ومن تلك الأحاديث الضعيفة التي يستشهد بها الجُهال أدعياء المحبة لحبيبنا بأبي هو
وأمي محمد عليه الصلاة والسلام ؛ فأين هذه المحبة ونحن نرى القوم ينشرون
الأحاديث الضعيفة ؛ بل والمكذوبة الموضوعة؟!!حديثٌ يسمونه حديث الميزان أو عرض
الأعمال أو غيرها من التسميات.
نص الحديث:
( حياتي خير لكم ، تُحدثون ويُحدث لكم ، ووفاتي خير لكم ، تعرض عليَّ أعمالكم ؛
فإن رأيت خيراً حمدت الله عليه ، وإن رأيت شراً استغفرت لكم)
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد: (حديث ضعيف منكر)
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 208"
قال المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
(وجملة القول ، أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني
وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو
خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه)
"أنظر السلسة الضعيفة رقم 975"
قال في الصارم المنكي:
( قلت هذا خبر مرسل)
والمرسل من أقسام الحديث الضعيف.
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
( لو ثبت لم يكن فيه ما ادعاه "صاحب المفاهيم" من جواز التوسل بعموم استغفار
رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأمته ؛ لأنَّ دعاء الرسول –صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- في حياته لأمته وسؤاله الله لهم أبلغ وأقطع من استغفاره
بعد موته –إن ثبت- وهذا السبب الذي كان موجداً في حياته هو عين السبب الذي علق
الحكم بعد مماته ؛ فلما لم يشرع هذا العمل ، وهو التوسل بالاستغفار العام مع
القيام المقتضي له في حياة رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علم أنَّ
إحداثه بدعة.
ويؤيد هذا أنَّ خير القرون ثم الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم ؛ لم يستعمل أحد
منهم التوسل بهذا الطريق الذي اخترعه عشاق البدع ، وهُجَّار السُنَن)
"أنظر هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ 88"
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد:
( واعلم أنَّ النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يُعرض عليه من أعمالنا
شيءٌ ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض
يبلغوني من أُمتي السلام)) "رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي"
وقال: ((صلوا عليَّ فإنَّ صلاتكم تبلغني حيثُ كنتم)) "رواه أبوداود وهو في صحيح
الألباني"
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يبين بأن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
لا يعلم من أعمال أُمَّته شيئاً بعد وفاته.
قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنِّي فرطكم على الحوض ، من مرَّ
عليَّ شربَ لم يظمأ أبداً ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني
وبينهم)) وفي رواية: ((فأقولُ: إنهم منِّي ؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك
، فأقول:سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ غيَّرَ بعدي)) "رواه البخاري"
فهذا يدلُّ على عدم علم النَّبيِّ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بما يحدث في
أُمته من بعده ، وهذه الأدلة الثابتة تدلُّ على بطلان الحديث المتقدم لو صحَّ
سنده ؛ فكيف والسند ضعيف!!. )
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 209-210"
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه:
أبو عمر الدوسري(المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة