|
شكر مدخل
بقلم ـــ ضيف اللقاء :الشيخ حامد
العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
أول ما نبدأ به توجيه الشكر للأخوة المشرفين على منتدى الفوائد على هذه
الاستضافة الكريمة ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ،
ويرزقنا فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، والهدى ، والتقى ، و العفاف ، والغنى
، إنه سميع مجيب .
وقبل أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة
أبين ثلاثة أمور مهمة :
1ـ
أن الناس متفاوتون في هممهم ومداركهم ، فمنهم من قصرت همته على الأحداث
الجزئية ، يسير معها حيث سارت ، تأخذ به ذات اليمين وذات الشمال ، يشرق معها
تارة ، ويغرب تارة ، ليس له منهج محدد ، ولا يتبع أمرا منضبطا ، يضرب فيه
وجها يعرفه ، فهذه منزلة دنيــــــا ، فلنرتفع عنهــــــا .
ومنهم من قصرت همته على الأشخاص ، فثمة شخص أو أشخاص (حزب ، أو جماعة ، أو
حركة) تعلق قلبه بهم ، فهو لايرى شيئا إلا بمنظارهم ، يفهم بعقولهم لا بعقله
، ويرى بعيونهم لا بعينه ، يحدد بهم كل مواقفه ، وعلى قدر المسافة بينهم وبين
كل شيء ، يتحدد الحكم لديــه على كل شيء!!.
وهذا لا يقتضي ذما لولئك الذين يتبعهم ، فربما كانوا ، من أهل الفضل والعلم
والخير ، وقد يكون اتباعه لهم خيرا له ، إذ لا يسعه غير ذلك ، غير أن المقصود
أن هذه مرتبة قاصرة أيضا عن التي تليها وهي :
** ومنهم ـ وهم أشرف الناس مداركا وهمة ـ من توجهت همته أولا إلى الأفكار ،
فمطلوبه
فهم الأفكار الكلية ، وتأصيلها على أسس سليمة ، ومعرفة كيف تستوعب الأشخاص
والأحداث ، بحدودها ، والشروط الضابطة لذلك ، ثم هو بعد ذلك ماض بجد في السعي
لتطبيقها في الواقع ، فإن حقق شيئا قبل أن يأتيه اليقين، وإلا فقــد مهّد لمن
بعده .
نبني كما كانت أوائلنا *** تبني ونصنع مثل ما صنعــوا
وسأحاول ـ تشبها بالكرام ولست منهم ـ أن أسير على وفق همّة هؤلاء ، كما حاولت
في موقعي الخاص ، أقول هذا بين يدي اعتذاري عن الإجابة على الأسئلة التي
تشتمل على الموقف من أشخاص أو جماعات ، وسأجيب على الفكرة التي يحملها السؤال
فحسب .
2ـ
السؤال عنوان عقل السائل وأدبه ، والمرء بلا عقل ولا أدب ، لاقيمة له ، ولا
ينبغي لنا أن نكون عونا على الخطأ ، بل الواجب إماطة الأذى عن الطريق ، ومن
الأذى أن نسمح بسؤال سائل يفتقد إلى أدب السؤال ، لاسيما إن كان موجها لضيف !
ولهذا فإني أشكر إدارة المنتدى على مراعاتهم لذلك ، فقد جاءت الأسئلة كلها
تليق في صياغتهـــــا بأخوة الإسلام وآدابه .
3ـ
من الفروق الجوهرية بين العاقل والجاهل ، أن العاقل لا يقول كل شيء ، في كل
موضع ، لكل أحد ، وأما الجاهل فلا يحسن هذا التفريق ، ولا يخفى على الجميع أن
الحديث عبر شبكة الإنترنت ـ لاسيما المنتديات ـ إنما هو حديث من وراء حجاب ،
كأن القوم ملثمون في مجلس ، أو جلوس في عتمة ، ولهذا يرتادها أصناف من الناس
:
منهم
من وجدها وسيلة لتبليغ العلم .
وأخوه في الخير الذي وجد بغيته في التعلم والاستفادة .
وثالث إنما هو متجول ، يمر فيرى ، فيقبل تارة ويعرض تارة .
ورابع مسترزق بالحلال .
وخامس إنما هو آكل السحت ، رزقه في النميمة للجهات الاستخباراتية ، فإن لم
يجد بغيته ، أشعل الفتنة بين المصلحين ، وهؤلاء تعرفهم في لحن القول ، إذ
لاسبيل هنا لأن تعرفهم بسيماهم ، وما أكثرهم في المنتديات ، يتباهى أحدهم
بالجرأة في طرح أسئلة شجاعة ـ زعم ـ ، وينتقد فلانا وفلانا من العلماء
والدعاة لأنهم ما قالوا كيت وكيت ، ونسي أنه يختفي وراء اسم وهمي ، ولو كشف
اللثام عن وجهه ، فظهر اسمه ، وعُرف تسلل لواذا !!
ومن بعــــــــد هؤلاء يجري كل باغ وبغيته .
والمقصود أنني احمد الله على نعمة العقل ، ومن شكر النعمة استعمالها في الخير
، ولذا فسأجيب على الأسئلة مستصحبا هذا المعنى ، متذكرا الأصناف الخمسة
أعاذنا الله من خامسها .
والله تعالى أسأل التوفيق والسداد ، وسبندأ إن شاء الله من الليلة الإجابة
على الأسئلة على وفق ما ذكرت في هذا المدخل .
حامد العلي
تابع
اللقاء على ملف وورد