موروث
، وإنما هي خلافة نبوة تستحق السبق والتقدم ، كان علي في وقته هو سابق الأمة
وأفضلها ، ولم يكن فيهم حين وليها أولى بها منه ولا خير منه ، فلم يحصل لمبطل
بذلك شبهة ، والحمد لله ) .