باب
النفاس الأصغر ( الحيض
)
من المهم معرفته
للنساء
والرجال في مقدمة هذا الباب حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
:
(
المرأة
ناقصة عقل ودين
)
،
الحديث الذي يحبه الرجال
ويستشهدون به في كثير من المواقف الحياتية إذا أرادوا التقليل من شأن
المرأة أو
معاقبتها أو حرمانها أو لأي سبب ، والأسباب تطول ، ولا تكون إلا لجهل
الرجال وقلة
علمهم ، بل وأخذهم لأحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام بما يتوافق مع هواهم
ليس إلا
.
ما كنت أريد
الحديث عنه
ذكرته في الرابطين التاليين بالتفصيل
:
هل المرأة
ناقصة عقل
ودين أم الرجل؟
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?p=1198567#post1198567
شرح معنى
حديث ( المرأة
ناقصة عقل ودين ) والتركيز على الأحوال التي تقبل فيها
شهادة
المرأة
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?p=1198589#post1198589
ندخل في موضوعنا
الفقهي ، وبإسم
الله
نبدأ .
تعريف
الحيض:
لغة:
السيلان ، تقول العرب: حاض الوادي
إذا
سال ماؤه.
إصطلاحا:
دم
طبيعة
وجبلة- يعني مجبولة مخلوقة عليه - يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة ،
خلقه الله
لحكمة غذاء الولد
.
بماذا تعلل اليهود
والنصارى الحيض عند النساء ؟
أن
الله عاقبها وأدماها كل شهر لأن حواء أغوت آدم وأخرجته من الجنة
فعاقبهما الله معا ونزلا إلى الأرض ، وعاقب حواء وبناتها عقابا دائما
مستمرا
فأدماها كل شهر.
أليس في هذا ظلم للنساء يا من تنعقون بتحرير
المرأة ؟
سن الحيض:
عند الحنابلة:
لا
حيض قبل تمام 9 سنوات ، فإن رأت دما لدون ذلك فليس بحيض لأنه لم يثبت ، ولا
حيض
بعد
50 سنة لقول عائشة : إذا بلغت المرأة خمسين سنة خرجت من حد الحيض ،
ولا
فرق في هذا بين
نساء
العرب وغيرهن من غير العرب
.
عند المالكية
:
أنه
من الممكن أن تحيض الفتاة
قبل
تمام 9 سنوات ، ويجري عليها حكم التكليف ، وفي هذا مشقة على النساء ، ففي
يومنا
الحاضر وبسبب الأغذية المحشوة بالكيماويات إختلفت الهرمونات عند الفتيات ،
وقد رأيت
فتيات تحيض وهي بنت 6 سنوات ، تخيلوا معي طفلة عمرها 6 سنوات ما حالها مع
الصلاة؟
أو
كيف نفهما بوجوب حفاظها على الصلاة أو بقية التكاليف الشرعية
!!.
عند تعارض
مذهبان يكون الفاصل هو الطب
،
والطب يقول بأن الفتاة لا تحيض قبل 9 سنوات ، وهو المعمول به من أجل
التخفيف على
نساء
الأمة .
مدة الحيض:
أقله
يوم وليلة ، وأكثره
15
يوم بلياليها
.
لقول
عطاء: رأيت من تحيض 15 يوم ، وغالبه ست ليال
بأيامها أو سبع ليال بأيامها.
أقل الطهر:
عند
الحنابلة
:
أقل
الطهر بين الحيضتين 13 يوم ،
ولا
حد لأكثر الحيض لأنه وجد من لا تحيض
أصلا
، لكن غالبه بقية الشهر.
لما
روي عن علي بن أبي
طالب
- رضي الله عنه - أن إمرأة جاءته وقد طلقها زوجها ، فزعمت أنها حاضت في شهر
ثلاث
حيض ، فقال علي للقاضي شريح : قل فيها يعني أعطينا حكم شرعي ، فقال شريح:
إن
جاءت
ببينة من بطانة أهلها ممن يرجى دينه وأمانته فشهدت بذلك وإلا فهي كاذبة ،
فقال
علي:
قالون – أي جيد بالرومية
-.
ومن هنا إستنبط
العلماء بأن الأمر عائد لعادة النساء في الأسرة ،
فلو
كانت أمها وخالتها وجداتها وعماتها بهذه الحالة فهي بالتأكيد ستكون مثلهن
.
كذلك الزوج لو أراد
أن يخطب مرأة ولود - يعني كثيرة الولد - ينظر
في
طبيعة نساء العائلة ، فلو أن قريباتها كثيرات الولد فهي مثلهن ، والعكس
صحيح.
أحكام تخص الحائض:
1-
تقضي
الحائض الصوم ، ولا تقضي الصلاة عند
كل
المذاهب تخفيفا ورحمة بها ، ولا تصح العبادة منها ، وتحرم عليها
.
عند الشيعة
والخوارج بكل أصنافهم على الحائض قضاء الصوم وقضاء
الصلاة وهذا من جهلهم وخبثهم لرغبتهم في مخالفة السنة
وأهلها
.
2-
يحرم
وطأ الحائض ، وإن أتاها وهي في الدم
ولو
بحائل جاهلا وجوده أو مكرها أو ناسيا فعليه دينار أو نصف دينار كفارة له ،
لحديث بن عباس: يتصدق بدينار أو نصفه ، ولكن يجوز له الإستمتاع بها بما دون
الفرج ،
ومن
السنة ستره عند مباشرة غيره.
الدينار في الوقت حالي
يساوي 4.5 غرام من الذهب ، وما يعادله من الفضة
.
لو كانت المرأة
مطاوعة للرجل فعليها الكفارة كما هي على الرجل
(
إمرأة مطاوعة كرجل جامع
).
سبب ذلك:
أن
المرأة تكون في حالة نفسية
سيئة
بعض الشيء لا تقبل بها هذا الأمر الممتع ، فكان التحريم على الرجل مراعاة
لمشاعر المرأة
.
3-
الطلاق في الحيض يسمى طلاقا بدعيا ، الزوج
آثم
، والطلاق واقع
.
4-
إذا
إنقطع الدم ولم تغتسل لا يجوز لها غير
الصيام ويقع الطلاق
.
5-
إذا
طهرت وعدمت الماء تيممت وجاز جماعها
.
6-
لا
حيض مع حمل ، قال الإمام أحمد بن حنبل : إنما تعرف النساء الحمل
بإنقطاع الدم فإن رأت دما ، فهو فاسد لا تترك له
العبادة ، ولا يمنع زوجها من وطئها
،
ويستحب أن تغتسل بعد إنقطاعه إلا أن تراه قبل ولادتها بيوم أو يومين فهذا
دم نفاس
تدع
له الصلاة والعبادة.
ما يمنعه الحيض:
عند
الحنابلة:
الصلاة ولا تقضيها ، والصوم وتقضيه ، و مس المصحف ، والطواف
بالكعبة ، والجماع ، والجلوس في المسجد
.
عند
الشافعية:
كلها
ما عدا مس المصحف ، فعند الشافعية يجوز لها قراءة القرآن عن
ظهر
قلب ، ولو إحتاجت للمصحف فتلمسه بحائل ، يعني بالقفازات أو تقلب الصفحات
بالقلم
،
ولا بأس بلمس الجلدة الخارجية للمصحف
(
وهذا
هو الصواب و
المعمول به كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله ، لأن الجنب مدته قصيرة
ويملك رفع
الحدث عن نفسه ، بينما الحائض مدتها طويلة ولا تملك رفع الحدث عن نفسها
).
علامات الطهر:
1-
الجفاف
بأن
لا ينزل على المرأة شيء من الدم أو بقاياه من الكدرة
والصفرة.
2-
القـَصَّة البيضاء
قال
الإمام مالك رحمه
الله
: سألتُ النساء ماهي القَصَّة البيضاء؟
فأجبن: هو ماء أبيض يدفعه
الرحم بعد إنقطاع الدم تعرفه النساء وتميزه.
حكم الكدرة (اللون
البني) و الصفرة (الأصفر)
:
الملازم للحيض - في وقت الحيض
– :
يعتبر من الحيض إلى حين رؤية علامة الطهر المعروفة للمرأة ، كل بحسب
حالتها
.
بعد الإنتهاء من الحيض
:
لا
يعتبر من الحيض ولا تدع المرأة من أجله لا الصوم ولا الصلاة ، لقول
الصحابية أم
سلمة: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد زمن الحيض شيئا
.
فلو رأت المرأة
الكدرة
والصفرة وهي في وقت الحيض فهذا من الحيض وعليها إنتظار علامة الطهر
المعروفة لها ،
أما
لو رأت علامة الطهر وأغتسلت ثم بعد أيام رأت الكدرة أو الصفرة فلا تعتبره
شيا
وتصلي وتصوم كباقي الطاهرات
.
بهذا
نكون قد إنتهينا من الدرس الخامس
عشر ،
وإنتهينا من باب الحيض
.
لأي سؤال أنا
جاهزة
حياكم الله
.
|