|
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله
، وعلى آله وصحبه ومن تبعه ووالاه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فأشكر الله ما أنعم به علي من نعمه الوافرة ، وأشكره على ما فتح علي به من
العلم بكتابه ، وأسأله في ذلك المزيد ، كما أسأله الإخلاص في القول والعمل ،
وان يجعل ما انعم به حجة لي لا عليَّ إنه وسميع مجيب .
ثم
أشكر الإخوة القائمين على (
ملتقى
أهل الحديث) الذي يتميز بما فيه من الطرح العلمي الجادِّ ، وأسأل الله
لهم التوفيق والسداد ، أشكرهم على حسن ظنهم بي ، وعلى حرصهم على هذا اللقاء
الذي أتمنى أن يكون كما أحبوه .
ثم أتوجه بالشكر لكل من سأل ، وانتظر أن أجيب عليه ، مع اعتذاري عن إجابة بعض
الأسئلة ، ولعله يكون لها زمن مناسب بعد حين .
وإني
أتوجه إليهم وإلى كل أصحاب الطرح العلمي الجادِّ ممن يطرح رأيه في هذا
الملتقى أو غيره أن يكون المراد من طرحه الوصول إلى الحقيقة العلمية ، وليس
الانتصار للأشخاص أو المشايخ ، إذ كم تحجب الأقوال الصحيحة بهذا السبب ، وكم
يمتنع قوم من طرح ما لديهم لأجل ألا يجابهوا بمثل هذا الردِّ الذي لا يعتمد
الأسلوب العلمي ، بل ينحى منحى التعصب للرأي ، حتى ترى أنه يخرج في كثير من
الأحيان إلى الأسلوب الخطابي المتهيج للرد على المخالفين ، ويضمحلُّ الأسلوب
العلمي بين الباحثين .
كما
أن بعض الباحثين قد يرتجل في ردِّ مسألة ، ثمّ يتبين له في قرارة نفسه خطؤها
، وتراه بعد ذلك يُصرُّ على قوله المرتجل ، ويصعب عليه النزوع عنه ، وذلك
مسلك غير حميد ، وكما قيل : الرجوع إلى الحق فضيلة ، ولا أشكُّ أن كثيرًا ممن
في هذه الملتقيات الجادِّة قد اطَّلع على قصص رائعة من قصص السلف في التنازل
عن الرأي الخطأ إذ نُبِّه عليه ، إذ الإصرار غير المبرر على مسألة ظاهرٍ
خطؤها مذمة للشخص من حيث لا يدري .
وأدعو الإخوة ونفسي إلى التثبت من نقل المعلومة ، فكم ترى نسبة قولٍ إلى عالم
من العلماء ، ولا تكاد تراه قال به ، لكن الباحث نقل ما فهم من كلامه ، ونسبه
إليه ظنًّا منه أنه قول له ، فالحرص على نقل قول العالم بحذافيره أولى من
تقويله القول بما فهمه الباحث .
وإنني أدعو إلى أن يكون بين أهل العلم اختلاف التغاير والتنوع ، لا اختلاف
التناقض والتضاد ، وليعلم أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يتسلط على فهم العباد ،
ويلزمهم بما لم يقتنعوا به ، فإذا لم تقبل قولي أو لم أقبل قولك فليبق بيني
وبينك الودُّ والصفاء ، وإخاء الإيمان والولاء .
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن اختارهم من بين خلقه ، وجعلهم خيرته ، وأن
يرفعني وإياكم بالعلم والعمل ، إنه سميع مجيب .
تنبيه :
لقد سلكت في بعض الأسئلة سبيل التوسع
، أو الزيادة على ما أراده السائل من باب تتميم المنفعة والفائدة ، وأرجو أن
أكون قد وفقت في هذا ، والله الموفق .
تابع
اللقاء على ملف وورد