|
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه
الله : بعض الشباب يذهبون للبر في تجمعات كبيرة ، يقومون بالطلوع أو الصعود على
الكثبان الرملية المرتفعة ، مما يسبب إتلاف السيارات ، فهل عملهم هذا جائز ؟
ومن يشاهدهم هل يكون آثماً ؟
فأجاب فضيلته :
(( أولاً : المشاهد تنبني على الفعل ، هل هو جائز أم لا ؟ فنقول : خروج الشباب
إلى البر على هذا الوجه ربما يفضي إلى المفاسد ، منها : تركهم للجماعات في
المساجد ، وبعدهم عن أهلهم ، ومنها : أن فيه إتلاف للمال ؛ لأن السيارات تتلف
بهذا الاستعمال ، وهو إجبار السيارات على أن تصعد على كثبان الرمل ، وإذا تضررت
كان في هذا إتلاف للمال ، وإتلاف المال لغير مصلحة شرعية دينية أو دنيوية محرم
، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال .
ثم إني أسمع كثيراً من الناس يشكون من هذه السيارات ؛ حيث إنها تفسد الأرض
والنبات ، ومعلوم أنه إذا كثر تردد السيارات على أرض بعينها فإنها ستتلف ،
ويحصل في هذا ضرر على أهل المواشي .
وإذا تبين أن هذا العمل مضيعة للمال وقد يكون سبباً لأمور محظورة ، كان تشجيعه
والخروج للتفرج عليه محرماً ، لأنه إقرار للمحرم ومساعدة عليه ، وقد قال سبحانه
وتعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )
[المائدة : 2]
ويدلك أيضاً على أن هذا العمل سفه ، أن مثل هؤلاء لا يمكن أن يقوموا بهذا العمل
أمام شرفاء الناس ووجهائهم ، لأنهم يستحيون منه ، وفي الحكمة القديمة التي قال
عنها النبي صلى الله عليه وسلم : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى :
إذا لم تستح فاصنع ما شئت " ، والحياء شعبة من الأيمان )) .
المصدر : كتاب الحوادث المرورية آلام وحسرات : علي أبو لوز