تقوية الكتابة مطلب لكل أحد , وتقويتها تتخذ أشكالاً عدة , وما يهمني هنا هو
تقويتها إملائياً ونحويا, ولاأدري بم أفسر العزوف الظاهر عن تعلم ذلك وإتقانه ,
حتى إنك لتجد مبدعين في أساليب كتابتهم لكنهم يعتذرون عن الأخطاء الإملائية
والنحوية , وكم نحزن إذا قرأنا كتابات جيدة تفسدها الأخطاء من هذا النوع
متعللين بضعفهم في هذه المهارات , ولاأدري إلى متى سيظل هذا الحاجز بينك وبين
إتقان تلك المهارات , عزيزي القارئ : كنت أحاور شخصاً في ذلك , وشكا لي الحال
وهو ممن يحملون مؤهلات عالية ( د/ .. ) وأعطي قاعدة يسيرة في الفرق بين همزة
الوصل والقطع فقال: ما كنت أظن أن الأمر بهذه السهولة , الآن تبين لي الأمر
جيداً ولن أنساه – إن شاء الله - , ثم عرّجنا على الفرق بين التاء المفتوحة
والمربوطة , في إيضاح سلس , وأنه يمكن معرفة ذلك حال الوقف على الكلمة , أبتاءٍ
أم هاء ؟ كلنا درس قاعدة المثتى مثلا , وأنه يرفع بالألف وينصب ويجرّ بالياء ,
فلماذا تقف حائراً في بعض الجمل أبألفٍ أم ياء ؟ قليل من التأمل يزيل الإشكال ,
وأرجو أن لايغلبك اليأس , قد تقول : اللغة صعبة , صدّقني هذا وهم يعيشه أبناء
العربية , والمشكلة أنهم يتوارثونه أكاديمياً , حتى سمعنا عن طالب فشل في النحو
في المرحلة الجامعية , - وللأسف – نقل فشله للآخرين من الطلاب الجدد , وشحنهم
على المادة وكرهوها قبل أن يدرسوها, وأصبحت مثل البعبع لديهم .
لمَ هذه الحواجز ؟ لماذا لانقبل على لغة التنزيل كإقبالنا على الأشياء التي هي
موضع اهتمامنا ؟
أخي : لا تستسلم لما يقال عن لغتك أو يشنّع عليها فالأمر جدّ خطير , متى تتعلم
القواعد إذا لم تبادر من الآن ؟ قوّ لغة كتابتك وجمّلها بذلك , لاتندب حظك كما
ندبوا , لاتفشل كما فشلوا , لاتُحبط كما أحبطوا , أخي : جدّ واجتهد , وابحث عن
كل سبيل يقوي لغتك إملائياً ونحوياً , وأبشرك أنك ستصل إلى مرادك , ولاتدع
متخصصاً جمعتك به مناسبة إلا وتشبث به , وسيفرح بذلك لأنه وجد من يشاطره الهمّ
في تخصصه ( اللغة العربية )
|