نصيحة الآباء في
عدم تمكين الأبناء الصغار من قيادة السيارات
سامي بن خالد الحمود
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
(( نصيحتي للآباء أن لا يمكنوا أبناءهم الصغار من قيادة السيارات ، حتى وإن كان
لهم وجهة نظر يظنونها صحيحة ، فإن بعضهم يقول : أنا أمكنه من قيادة السيارة
لأستغني به عن جلب سائق لا ندري ما ثقته ، ولا ندري عن نزاهته ، فهذا ابني
أستغني به عن غيره ، وهذه ليست وجهة صحيحة ، بل إن هؤلاء الصغار يكون في
قيادتهم خطر عليهم ، ويكون خطر منهم ، وتحصل بسبب ذلك حوادث كثيرة .
ولقد شاهدت منذ زمن صبياً يقود سيارة ، فلما أراد أن ينعطف يميناً ما استطاع أن
يرى الشارع الأيمن ، فوقف على قدميه لينظر حتى يعطف السيارة ، هل هذا معقول أن
يُمكّن هؤلاء من قيادة السيارات ؟
وكما قال السائل : إذا كان الله تعالى نهانا أن نعطي أموالنا السفهاء ، فكيف
نعطيهم أو نوليهم قيادة السيارة التي يكون فيها خطر عليهم وعلى غيرهم ؟
فنصيحتي للآباء أن ينتظروا ، وإذا كانوا لا يستطيعوا أن يقودوا السيارة بأنفسهم
ليذهبوا بالبنات مثلاً إلى المدرسة ،أو لقضاء الحاجات ، فليختاروا سائقاً
مأموناً يقود السيارة ،على أنهم لو اختاروا قائداً مأموناً ، فإنه لا يجــوز
لهذا القائـد أن يخلو بالمرأة وحدها ؛ بل لا بد أن يكون معها نساء أو محرم بالغ
. أهـ)) .
وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله :
(( نقول للآباء : أربعوا على أنفسكم ، وتفكروا في العواقب ، ولا تتهاونوا بدماء
المسلمين ، ألا تعلمون أنكم تحملون أثماً كبيراً متى حصل حادث بسبب هذه
السيارات التي وليتم قيادتها هؤلاء الشباب ، الذين لم يدركوا السـن التي يرخص
فيها لهم بالقيادة ؟
وعليكم أن تعتبروا بمن حولكم ، وبمن تسمعون خبره من الآباء وأولياء الأمور ،
الذين تساهلوا مع أولادهم ، وأدركتم الرحمة والشفقة الأبوية فتنـزلوا على رغبات
الأولاد ، ومكنوهم من سيارات ثمينة أو رخيصة ، فكانت العاقبة سيئة ، فكم من
الأباء خسروا أولادهم وأموالهم ، أو تحملوا حمالات كثيرة أو قليلة ، بجناية
أولئك الأولاد المراهقين ، أو من دون المراهقين ؟
فنصيحتنا للآباء ألا يمكنوا أولادهم من القيادة إلا بعد الثامنة عشرة أو نحوها
، وبعد التمرين والتدريب الطويل ، وبعد التأكيد عليهم في التأني والثبات ،
والبعد عن التهور والمخاطرة ، ليريحوا أولادهم وفلذات أكبادهم ، وليأمن الآخرون
من إخطارهم وتعدياتهم ، والله أعلم . أ هـ )) .
المصدر : كتاب الحوادث المرورية آلام وحسرات : علي أبو لوز