17 فكرة.... لخطبة الحرب |
المكتب العلمي بموقع الإسلام اليوم |
2) السكينة أيها الناس :
والناس أحوج ما تكون في مثل هذه الظروف إلى من يسكب السكينة في قلوبهم ،
وينتشلهم من مشاعر القلق والتوتر والهزيمة النفسية، ويذكرهم بأنه مهما أصابنا
من بلاء ؛ فلا نسمح أن تتسرب الهزيمة إلى داخل نفوسنا، وأن نداوي الهلع الذي
سكن في بعض النفوس بالتذكير بمقامات الصبر والاحتساب، واليقين بموعود الله،
إن في قلوبنا خللاً لا بد أن نتداركه بإفاضة معاني الثقة بموعود الله،
واحتساب الأجر عند نزول الضر، وإن أمر المؤمن كله له خير ، إن أصابته سراء
شكر، وإن أصابته ضراء صبر ، وليس ذلك إلا للمؤمن، والتذكير بمواقف النبي –صلى
الله عليه وسلم- وأصحابه التي لم تكن - مهما عظم كربها -لتخرج النبي –صلى
الله عليه وسلم- عن سكينته ورضاه، مثل موقفه في الهجرة "ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ
مَعَنَا". 3) ففروا إلى الله: فيدعو الخطيب الناس إلى الإقبال بقلوبهم على الله عز وجل فإن آمال الناس تقصر في أوقات الأزمات ، ويقل تشبثهم بالدنيا، وتكون النفوس متهيئة للإقبال على الله واللياذ به، ويصبح في قلوبهم متسع لذوق لذة التعبد ، والإقبال على الله. وأوقات الشدائد أوقات خلوص نفوس الناس من أوشابها وتوجيهها إلى بارئها. 4) سلاح الدعاء سلاح الدعاء: وذلك من خلال توجيه الناس إلى الدعاء الذي هو سلاح المؤمن في الشدة والرخاء، ولفت النظر إلى شواهد من حال النبي –صلى الله عليه وسلم- في الدعاء في الشدة، مثل موقفه في بدر وسؤاله ربه حتى سقط رداءه والتزمه أبو بكر وهو يقول:"يا رسول الله يكفيك مناشدتك ربك" ولذا فلا بد من اللهج بالدعاء في مظان الإجابة وخصوصاً في دعاء القنوت في مساجد المسلمين بالدعاء على إدارة الدولة الظالمة الباغية وجيوشها بالخذلان، والدعاء لإخواننا المستضعفين في العراق - الذين هم بين حكم ظالم ، وعدو غاشم - أن يفرج الله همهم وينفس كربهم، وإن دعاء المسلمين لبعضهم في هذه المواقف هو من تداعي الجسد الواحد، ومن أداء شيء من حق المسلم على أخيه. 5) سخونة الأحداث تنضج الوعي: فالخطيب مدعو لاستثمار هذه الأحداث في انضاج وعي الناس ، وبيان الأهداف الحقيقية لهذه الحرب ، بعيداً عن دعاوى الإدارة الأمريكية بنـزع أسلحة الدمار الشامل، وأن لها أهدافاً أخرى وراء ذلك. فهاجس الأمن الإسرائيلي مسيطر على الإدارة الأمريكية، ولذا فإنها ستقدم على حماية أمن إسرائيل من كل خطر محتمل مهما كان الاحتمال ضئيلاً، مما يحقق هيمنة إسرائيلية على المنطقة. إضافة إلى المطامع الاقتصادية في المنطقة ، والتوجه نحوها احتواء أكبر لمصالحها، إلا أنه لا يمكن بحال استبعاد الدافع الديني للإدارة الأمريكية الحالية، ونحن لا نقول ذلك افتراضاً ، فقد أعلنه الرئيس (بوش) الذي أعلن عودة الحروب الصليبية، وأعلنه الرئيس السابق (كارتر) الذي عارض هذه الحرب، وبيَّن أن الرئيس بوش مدفوع بعقيدة الكنيسة الإنجيلية المعمدانية، ونشرت مجلة (نيوزويك )تحقيقاً مطولاً عن الرئيس الأمريكي الذي انتقل من العربدة إلى الرؤية، تحدثت فيها عن التوجه الديني لدى الرئيس الأمريكي، ونحن نعلم أن الكنيسة الإنجيلية المعمدانية هي التي اندفع قسسها في حملة الاعتداء على مقام النبي –صلى الله عليه وسلم- وتشويه صورته بمشاركة عملية من الرئيس الأمريكي، ولم يعد حال ما يسمى بـ (المسيحية - الصهيونية ) وسيطرتها على الإدارة الأمريكية محل خفاء، ونحن إذ نقول ذلك نعلم أن النصارى ليسوا كلهم هذه الطائفة المتعصبة ففيهم من يرفض هذا العدوان في الولايات المتحدة نفسها، وفيهم من ساروا في مظاهرات حاشدة احتجاجاً على هذا العدوان والأعداء أنفسهم يتفاوتون في عداوتهم ومواقفهم، ففيهم الأشد عداوة وفيهم دون ذلك، والوعي لا بد أن يكون بمعرفة حقيقة كل فئة، والاستفادة من التفاوت بين المواقف، وقد فرح المسلمون لانتصار الروم – النصارى- على المجوس ، وكل كانوا كافرين، ولكن لكل حاله وشأنه. 6) تهيئة الناس لإغاثة النازحين المتوقع زحفهم من العراق جراء وحشية القصف الأمريكي، وأن إغاثة لهفتهم وتنفيس كربتهم قربة عظيمة ، فمن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وإن صنائع المعروف سبب لدفع البلاء، وإحياء مشاعر الخير في نفوس الناس ؛ بإيراد النصوص الشرعية ، والقصص النبوية في ذلك وهي كثيرة جداً. 7) ضبط مشاعر السخط : بيان الأثر الدامي لهذه الأحداث على القلوب، والذي لا يمكن أن تتلقاه مشاعر مسلم إلا أحدث لها الكمد والغيظ الممض الممرض، ولكن مشاعر السخط ينبغي ألا تنفرد بقيادتنا ، وألا تدفعنا إلى ردود فعل غير مسؤولة ولا مدروسة. ولذا فإن التعامل مع الحدث ينبغي ألا يكون بردود الفعل التلقائية، فإن بعض التجاوزات غير المحسوبة قد تكون هدية ثمينة توسع نطاق المعركة، وتعطي المبرر لمزيد من العدوان، وتجعل بلاد المسلمين ساحات لمعارك هي غير مؤهلة لخوضها. ولذا فإن المشاعر الحارة والنوايا الطيبة الصادقة ينبغي أن تكون مزمومة بمراعاة مقاصد الشرع، وحساب المصالح والمفاسد، وتدبر مآلات الأمور وعواقبها، والله لا يعجل لعجلة أحد من خلقه.
8) سياسة الصف المرصوص :
يحسن بالخطيب أن يؤكد على ضرورة الإقبال على الذات وتوحيد الكلمة، فعلى رغم
كثرة أعداد قوى البغي ، وتفوق عتادهم ورغم قوة اقتصادهم، وسيطرة إعلامهم ؛
إلا أن أنهم يحرصون على حشد الرأي الإنساني لتأييدهم على جرائمهم ، فيقيمون
في سبيل ذلك الأحلاف والمعاهدات ويعقدون المؤتمرات... ومن أجل ذلك يؤجلون
خلافاتهم، ويسعون بكل ما يستطيعون لردم ما بينهم من فجوات ... يدفعون في سبيل
ذلك طائل أموالهم ويبعثون أقدر رجالهم...
9) الاستعلاء رغم الجراح :
" أنتم الأعلون" قالها الله سبحانه وتعالى لجيش الإسلام وقد خرج للتو من
معركة أحد ، وقد خلّف سبعين من خيرة رجاله مجندلين على سفح أحد ، قالها الله
- سبحانه وتعالى- لأمة الإسلام وجراحها تشعب، ونبيها مشجوج الجبين مكسور
الرباعية. 10) الدعوة إلى الجهاد العام: وذلك بتجييش الأمة لإقامة وتحقيق أنواع الجهاد كلها، وعدم الاستهانة بأي نوع منها ؛ بدءاً من القتال إلى إصلاح النفس والأسرة، بمعنى تجييش الأمة إلى إقامة الجهاد بالنفس والمال واللسان والقلم؛ لتحقيق الإصلاح العام والخاص في شتى المجالات. 11) الجسد الواحد : وذلك بإشعار المسلمين بمعاني الأخوة الإسلامية، التي لن يستطيعوا الإحساس بها كإحساسهم بها في هذه اللحظات الحذرة، الواقفة على شفير الزمن الراكض إلى ما لا يعلمه إلا الله، بدلاً من التفكير الأناني؛ حيث يشعر الذاتيون بأن الحرب ما دامت بعيداً عنهم، فإن الأمر لا يزال خيراً مما كانوا يظنون، متناسين وجع أخوتهم هناك، وضعف حيلتهم، وهم بين السيف والنطع، والمطرقة والسندان.
12) كيف نحدث التغيير؟:
وتحت هذا العنوان تندرج عناوين فرعية، نذكر منها:
13) حقيقة النصر :
يتبادر إلى الذهن عند أول وهلة أن النصر يعني: نصر للأمة جميعاً. أو نصراً
على الأرض بفتح أراض أو طرد محتل، ويجدر بالخطيب أن يبين للناس في مثل هذه
الأزمات سعة مفهوم النصر، وأن له في الشرع معنى أوسع، بل وأهم وهو: 14) حسن الظن بالله: فيُذكِّر الخطيب في خطبته بأن الله ناصر دينه، وناصر من نصره، ويوصيهم بعدم استعجال النصر العام والشامل؛ لأننا في الحقيقة إلى الآن لم نحقق أسبابه الشرعية ولا المادية، فإن ذلك من حسن الظن بالنفس. 15) اليقين: يحتاج المؤمن في مثل هذه الظروف إلى من يثبته ، ويربط على قلبه، وذلك بإحياء المعاني الإيمانية في القلوب، كرسوخ الإيمان بالله رسوخاً لا يتبدل ولا يتزعزع، بأن نوقن بأننا على الحق، وأن ديننا غالب، وأن علينا أن نمثل مرحلة من مراحل تحقيق هذا النصر وإن لم ندركه، بل إن قُتلنا في سبيله، وأُخذت أراضينا ؛ فهذا خير من أن نلقى الله شاكِّين في وعده، ويبين الخطيب لمن حوله بأن اليقين هو أعظم الأسباب التي تثبت الإنسان على الحق عند ورود الشبه، كموقف أبي بكر من الإسراء، أو ورود الشهوات، كموقف كعب بن مالك من رسالة ملك غسان يؤاسيه فيها ،حين هجره النبي –صلى الله عليه وسلم- والمسلمون وتغيرت عليه المدينة، وكذلك عند ورود المصائب، كموقف أنس بن النضر، لما أشيع مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد.
16) دعوة للعمل :
فليس يجدينا في هذه الأيام ولا قبلها ولا بعدها أن نتداعى بالندب والنياحة
والشجب والاستنكار وهجو الأعداء ...، وإنما يجدينا العمل الدؤوب الذي لا يني
على بث الوعي وتصحيح الفكر، وإيقاظ الهمم وتبصير المجتمع بشتى طبقاته بعِظم
الخطر المحدِق بالأمة، وتحريضه على كل عملٍ إيجابيٍ
17) مكانة المؤمن :
دائما نسمع الخطباء يتحدثون عن قوة الإيمان التي يغلب بها المسلمون أعداءهم ،
ولكن ؛ ما هي هذه القوة ، وما حقيقتها ؟ وما شكلها هنا ؟
|