في غرّة محرم لسنة خلت، كان مفتشو أمريكا قد دخلوا بغداد للبحث _ كما يزعمون _ عن
أسلحة دمار شامل .. فاحترقتُ ألماً على أن هانت أرض أبي جعفر المنصور لعلجِ
حليق ، وكتبتُ هذه التائية .. وما كنتُ أعلم أنّي سأشهد سقوطها بعد إذ هانت ..
وأنني سأستخرجها اليوم من بين أوراقي ..
كأنّما كنتُ أتنبأ !
تنهيدة من نجد ..
إلى الهلال الخصيب
بغداد ضجّ الشعر حين سكاتي ..!
وتَواتَرَتْ .. من ذِكْركِ عَبَرَاتي
سجّ القصيدُ وما أظنّه ذاكراًَ
غير التغزّلِ في جمالِ فراتِ!
وعلا على صوت الأنين ترنّم ..
تشدو به الحسناء من قيناتِ
وتشامخت دور الخليفة زخرفاً ..
نافورها قد رشرش القطراتِ
والخيل تصهلُ .. قد تبدّى فارسٌ !
وعلى النوافذِ أجمل الفتياتِ
وجموع من نظم القصيد تكالبوا
يرجون إذناً .. مع عظيم هباتِ
وتأمل الورّاق كاغده الذي
سيرافق الطلاب في الحلقاتِ
يقف الجدار على يمينه منبرٌ
وعلى اليسار محافل الأبياتِ !
والشهر زاد .. وألف ليلة قصتي .. ؟
أم سندباد .. أم عيون مهاةِ ؟
بغداد سحر الشرق أنتِ قصيدةٌ
حسناء ترقصُ أجمل الرقصاتِ
فأتى على قلب الجميلة خنجرٌ
وخررتِ مثل التمر من نخلاتِ
أو مثل ظبي كان يجري لاعباً
وإذا الحياة تحولت لمماتِ !
أرض الهلال الخصب طال تنهّدي !
ياللهلال .. محاقه سنواتِ !